"لكي تكتب رسالة عشق عليك أن تبدأ دون أن تعلم ماذا تريد أن تقول، وأن تنتهي دون أن تعلم ماذا قلت". (جان جاك روسو). لا نعيش إلا بوقود الأمنيات، وقبل البوح يصبح الأنين عادة، والشكوى بلادة. الكتابة انثى، والحياة أنثى، وأنا أنثى، ما بال العالم تنكر بقناع ذكوري؟ هنا خدر خفيف يسبق النوم العميق ويمد له يد الشرعية ليغفو مثل الأطفال، متى ننام بلا كوابيس يسبقها هذيان، ولماذا وجه النوم عابس؟ في الكتابة هنا يد اظفارها مصبوغة بحبر الالم، يا لوردة القلم التي لا تتفتح الا عن شيء حزين بائس؟ رسائل عتيقة: أشرع نافذة الحلم ليزورني عبق الذكرى، ولا أكترث لعابر، أو سائل، أنا والأمنيات نؤثث لحضورك المحتشد بغير رأفة، فلا أنت متاح، ولا غائب، أتساءل إن أتيتني أكثر هل ستصارع الفراغ الوحيد المتبقي شاغراً في هذا القلب الخالي؟ يا لهذه الاسئلة التي لا تتوقف عن هتك استار العقل، نتجاوز السنين المرتبكة والمنثورة في روزنامة عتيقة على مكتب موظف حكومي ولا نأبه للسنين المخصومة من تقويم العمر. فلا نزال ك "الاطفال" نكرر محاولاتنا في التجريب، ننتشي عند فتح علبة هدايا، أو قطعة حلوى، ولكن ما بالنا لا نفرح؟ باب الطفولة: وجع يلتهم قلبي بلا رأفة، باب الرحمة أغلق في وجه الأطفال، فزمنُ لا يحترم الطفولة، تطل منه الأحزان. مازال أطفال العالم يموتون، وعشاق العالم يموتون، والمترفون يموتون تخمة. عالم مجنون، مليء بمهاترات البشر. ماذا لو تخلصنا من الاشرار، ورمينا بهم من أعلى ناطحة سحاب في العالم، هل سينام الأطفال بأمان؟ بيني وبينك: بيني وبينك حنين، ودّ، ودِفُء، بيني وبينك، يقين، وفلسفة، وشريعة البشر، بيني وبينك، شِعر، وكلمات، وأبيات من حُزن، بيني وبينك، شجَرة ريحَان، ويد مصُبوغة بحِبر الكتَابة، بيني وبينك، قنديل، حفيف شجر، ورفيف ضوء، بيني وبينك قلب أغُلِقَ بَابه.