اعتبر مسؤول في وزارة الصحة ارتفاع السكري الحاد في الدم، النتيجة الشائعة لعدم التحكم في المرض داخل الجسم، مبينا أن هذا الارتفاع مع مرور الوقت يؤدي إلى حدوث تلف خطير للعديد من أعضاء الجسم خاصة الأعصاب والأوعية الدموية. وقال ل «اليوم» الدكتور عبد العزيز بن سعيد وكيل وزارة الصحة للصحة العامة، ضمن الملف الشهري الرابع عشر «السكري.. القاتل الصامت!»: إنه وفقاً لنتائج المسح الوطني للمعلومات الصحية في المملكة الذي أجري في عام 2013 على الفئات العمرية للذين أعمارهم من الخامسة عشرة فما فوق، فإن معدل انتشار داء السكري بلغ (13.4%)، منها (14.8%) عند الذكور، بينما بلغ (11.7%) عند الإناث وأضاف: يقدر عدد المصابين بداء السكري في المملكة بحسب الدراسة (1.1) مليون من الذكور، منهم 546 ألفًا يتناولون علاجا لداء السكري، كما أن 275 ألفًا من الذكور المصابين بداء السكري لا يسيطرون على مرضهم، وأضاف: إن 775 ألفا من الإناث مصابات بداء السكري، منهن 356 ألفًا يتناولن العلاج، في حين أن هناك 196 ألفًا مصابات بداء السكري غير المسيطر عليه ونبه الى ارتفاع تكاليف علاج مريض السكري الواحد إذا لم تكن هناك مضاعفات، أما في حالة حدوث مضاعفات مرضية فإن هذه التكلفة تخضع للزيادة بما يتناسب مع المضاعفات ولفت الدكتور ابن سعيد الى أن وزارة الصحة تنبهت الى ذلك، وقامت بإطلاق البرنامج الوطني السعودي للتوعية ضد مرض السكري «أنا مهتم بداء السكري» والذي يتضمن توزيع أجهزة فحص السكر للمواطنين المسجلين في بيانات المراكز الصحية كمرضى السكري في المملكة، كما أن الوزارة وضعت آلية التوزيع التي تعمل منذ اطلاق البرنامج قبل نحو 3 أعوام على المستوى الوطني وضمان حصول كل مريض على جهاز فحص مستوى السكر في الدم، مع استمرار توزيع أشرطة هذه الأجهزة، ومتابعة المرضى بعد توزيع الاجهزة بشكل دوري. ما هي مبررات إطلاق وزارة الصحة للبرنامج الوطني لداء السكري؟ لا يخفى على الجميع أن مرض السكري بنوعيه (الأول والثاني) هو مرض مزمن يصيب الإنسان في مختلف المراحل العمرية، سواء كان ذكراً أو أنثى لأسباب متعددة، إما نتيجة لفشل البنكرياس في إنتاج هرمون الانسولين بكميات كافية، أو فقدان الجسم للقدرة على استخدام الانسولين الذي ينتجه. ويمثل السكري النوع الثاني 90% من حالات مرضى السكري داخل المملكة، وتعد العادات الغذائية غير الصحية، ونقص التمارين الرياضية، وانتشار السمنة في الغالب من أسباب حدوث وتفاقم هذا المرض. ويُطلق أحياناً على مرض السكري "القاتل الصامت"، ذلك لأن هذا المرض لا تتطور أعراضه بشكل دراماتيكي في جميع الأحيان، وربما تظل غير ملحوظة لفترة طويلة من الزمن. كما أن ارتفاع السكر الحاد في الدم هو النتيجة الشائعة لعدم التحكم في مرض السكر داخل الجسم، حيث يؤدي هذا الارتفاع مع مرور الوقت إلى حدوث تلف خطير للعديد من أعضاء الجسم خاصة الأعصاب والأوعية الدموية. ما هي مخاطر هذا الداء المزمن؟ قد يتسبب مرض السكري في حدوث تلف شديد للقلب والأوعية الدموية والكلى والأعصاب، كما أنه قد يؤدي إلى مخاطر الإصابة بمرض القلب والسكتة الدماغية، فضلاً عن أنه يسهم في تلف شبكية العين. ويعد السكري أحد الأسباب الرئيسية في الإصابة بالعمى، والذي يحدث نتيجة للتلف المتراكم والطويل الأمد الذي يصيب الأوعية الدموية الصغيرة داخل شبكية العين. وهناك حالة أخرى تعرف ب "قدم السكري"، وتشمل ضعف الاحساس، والقرح التي لا تلتئم، ولين العظام، والغرغرينا، والمضاعفات الأخرى التي تنتج عن تلف الأعصاب، وقلة تدفق الدم داخل القدم نتيجة لمرض السكري. ما هو الجانب الأهم الذي يهدف البرنامج إلى تحقيقه؟ يأتي هذا البرنامج في إطار حملات التوعية الصحية التي تطلقها الوزارة على نطاق الوطن، إنفاذاً للتوجيهات السديدة من لدن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو ولي ولي العهد «يحفظهم الله»، ومن خلال استراتيجية الوزارة لتحسين وتطوير خدمات الرعاية الصحية بكافة مستوياتها عبر منظومة متكاملة من المرافق والمنشآت التي أصبحت ولله الحمد معلما يشار اليه بالبنان على كافة المستويات محلياً وإقليمياً وعالمياً وبشهادة ذوي الاختصاص في هذا المجال. ونأمل أن يحقق البرنامج أهدافه المتمثلة في توعية المواطنين والمقيمين في المملكة وخفض معدلات المرض والوفيات بسبب مرض السكر، إضافة إلى مساعدة المواطنين عموماً ومرضى السكري خصوصاً في المحافظة على نسبة السكر في الدم لديهم. ما هي أبرز فعاليات البرنامج؟ يتضمن البرنامج الوطني لمكافحة داء السكري توزيع أجهزة فحص السكر للمواطنين المسجلين في بيانات المراكز الصحية كمرضى السكري في البلاد، كما أن الوزارة وضعت آلية التوزيع التي تعمل منذ اطلاق البرنامج قبل نحو عامين على المستوى الوطني وضمان حصول كل مريض على جهاز فحص مستوى السكر في الدم، مع استمرار توزيع أشرطة هذه الأجهزة، ومتابعة المرضى بعد توزيع الاجهزة بشكل دوري، حيث إن الوزارة تركز على توزيع هذه الأشرطة خلال فترة دورية للمرضى، مع ضمان حصولهم عليها في مراكز ووحدات السكري، وأيضاً مراكز الرعاية الصحية الاولية المنتشرة في مختلف مناطق المملكة. وتأتي هذه الخطوة تماشياً مع التوجيهات السامية للارتقاء بمستوى الخدمات الصحية وتوفير الرعاية الصحية للمحتاجين إليها، ولفتت إلى أن البرنامج تم تنفيذه بكافة مراكز ووحدات السكري ومراكز الرعاية الصحية الأولية التي تضطلع بتقديم العناية الطبية لمرضى السكري. هل يوجد إطار عام وشامل طويل المدى للبرنامج؟ يتماشى البرنامج مع الخطة التنفيذية الوطنية للتحكم في مرض السكر للسنوات العشر (2010-2020) التي تهدف إلى المساعدة في وقاية المجتمع السعودي من هذا المرض، وهي الخطة التي ترتكز على مشاركة الحكومة كاملة وكافة المؤسسات الخاصة في فعالياتها، كما ترتكز الخطة على زيادة وتقوية الوعي الصحي بين أفراد المجتمع السعودي عن مرض السكري، والعوامل التي تزيد مخاطر الإصابة به، والعمل على تطوير برامج الكشف القديمة، وتقليل فرص الإصابة بهذا المرض ومضاعفاته. وتشتمل هذا الخطة التنفيذية الوطنية على سبعة أهداف:- * الوقاية الأولية من مرض السكري (النوع الثاني)، وتقليل معدلات فرص الإصابة بالمرض من خلال محاربة عوامل الخطر المؤدية إلى الإصابة بهذا المرض. * الوقاية الثانوية من مرض السكري (النوع الثاني) من خلال الكشف المبكر للمرض ومضاعفاته، ومنعه عن طريق التحكم الجيد للسكر في الدم. * تطوير جودة الخدمات الصحية عبر مستوياتها الثلاثة التي تقدم للمرضى الذين يعانون من الإصابة بمرض السكري ومضاعفاته، من خلال أدلة علاجية موحدة وجديدة مبنية على براهين يتم التوصل