اطلعنا على المقال الذي كتبته الأستاذة أمل إبراهيم الحميضي بعنوان (طوابير الجمعيات الخيرية) وذلك في جريدتكم الغراء بتاريخ 17/9/1426ه الموافق 20/10/2005م في العدد رقم 13632. بداية يطيب لي أن أقدم الشكر والتقدير على جهود جريدة «الرياض» في مجال العمل الخيري، كما أقدم الشكر للكاتبة الكريمة على اهتمامها بالمحتاجين المتعففين خصوصاً وعلى أهمية المحافظة على كرامتهم. وبصفتي أحد العاملين في المجال الخيري ومن الذين يتشرفون بالعمل في الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض (إنسان) تلك الجمعية التي يرأس مجلس إدارتها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز - أمير منطقة الرياض - صاحب الأيادي البيضاء في العمل الخيري. هذه الجمعية التي لم يتجاوز عمرها الست سنوات إلا أنها تجاوزت عشرات السنين في خدماتها كيف لا وهي المتخصصة في رعاية الأيتام تلك الفئة الغالية على قلوبنا جميعاً والتي فقدت حنان الأب ولكنها لم تفقد أهل الخير في بلد الخير. هذه الجمعية التي تهدف إلى غرس مبادئ الدين الإسلامي الحنيف في نفوس الأيتام وإلى تقديم كافة أوجه الرعاية المادية والمعنوية لليتيم منذ ولادته وحتى استكمال تعليمه وتدريبه وتوظيفه. هذه الجمعية التي تقدم خدماتها لأكثر من 14,758 يتيماً ويتيمة داخل مدينة الرياض تضمهم أكثر من 3152 أسرة وتقدم لهم الرعاية من خلال فروع الجمعية الأربعة داخل مدينة الرياض وفرعها الخامس الذي تم افتتاحه في محافظة الخرج مساء السبت 19/9/1426ه. هذه الجمعية التي تحافظ على حقوق الأيتام وتقدم لهم العطف والحنان والرعاية المادية والمعنوية داخل أسرهم الطبيعية وتقوم بتقديم خدماتها من خلال التزامها بثلاث مبادئ هي: المبدأ الأول: التميز في تقديم الخدمة وذلك عن طريق بطاقات الصرف الإلكتروني من 1/9/1425ه أي منذ أكثر من عام فلكل أسرة بطاقة إلكترونية مخصصة للمواد الغذائية ويتم تغذيتها عن طريق الجمعية شهرياً وتقوم الأسرة بالتوجه إلى أحد فروع مجموعة العثيم التجارية لشراء ما تحتاجه من مواد تموينية في أي وقت مباشرة دون الحاجة لمراجعة الجمعية والوقوف في طوابير أو أخذ إعانات عينية قد لا تستفيد منها أو لا ترغبها من حيث النوع أو يزيد عن حاجتها من حيث الكم. كما أن لكل أسرة بطاقة صرف إلكترونية (بطاقة البركة) ويتم إصدارها بالتنسيق مع شركة الراجحي المصرفية بموجب حساب رئيسي خاص بالجمعية ويتم فتح حسابات فرعية لكل أسرة مستفيدة ويتم تغذيته عن طريق الإنترنت شهرياً وما على الأسرة المستفيدة إلا التوجه إلى إحدى صرافات شركة الراجحي وأخذ مستحقاتها مباشرة دون الحاجة أيضاً لمراجعة الجمعية. وبالنسبة للكسوة التي يتم صرفها للأسرة فهي تقدم الآن على شكل كوبونات شراء وهذه الكوبونات سيتم خلال الأشهر القليلة القادمة استبدالها لتكون بطاقة إلكترونية أيضاً وفقاً لسياسة الجمعية التي تواكب التقنيات الحديثة. كما أن الجمعية لا تكلف الأسرة عناء مراجعة أي جهة أخرى فهي تقوم بمتابعة أي معوقات أو صعوبات أو في حالة فقدان أو تلف البطاقة فتقوم بالتنسيق لفتح الحساب ولإصدار بطاقة صرف إلكترونية بدل تالف أو فاقد. ويمكن في بعض الحالات حل المشكلة عن طريق الهاتف دون الحاجة لمراجعة الجمعية. كما أن الجمعية تسعى دائماً