لا أعرف أحدا من جيلي خدم مدينته فكريا وثقافيا كما خدم الطائف الأستاذ القدير الزميل حماد السالمي الذي زاملته ذات يوم في جريدة الندوة، ثم استمرت علاقة المودة بيننا بعد انتقاله إلى جريدة الجزيرة التي لا يزال يعمل بها ويكتب فيها حتى تاريخ كتابة هذه السطور لقد وجدت في حماد السالمي كل صفات العطاء وصدق الانتماء لمدينته الطائف فأخذ يؤلف عنها، ويصدر العديد من المؤلفات منها على سبيل المثال (الشوق الطائف حول قطرالطائف) وهو معجم موسوعي شعري في ثلاثة مجلدات، (الطائف القديمة أو بقايا الأمس)، (ثراء الآثار في منطقة الطائف)، (الطائف في مائة عام)، و(الطائف في شذرات الغزاوي)، (المعجم الجغرافي لمحافظة الطائف)، (الورد والطائف)، (القصيبي في الطائف) وأخيرا (أغاني الطائف المأنوس) كتاب مقروء ومسموع مرئي وكل ما ذكر هو غيض عن فيض وقد توقفت عند كتابه الأخير المقروء المسموع المرئي وفيه رصد عشرات القصائد والأغاني التي تغزلت بالطائف المأنوس التي أداها كبار الفنانين في العالم العربي ومن الفنانين السعوديين وكتب كلماتها شعراء غنائيون بارزون. وقد أرفق الأستاذ السالمي مع كتابه قرصا مدمجا يحتوي على الأغاني التي غنيت للطائف المأنوس ليتيح لمقتني مؤلفه استخدام القرص لمشاهدة وسماع ما فيه من فن ولاستعادة ما يكون قد مر به المستمع من ذكريات الصبا والشباب في روابي شهار وفي القديرة والرقاب! لقد أصبح حماد السالمي بما قدمه من مؤلفات وبما بذله من جهد فكري وبحثي مقدر، علما بارزا من أعلام محافظة الطائف، وقد أنشأ في الأعوام الأخيرة في (ديرته) بني سالم منتدى أنيقا يستضيف ويحتفي فيه بالبارزين من أصحاب العطاء الفكري من أبناء الوطن، وقد حضرت قبل فترة حفل احتفائه بمعالي الدكتور عدنان بن محمد الوزان بمناسبة حصول معاليه على جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية فوجدت أمامي نخبة من ألمع رجالات الطائف الذين يقدرون للسالمي جهده وفكره فلا يتخلفون عن مناسبة يدعوهم لحضورها، وبلغ عدد المؤلفات التي طبعها 23 مؤلفا وتوجد خمسة مؤلفات جديدة مخطوطة فهنيئا للسالمي بما قدم مع تمنياتي له بالمزيد من التوفق والنجاح.