الانتقاد دائما يبدأ نتيجة الرغبة في التغيير، والتغيير عادة لا يكون إلا في من فيه أمل ، أما الأموات ممن لا يؤثر فيهم الانتقاد ولا رغبة حقيقية لديهم في التغيير أو التطوير فلا طائل من الحديث عنهم سوى الترحم على حالهم وطلب الأمل فيمن سواهم. هذا هو الدافع من وراء كتابتي لهذا المقال هو يقيني بحيوية شركة الاتصالات ورغبتها الدائمة في التطوير ، هذه الرغبة التي أحيانا ما تنسيها في عمق حماسها واندفاعها نحو تحقيق المزيد من المكاسب والأهداف حقوق عملائها الذين ظلوا لسنوات عدة محتكرين لها ولخدماتها ولا يزالون. ومن واجبها تجاههم إرضاؤهم وعدم التفريق بينهم أو الإساءة إليهم بتناسيها لحقوقهم وحريتهم في الاختيار. الموضوع ليس صعبا على الإدراك لأنه ظاهر للعيان وواضح وضوح الشمس في خدمة إعادة الخدمة وتسديد الفواتير التي فرقت فيها شركة الاتصالات بين عملائها بما أعطته من مميزات لبعض البنوك بإعادة الخدمة أو تسجيل السداد الفوري من خلالها محققة بذلك أبشع أنواع التمييز بين العملاء . فالعميل سيء الحظ الذي لم تتحقق مصلحته مع مصلحة البنك الذي منحته شركة الاتصالات هذا الامتياز مضطر للانتظار ليوم أو يومين ليتم تنفيذ معاملته بينما غيره من العملاء ممن خدمهم الحظ مع بنوكهم يتمتعون بميزة السداد الفوري لمجرد امتلاكهم لحسابات بنكية في هذه البنوك المميزة. وهذا ظلم لفئة على حساب فئة فمن الواجب أن يتمتع جميع عملاء شركة الاتصالات بنفس المميزات على اختلاف انتماءاتهم البنكية ماداموا ينتمون لنفس الخدمة ويدفعون نفس الأجور، لماذا تجبرهم شركة الاتصالات على فتح حسابات في البنوك المنتقاة لخدمتها الذهبية؟ ألا تضع في حسابها أنها في إجرائها هذا تعتدي على حرياتهم وحقوقهم وأن في ذلك إذلالاً لبعض عملائها لأنها تضعهم بين خيارين لا ثالث إما التأخر في خدمة السداد باستخدام بنوكهم التي يتعاملون معها أو اللجوء إلى أي عميل آخر محظوظ واستخدام حسابه المنتخب في السداد. هذه المشكلة تؤرق الكثيرين من مستخدمي شركة الاتصالات وتزعجهم لأنها في معظم الظروف تصعب الأمور عليهم بدل أن تسهلها بخدمتها المزعومة فكم من عميل ضايقه وضره الاحتياج إلى استخدام حساب شخص آخر لسداد فاتورته بشكل فوري وكم من آخر تعرض للنصب والاحتيال نتيجة هذا التمييز في تنفيذ الخدمات بين البنوك. حتى أنتجت لنا هذه الخدمة غيرالعادلة من شركة الاتصالات فئة تستغل القصور وتروج لخدماتها عند آلات الصرف الآلي عندما تعلن عن امتلاكها لحساب في البنوك النخبوية المميزة توفر من خلاله الخدمة لأي مضطر مقابل مبلغ مادي محسوب حسب الحاجة والاضطرار! فهل يرضي هذا شركة الاتصالات؟ هنالك حالات كثيرة يمر بها الإنسان قد يصعب عليه سداد فواتيره في الوقت المحدد وهنالك أوقات يضطر فيها المرء لسرعة السداد إما للسفر أو لظروف أخرى تتحول معه هذه الخدمة إلى جحيم عليه وهو يبحث عن من يخدمه ويعمل معروفاً فيه فيسدد له فاتورته باستخدام حسابه. فهل يوجد بعد ذلك إذلال؟ أن تكون صاحب الخدمة والمال ولديك حسابك البنكي الخاص الذي تتم من خلاله تعاملاتك وتنزل فيه رواتبك ثم تضطر لطلب المساعدة ممن سواك قد تقابل فيها بالترحيب أو الرفض؟ إذا كان ديننا الإسلامي قد حرم الاحتكار بجميع أنواعه ونهى عن التفرقة فلماذا تحتكر شركة الاتصالات خدماتها الذهبية على بنوك معينة فتفرق بذلك بين عملائها في نوعية الخدمات وسهولتها؟