هناك توجه كبير من لدن وزارة العمل والجهات الأخرى كالمؤسسة العامة للتدريب المهني والتدريب الفني وصندوق الموارد البشرية بالتركيز على موضوع التدريب الفني والمهني كمدخل أساسي لتهيئة الشباب السعودي للعمل بالقطاعات المختلفة، الأهلية منها بالذات، وفي هذا السياق يعقد هذه الايام المؤتمر السعودي التقني الثالث الذي يهدف إلى: 1- استعراض أبرز الاتجاهات الحديثة والتجارب التي تساعد على تطوير التعليم التقني والفني. 2- مناقشة استراتيجيات تطوير وتحسين التعليم التقني والفني في ظل تطورات سوق العمل. 3- عرض التطورات التعليمية والتدريبية وتبادل الخبرات. 4- تقوية الصلات بين مؤسسات التعليم الفني والتقني وقطاعات العمل بشكل خاص والمجتمع بشكل عام. 5- تشجيع البحوث في المجالات التقنية. وهنا أحيي القائمين على هذا اللقاء وأطرح أسئلة سريعة، تتعلق بمؤسسة التعليم الفني: هل المؤسسة فرع من وزارة العمل؟ أم أنها مؤسسة مستقلة علاقتها بوزارة العمل تكمن في كون وزير العمل هو رئيس مجلس إدارتها؟ في نظري ان المؤسسة جهة تعليمية/ تدريبية لكنني أراها تكلف بمهام هي من صلب مهام وزارة العمل، مثل القيام بحملة توعوية في التوظيف ومثل القيام بحصر العاطلين عن العمل، فهل تغيرت أهدافها ومسماها لتصبح مؤسسة التدريب والتوظيف المهني؟ أحد أمرين إما أن تبقى المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني مؤسسة تعليمية مستقلة، مركزة جهودها في الجانب التعليمي والتدريبي، أو أن تعاد هيكلتها لتصبح إدارة أو فرعاً من وزارة العمل وبالتالي يحق لوزارة العمل تكليفها بما تريد، بمافي ذلك مساعدة مكاتب العمل في حصر العاطلين عن العمل؟ يتسارع افتتاح كليات تقنية جديدة، بينما هناك صعوبات تعانيها الكثير من الكليات القائمة ويعانيها خريج الكلية التقنية في مجال التوظيف، فهل هناك دراسة تقويمية محايدة تبين لنا جدوى افتتاح كليات تقنية جديدة؟ هل لدينا دراسة توضح أيهما اولى افتتاح كليات ومعاهد حكومية جديدة أم تشجيع القطاع الخاص على القيام بذلك والتحول إلى دور المراقب والمقيّم لتلك الكليات والمعاهد؟ لدينا كليات ومعاهد قائمة حكومية وأهلية منذ سنوات، فهل نقيم ماهو قائم بشكل موضوعي حتى لايصبح الأمر مجرد تخريج أرقام لاتملك التأهيل الكافي وبالتالي تزيد الأمر سوءاً في مجال العمل وتقبل أرباب العمل للشاب السعودي؟ لقد تطور عدد كليات التقنية من عام 1419ه إلى عام 1424ه من عشر كليات تقريباً إلى أربع وعشرين كلية، وزاد عدد الطلاب في نفس الفترة من 11 ألف طالب إلى 38 ألف طالب تقريباً، فهل تطورت أعداد المدربين والكوادر التعليمية والتدريبية بنفس النسبة خلال تلك السنوات؟ أم أن افتتاح كليات جديدة هو مجرد تقليص نشاط معهد مهني وتحويل كوادره إلى الكلية التقنية التي قاسمته المقر وربما الميزانية والكوادر، مع مافي ذلك من إيجاد كليات بنفس مستويات المعاهد المهنية؟ سؤال أخير: المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني: هل لايزال الاسم صالحاً ومتسقاً مع التطورات الحديثة؟