جدتي.. يا من تمنحني الدفء في ليالي الشتاء العاتية، وتحميني من عواصفه الهائجة كيف سأرى جمال الربيع ووروده المحببة إليك بعد رحيلك؟ أجزم بأني لن أحس بجماله، بل هل يا تُرى سيأتي هذا أم لا؟ هل ستشدو طيورك الغناء فيه؟ أم أنها ستنوح لفقدك؟ أسئلة كثيرة تحاصرني وأفكار غريبة تدور بخلدي، جدتي أشياؤك وذكرياتك ما زالت تبكيك حتى تبكيني معها. مصحفك، سجادة صلاتك، زاويتك المفضلة في البيت، كلها ثُكالى محزونة. تزيدني ألماً وأسى. جدتي: ما زلت أذكر آخر ليلة لي معك. لم أعلم أنها الأخيرة لكنك ربما كنت تشعرين؟ ودعتني وغادرت غرفتك ولحقتك أنا وأمي ثم عدت وتناولتني فضميتني إلى صدرك بشدة وكانت الأخيرة. كانت آخر قطرة من ينابيع حناتك الذي طالما وردته لكني لم أرتو منه ورحلت فرحل معك كل جمال في الدنيا وكل أمل في الحياة. لكني أسأل الله أن يجمعني بك في جنات خلده إنه سميعٌ مجيب.