الشاعر إيربيرتو إيلدر كوكب شعري يحوم حرا في سماء الشعر العالمي. في سنة 1999 رفض جائزة بيسوا، ومنذ ذلك الزمن يعيش رافضا التكريمات والحوارات جميعها مفضلا حياة الظل، متسترا على أسراره، يكتب الشعر وكأنه يكتبه لنفسه. صوته الشعري فريد من نوعه، معقد، ولاذع. إنه دعوة للسفر الطوباوي، قراءته دهشة شفافة وذهول مبلبل، تعود استعاراته إلى الأصول وعوالم الطفولة الدفينة،حيث تختلط الرهبة بغبطة الاستكشاف. ولد الشاعر إيربيرتو إيلدر في 23 نونبر 1930 بجزيرة فونتشال مايدير المعزولة في الأطلسي، سيغادرها سنة 1946 إلى لشبونة، سيتأثر بروح هولدرلين وريلكه الشعرية والجمالية، سيدرس في البداية القانون ثم سرعان ما سيتخلى عنه لصالح دراسة الفلسفة بجامعة لشبونة، ما بين 1953 و1955 سيبدأ كتابة الشعر بديوانه الأول «زيارة الحب» سيبدأ سورياليا ثم ينتقل إلى موضوعات وجودية. سيعارض نظام سلزار الفاشي مما سيتسبب له في مشكلات عديدة، ورغم مقاومته للمضايقات السياسية فإنه سيضطر إلى اختيار حياة المنفى في بلجيكا وهولندا والدانمارك ما بين 1959 و1961 بعد ذلك سيرحل إلى أنغولا ليشتغل بالصحافة، عاد إلى البرتغال ويعيش حاليا حياة عزلة تامة، أصدر أكثر من عشرين ديوانا شعريا، مؤخرا صدر له ديوان جديد تحت عنوان «لا سيد أمام الموت». زيوس العمياء جميع الأنوار مطفأة مع حفيف الأصوات يأتي الربيع. و عندما ينام الحليب متخثرا، ينام بيتي أيضا وفي الصمت يحترق شيئا فشيئا وكلما نمت البتلات المتلهفة ولدت الكلمات شفافة ومرة... في بعض الليالي ... أحببت الجداول القديمة كلها، خطوة خطوة تسلقت الجسد الممتلئ بالأوراق الصغيرة، خالد مثل شجرة معمرة. خطوة خطوة ألتهم الفرح أنا بحنجرة واسعة، كمن سيموت شرقا بمياه جارفة، وجرار تفيض بنجوم مبللة. أحيانا كنت أحب بتأن لأني سأموت عيوني تحرق بقدرة القمر كما الليلة، هذه الليلة الربيعية، وفي البعيد أبحث عن صمت بلادي في القرون الأخرى. هنا غطت الفرحة مع حبوب اللقاح، و ضوء البيت مأخوذ من الفضاء نارا عميقة و أنوارا مطفأة. حقل الأرز عند الفجر في الرابعة صباحا، تنزع الأعشاب الضارة من حقول الأرز، ولكن ماذا تبقى الآن حقل الندى أم دموع الألم؟ أغنية البحر مقتطف هذه المرأة جميلة... كزهرة الجبل، ولكن الطقس بارد جدا، وأشد قرا فوق عتبة الثلج يزهر البرد ... الدنو من المياه طوال اليوم أميل إلى الأوراق الخفاقة بإيقاع الضوء تحت الصمت بالتحديد. أريد أن أعرف اسم الشخص الذي مات: ملابسه تلتهمها النار خطواته تتسكع داخل قلبي الاسم: خشب يبحث عن نفسه، جاف في قاع الزمن طبيعي ومقموع. ويفتح غطاء الحياة، الاسم: الجمال المتأرجح برئتيه القطنيتين المحترقتين ثعبان ذهبي يعانق الحقين الأسودين والرطبين، ثم الماء المائل يتأمل بجنون اسمك: الغامض والعويص. مكان العالم «مقتطفات» الرؤية فكرة كل شيء يذوب في كل شيء، وأنا صورة هذا الكل عجلة اليوم تظهر من القفى جراحا يتعثر الضوء الجمال مهدد لا أستطيع أن أكتب من الأعلى الأشكال تتحول في الداخل. *** لأنه يجب أن يموت يقع الماء البارد في النوم، فيغلي، في النوم يصير الماء البارد كلسا، فيبرد آه يا لهذه الحمى المرتفعة المفاجئة. الصور لا معنى لها. يرشح معطف البحار الأسود من وجه الطفل الذي ينأى وحيدا. يمكن أن يغير الاتجاه طويلا. نائما، يتمدد الطفل. جد لي اسما لهذه الذاكرة وانسجاما صوتيا كي أكتب، دون انكشاف، اسما للموت. لأن الطفل يخترق كل شيء وسيصطدم في قرارة نفسه، بنفسه. *** ... ثم لا أحد سيجرؤ على الكلام سيصبح كل شيء فعلا وفوق كل شيء، كل شيء يهز المرئي إقليما غير مرئي. أن تستعادة الحياة - بهذه الكلمة الضئيلة لا شيء تقريبا، يمكنه حينئذ أن يسحب الورقة من الكتابة الخرقاء الكتابة صفحة سماوية مفروضة، وبهذا ستعيد نفسك للحياة هي مجرد لحظة قبل أن تغذوا عدما..