في كلمة له تطرق معالي وزير التعليم الى عدد من معوقات التعليم الناجح والمرضي للطموح، وتطرق في نهايته لأهم القضايا في نظر معاليه والى كيفية الحلول والى خطة الوزارة في ذلك. والحقيقة ان التعليم من اكثر المجالات التنموية حيوية وأهمية، والمؤسف اننا نناقش على جميع المستويات مشكلات ومعوقات مفصلية ومهمة ومؤثرة في اتجاهات التعليم وواضح فيها درجة الانحراف عن الطريق الصحيح، في الوقت نفسه نحن مشغولون بوسائل تطوير جوانب ثانوية تتناسب مع الدراسات والبحوث العصرية التي توصي بوسيلة دون اخرى، وبممارسة تربوية افضل من سابقتها، اضافة الى اننا نجيد تأمين الشيء ولا نجيد مدى اهميته وجدواه والحاجة له في تسلسل للاولويات قبل الرفاهية التربوية. التعليم الناجح في الدول المتقدمة متاح للجميع وليس سراً فما المانع من التقليد المحمود مع المحافظة على المحتوى الخاص بنا؟ نفتقد الجدية في التعليم وهذه لا تحتاج الى دراسات وتعليمات، تحتاج الى إرادة جادة وحزم مبني على اسس علمية غير خاضعة للرأي الشخصي او المجاملة، أجزم واثقاً ان لدينا من العقول المؤهلة مايغنينا عن شركات استشارية او خبرات اجنبية ويسد الحاجة ويزيد، فقط نفتقد وسائل الكشف عن تلك العقول واتاحة الفرصة لها لتعبر عن نفسها امام حواجز حب الظهور والاوعية الفارغة التي تحدث صوتاً يلفت الانظار لها، ولانها فارغة فصوتها اكثر حدة وضجيجاً من الاوعية المليئة التي لايسمع لها صوت لثقل ما فيها.. وليت حب الظهور يكفي لصاحبه بل انه يحارب غيره ليبقى حسب ما يراه، لذا فإن العقول الجادة كفيلة بإيصال السفينة لبر الامان، فلا غرو فمنها من درس في الخارج ومارس التعليم هناك، ومنها من صقلته الخبرة والتدريب ومارس الحكمة وسلامة الرأي. وفعلاً إيجاد حلول جذرية لمشكلات النظام التعليمي المتجذرة والمتراكمة عبر عقود من الزمن لا يمكن أن يأتي من دون تكاتف وتعاون الجميع، مسؤولين ومواطنين، ولن يأتي من دون قرارات صعبة وحاسمة، ولن يأتي من دون أن ندفع ثمن بعض السياسات والقرارات، التي كانت تعالج قضايا التعليم من منظور قصير المدى إضافة إلى ان الأنانية التي قد تجعل بعضهم يقدم مصالحه الشخصية على مصلحة الوطن ستقف عائقاً أمام الحلول، لكنني اقول ان الارادة الجادة ستذيب كل تلك المعوقات مهما رأيناها كبيرة ونافذة. بقي إن نبدأ بالاولويات واختيار النقطة الصحيحة في صافرة البدء مع التوازي غير المخل في قوة العطاء واندفاع الحماس، وما تلك الا اسباب والتوكل على الله وتوفيقه هو المعول عليه اولاً واخيراً نسأله ذلك فهو القادر عليه. [email protected]