للبحث عن الأسر المتعففة حيث انها تقوم بعمل الزيارات الميدانية للأسر في منازلهم للتأكد من مدى احتياجهم عن طريق فرق بحث اجتماعي مكون من (زوج وزوجته) من المتخصصين في الخدمة الاجتماعية وعلم الاجتماع وذلك بهدف تلمس احتياجاتهم وتقديم الخدمات لهم في شتى المجالات سواء الصحية أو التعليمية أو التربوية.. إلخ. إضافة إلى الوصول للمستفيد في منزله دون الحاجة لمراجعته للجمعية، ووصول الخدمات الأخرى كالأجهزة الكهربائية إلى منزل المستفيد وتركيبها دون الحاجة لمراجعة الجمعية، كذلك تم تقديم الحقيبة المدرسية للطلاب المستفيدين والطالبات المستفيدات عن طريق بطاقات الصرف الإلكترونية ليقوموا بشراء احتياجاتهم من الأدوات المدرسية وتعزيز شخصيتهم واعتمادهم على أنفسهم وحقهم في الاختيار. المبدأ الثاني: التدرج في تقديم الخدمة بمعنى أن الجمعية تبدأ بتقديم الخدمات الأساسية وفقاً لاحتياجات المستفيدين المختلفة باختلاف الظروف والمعطيات وبناءً على مخرجات البحث الاجتماعي ومن ثمَّ تندرج في تقديم الخدمات الأخرى (الصحية - التعليمية - التربوية - التدريب - التوظيف.. إلخ). المبدأ الثالث: غرس القناعة والمصداقية لدى جمهور المستفيدين وهذا المبدأ تحرص الجمعية على تطبيقه بشكل كبير حيث إنه من الصعب الوصول إلى القناعة لدى بعض المستفيدين ولكن مع مرور الزمن وعن طريق الخدمات المتنوعة التي تقدمها الجمعية وتكوين الاحترام المتبادل بينها وبين المستفيدين ومن واقع الممارسة فقد جعلت الجمعية هذا المبدأ واقعاً ملموساً بمساعدتها لبعض المستفيدين على الاعتماد على أنفسهم وأصبحوا أعضاء نافعين لأنفسهم ولمجتمعهم وبذلك يتم استبعادهم من الخدمات الأساسية وإحلال مستفيدين آخرين هم بأمس الحاجة لخدمات الجمعية. واختصاراً فإن الجمعية دائماً تسعى لتطوير خدماتها ومواكبة التقنيات الحديثة بالإضافة إلى اعتمادها على التغذية المرتدة من المستفيدين من خدماتها بهدف تحقيق أهدافها ومبادئها. وكل هذا لم يكن ليحدث لولا فضل الله عز وجل أولاً ثم بتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز - رئيس مجلس الإدارة - وجميع المسؤولين في هذه الجمعية وبجهود العاملين والعاملات الذين يتميزون بالإخلاص والتفاني في سبيل تقديم الخدمة لهؤلاء الأيتام. وفي نهاية هذا التعقيب فإنه يسرني دعوة الأستاذة أمل الحميضي وجميع الإخوة والأخوات القراء لزيارة هذه الجمعية أو أحد فروعها الأربعة في مدينة الرياض (شرق الرياض - جنوبالرياض - شمال الرياض - غرب الرياض) أو فرع محافظة الخرج. للإطلاع على العمل الخيري المنظم وعلى أنظمة الصرف الإلكتروني والذي يحفظ للمستفيد حقوقه ويضمن المصداقية والطمأنينة بوصول التبرعات للمحتاجين إليها بكل يسر وسهولة كما أنه بإمكان من يريد التبرع لمستفيد معين أن يتم إيداعها في حسابه الخاص في الجمعية وذلك عن طريق الجمعية بسرية تامة وحفاظاً على حقوق وكرامة المستفيد. وبهذه الجهود نتفاءل بأن الجمعية تميزت بهذه الوسائل المتطورة في تقديم الخدمات وذلك على مستوى السعودية والخليج والشرق الأوسط، وإلى الأمام إن شاء الله في سبيل تطوير العمل الخيري المنظم. مكرراً شكري وتقديري للجميع. ٭ مدير فرع الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بجنوب الرياض