بقدر ما حاولت السلطات الجزائرية طمأنة الرأي العام الجزائري ازاء صحة الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة بقدر ما تكثفت التساؤلات والشائعات حول طبيعة مرض هذا الاخير. وقد ظهر ذلك جلياً في الايام الاخيرة في الصحف الجزائرية التي اخذت على السلطة عدم التزام الوضوح والشفافية في التعامل مع مرض بوتفليقة بل ان صحيفة «لوفيغاو» الفرنسية قد جعلت امس من مرض الرئيس الجزائري الحالي الموضوع الاساسي في صفحتها الاولى. وتطرقت الصحيفة الى الموضوع تحت عنوان جاء فيه «مرض بوتفليقة الخفي». وكان بوتفليقة قد نقل على عجل من الجزائر الى مستشفى «فال دوغراس» الباريسي العسكري يوم السادس والعشرين من الشهر الماضي أي عشية ذهابه الى اسبانيا للمشاركة في القمة الاوروبية/ المتوسطية التي التأمت في برشلونة يومي السابع والعشرين والثامن والعشرين من الشهر الماضي. وقد سألت «الرياض» في برشلونة خلال القمة عن صحة بوتفليقة السيد عبدالعزيز بلخادم موفدها الخاص الى القمة فتحدث عن وعكة صحية خفيفة ألمت بالرئيس الجزائري وقال انه بخير. وقدمت المعلومات الرسمية حول مرض بوتفليقة بعد مرور تسعة ايام على ادخاله المستشفى العسكري الباريسي. فأكد طبيبه الخاص انه اصيب «بقرح نزيفي في المعدة». واضطر احمد اويحي رئيس الحكومة الجزائرية يوم الثلاثاء الماضي الى التعليق على مرض الرئيس وصحته فبدا مطمئناً بعض الشيء وقال ان الاطباء قد نصحوه بالخلود الى الراحة بشكل كامل. بيد ان صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية المطلعة عادة على الشأن الجزائري بشكل دقيق أكدت في نفس الوقت ان السلطات الفرنسية اقل تفاؤلاً من السلطات الجزائرية حيال صحة الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة. والحقيقة ان شائعات قد راجت في اليومين الاخيرين في العاصمة الفرنسية مفادها ان بوتفليقة قد يكون مصاباً بمرض السرطان وان معالجته تتطلب وقتاً اطول بكثير مما كان متوقعاً. وتجدر الملاحظة الى ان اشاعات مماثلة قد راجت في الاسابيع الاخيرة حول يزيد الزرهوني وزير الداخلية الجزائري. وذهب بعض مروجي هذه الاشاعات الى حد التأكيد بأن الوزير قد توفي. ولكنه فند ذلك بنفسه يوم الاثنين الماضي عندما اكد في حديث للاذاعة الجزائرية انه خضع فعلاً في الاسابيع الاخيرة لعملية جراحية دقيقة لزرع الكلى وان العملية نجحت واضاف يقول مازحاً: «ان صوته لا يدل على انه يحتضر». نشير اخيراً الى ان مستشفي «فال دوغراس» العسكري الباريسي حيث يرقد الرئيس الجزائري حالياً كان قد اقام فيه الرئيس الفرنسي في شهر سبتمبر الماضي بعد اصابته بجلطة في الدماغ.