تحركت إدارات تعليمية أخيراً في شكل جاد، لإعداد قائمة خاصة تحدد «المشكلات الطلابية» المسجلة خلال الأعوام السابقة. وبحسب مصدر مطلع تحدث ل «الحياة»، فإن التحرك يأتي بهدف التعرف على جميع المشكلات التي يعاني منها الطلاب كالمعوقات العامة والمدرسية والصحية والاجتماعية والأسرية والنفسية، وحجم كل مشكلة وفي أي مرحلة، ووضع تصور كامل بشأنها بغية إعداد الخارطة السلوكية، والحصول على معلومات إحصائية علمية صحيحة عن حجمها، ما يسهل من وضع البرامج العلاجية التي تتناسب مع كل مشكلة وأهميتها. وأضاف أن إدارات التعليم ترى أن المشكلات بجميع أنواعها من أهم المعوقات التربوية التي تشغل بال الكثير من التربويين والآباء وغيرهم من الجهات الأخرى ذات العلاقة، مشدداً على أنه في حال لم تتم معالجة واحتواء المشكلات الطلابية والعمل على الحد منها، فسيترتب على هذا الواقع آثار سالبة على أبنائنا الطلاب وعلى المجتمع. وحددت القائمة الأساليب التربوية للحد من تلك المشكلات، في اكتشاف وتحديد أبرزها والموجودة لدى الطلاب، والمساهمة في تصنيف المشكلات الطلابية في المدارس بأسلوب علمي يتيح للإدارة و للمرشد الطلابي تحديد أولويات العمل الميداني في هذا الجانب، ووضع خطة عملية للتوجيه والإرشاد تلبي حاجات المستهدفين بحل مشكلاتهم وتحقق توافقهم النفسي والتربوي والاجتماعي على مستوى الإدارة والمؤسسات التعليمية، والوقوف على واقع المدارس من وجهة نظر الطلاب للتعرف على جوانب النقص في الواقع التعليمي لمعالجته بالطرق التربوية المناسبة، واستبصار الطلاب ببعض مشكلاتهم وما يعانونه من صعوبات تجعلهم غير قادرين على حلها بأنفسهم، واستشراف البدائل والخيارات التي تساعدهم على ذلك، وإشراكهم في التخطيط للعملية الإرشادية بصورة غير مباشرة وإشعارهم بأن المدرسة تسعى لمساعدتهم في التغلب على معوقاتهم، وإشراك الإدارات التربوية الأخرى في تقديم الخدمات والبرامج التربوية التي تتماشى مع مهمات واختصاصات كل إدارة بهدف تحقيق التكامل في العمل التربوي. وإلى جانب ذلك، رأت القائمة ضرورة إشراك الطالب في التخطيط للعملية الإرشادية وإشعاره باهتمام المسؤولين في المدرسة به ورعايته له، ومساعدته على فهم ذاته والتفكير بجدية في واقعه الشخصي، واستبصاره بأنسب الحلول لمعالجة مشكلاته، إضافة إلى دراسة اتجاهات الطالب وأفكاره حول واقعه التحصيلي والذاتي لمساعدته في بناء مستقبله والتغلب على ما قد يعترضه من صعوبات، ومشاركة الدارس في البرامج الإرشادية داخل المدرسة بهدف فهم أعمق لحاله السلوكية وتقويمها مما يجعله عضواً فاعلاً في مجتمعه، وأخيراً توثيق العلاقة الإرشادية بين المدرسة وأسرة الطالب.