قد لا أكون مبالغا حين أنادي بإدراج مادة علمية تثقيفية خاصة عن التوعية الصحية عن مرض السكري في مناهجنا العلمية. فالتوعية الصحية بصفة عامة والتوعية الصحية عن مرض السكري بصفة خاصة أصبحت ضرورة ملحة لأبنائنا وبناتنا. وكيف لا، ومرض السكري يصيب ربع مجتمعنا والربع الآخر ينتظر الإصابة. فأيهما أحرى أن يذكر في مادة العلوم تفصيلا الديدان الشريطية التي يندر وجودها في مجتمعنا أم مرض السكري الذي أصاب ربع أونصف مجتمعنا. وأيهما أولى أن يذكر في مادة الأحياء مملكة الطلاعيات أو مملكة البدائيات أم مرض السكري الذي انتشر في أرجاء المملكة. إن علاج مرض السكري وما يصاحبه من أمراض مثل زيادة الوزن أو زيادة الدهون أو مرض ارتفاع ضغط الدم أو أمراض الشرايين وأمراض القلب ليست وليدة الساعة وإنما تمتد جذورها إلى مرحلة الطفولة ومرحلة الصبا أي في مراحل الدراسة والتعليم الأولى. ولذا كان لزاما أن يزرع في ذهن الطالب منذ نعومة أظفاره أسلوب الحياة الصحي من غذاء صحي وتمرين رياضي وغير ذلك. ولن يستطيع كبير السن زراعة هذه الثقافة عند تقدم العمر ما لم تزرع منذ الصغر. وأقترح هنا أن يستقطع جزء من الوقت المخصص للتربية البدنية للثقافة الصحية البدنية، فمثلا لا يكون الوقت كله للرياضة الحركية ولكن تكون الدقائق الأولى منه عن ضرر زيادة الوزن ومرض السكري وما يصاحبه من أمراض.