اليها لتطبيقها من قبل الفريق الطبي أثناء رعايته المباشرة لمرضى السكري، لضمان جودة عالية في إجراءات العمل. وعن طريق الامتثال لجودة هذه الخدمات، وإعداد دليل إرشادي موحد معتمد كمرجع لمعرفة الضوابط التي تحكم مستويات الرعاية الصحية الثلاثة. * تطوير طُرق رصد، ومتابعة، وتقييم المرضى من خلال برنامج تسجيل حالات مرض السكري، ومدى الامتثال لمستويات جودة العمل، وسجلات المتابعة السنوية، ومقابلات المرضى، وسجلات الرعاية الصحية الخاصة بالمرضى. * القيام بعمل وتطوير أدوات البحث والدراسات المتعلقة بالمرض. * تمكين مرضى السكري وأسرهم من المساهمة في التحكم في مرض السكري ومضاعفاته، والمشاركة في الخدمات المقدمة، ورصد جودة هذه الخدمات. * المشاركة المجتمعية في التحكم في مرض السكر. ما هي الجهات المشتركة في تنفيذ البرنامج الوطني للتوعية ضد مرض السكري والفئات المستهدفة؟ بإشراف من وزارة الصحة يتم تنفيذ فعاليات البرنامج الوطني السعودي للتوعية ضد مرض السكري "السكري صح صله"، على جميع المستويات: (مسئولو ومهنيو الرعاية الصحية، مرضى السكري، الجمهور السعودي بشكل عام). ويهدف البرنامج الى إشراك مسئولي الرعاية الصحية في تطبيقه وتمكين مرضى السكري من استخدام الأدوات العلاجية التي تتضمن أجهزة لقياس سكر الجلوكوز في الدم وبرامج التعليم للعناية الذاتية بالسكري، وبرامج التدريب عبر الإنترنت، خدمة العملاء، وزيادة الوعي العام لكافة شرائح المجتمع السعودي عن مرض السكري من خلال مشاركة مجتمعية نشطة. هل هناك إحصائيات حول هذا المرض؟ تعد المملكة من بين الدول العشر الأولى في العالم التي تعاني من انتشار هذا المرض، وفقاً لنتائج المسح الوطني للمعلومات الصحية في المملكة العربية السعودية، فإن معدل انتشار داء السكري بلغ (13.4%) منها (14.8%) عند الذكور، بينما بلغ (11.7%) عند الإناث، كما يرتفع المعدل مع التقدم بالعمر حيث بلغ نحو (7.8%) في الفئة العمرية (25-34) سنة، ليصل إلى (50.4%) في الفئة العمرية من 65 سنة فأكثر، وأوضحت الدراسة أن نسبة انتشار ما قبل الإصابة بداء السكري عند الذكور بلغت (17%) أي ما يعادل (1.29) مليون مصاب، وعند الإناث (15.5%) أي ما يعادل (1.1) مليون مصابة، كما يقدر عدد المصابين بداء السكري في المملكة بحسب الدراسة (1.1) مليون من الذكور، منهم 546 ألفًا يتناولون علاجا لداء السكري، كما أن 275 ألفًا من الذكور المصابين بداء السكري لا يسيطرون على مرضهم، وأضافت الدراسة: إن 775 ألفا من الإناث مصابات بداء السكري منهن 356 ألفًا يتناولن العلاج، في حين أن هناك 196 ألفًا مصابات بداء السكري غير المسيطر عليه، إضافة الى ارتفاع تكاليف علاج مريض السكري الواحد إذا لم تكن هناك مضاعفات، أما في حالة حدوث مضاعفات مرضية فإن هذه التكلفة تخضع للزيادة بما يتناسب مع المضاعفات. وتتحمل الدولة تكلفة علاج أحد أكثر مضاعفات مرض السكري شيوعا، وهي الفشل الكلوي، حيث تنفق الحكومة ما بين 98 و180 ألف ريال سعودي كل عام على عمليات غسيل الكلى للمريض الواحد فقط. إضافةً إلى كل هذه التكاليف، هناك الأعباء غير المباشرة نتيجة مرض السكري كنقص انتاجية الفرد بسبب الإعاقة أو الوفاة، وكلها نفقات وأعباء هائلة ولا تقدر. حيث يساهم نقص التوعية عن أسباب وطرق علاج مرض السكري في زيادة أعداد حالات المرض داخل المملكة العربية السعودية، كما توجد عدة عوامل تؤدي إلى الإصابة بمرض السكر ومن أشهرها السن، الوراثة، السمنة، ونمط الحياة. هل من الممكن الحد من معدلات الإصابة بهذا المرض الخطير وانتشاره؟ نعم.. بالرغم من كل هذه العوامل، فإنه من الممكن منع هذا المرض وإبطاؤه باستخدام إجراءات بسيطة مثل المحافظة على الوزن الصحي، ممارسة التمارين البدنية، وتناول الطعام الصحي وغير المعالج. كم عدد المواطنين الذين استفادوا من أجهزة فحص مستوى السكر في الدم؟ وهل يتم تزويدهم بأشرطة الفحص بعد مرحلة توزيع الاجهزة؟ في الحقيقة تجاوز عدد المواطنين المستفيدين من البرنامج الوطني السعودي للتوعية ضد مرض السكري في مرحلتيه السابقتين نحو 800 ألف مستفيد، حيث تم توزيع أجهزة فحص مستوى السكر في الدم عبر مراكز ووحدات السكر، وأيضاً عبر مراكز الرعاية الصحية الاولية لمرضى السكر المسجلين، كما يجري وبصفة دورية كل 3 أشهر اعادة توزيع شرائط السكري للمستفيدين من البرنامج عبر هذه المراكز والوحدات المنتشرة بمختلف مناطق ومحافظات المملكة. ماذا عن تفعيل اليوم العالمي لمرض السكري؟ يفعّل اليوم العالمي للسكري في 14 نوفمبر، وهو تاريخ حدده كل من الاتحاد الدولي للسكري ومنظمة الصحة العالمية لإحياء ذكرى ميلاد "فريديريك بانتين" الذي أسهم مع "شارلز بيست" في اكتشاف مادة الانسولين عام 1922م. علمًا بأن تلك المادة باتت ضرورية لبقاء مرضى السكري على قيد الحياة. ويهدف تفعيل اليوم العالمي للسكري إلى تعزيز الوعي الصحي لكل مريض بالسكري أو كل شخص معرض مستقبلًا للإصابة بهذا المرض، وتقديم أفضل ما يمكن تقديمه من الخدمات الصحية والتثقيفية. حيث تم تفعيل اليوم العالمي للسكري لهذا العام 2015م تحت شعار (السكري والأكل الصحي)، وذلك لغرض الوقاية من الإصابة بمرض السكري أو تأخير ظهوره على الأقل من خلال اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والحفاظ على الوزن في حدوده الطبيعية. وأود الاشارة إلى أنه في عام 2014م كان معدل الانتشار العالمي للسكري يقدر بنحو 9% بين البالغين الذين تبلغ أعمارهم 18 عامًا أو أكثر، وفي عام 2012م كان السكري سببًا مباشرًا في نحو 1.5 مليون حالة وفاة، ويحدث ما يزيد على 80% من الوفيات الناجمة عن السكري في البلدان منخفضة الدخل ومتوسطة الدخل. وتُشير توقعات منظمة الصحة العالمية إلى أن السكري سيكون السبب السابع للوفاة في عام 2030م. وأود أن أنوه إلى أن الأهداف العامة للاحتفاء باليوم العالمي لمرض السكري تتضمن تشجيع الحكومات على تعزيز وتنفيذ سياسات الوقاية والسيطرة على مرض السكري ومضاعفاته، ودعم ونشر المبادرات الوطنية لمكافحة مرض السكري ومضاعفاته، وتوضيح أهمية التثقيف القائم على الأدلة في علاج مرض السكري والوقاية من مضاعفاته، وزيادة الوعي بالعلامات التحذيرية للإصابة بمرض السكري وتشجيع التشخيص المبكر، وتعزيز العمل للحد من عوامل الخطر لمرض السكري من النوع الثاني، وتعزيز العمل لمنع أو تأخير مضاعفات مرض السكري. هل هناك كلمة أخيرة تودون توجيهها؟ نحن في وزارة الصحة نتطلع، بحرص كبير، إلى تكامل المبادرات العلمية والعملية، لكي نتمكن من دعم الجهود المبذولة للتصدي لمرض السكر بمنظور شمولي وقائي يرتقي بالصحة العامة لمجتمعاتنا، ويؤسس لبرامج جديدة تتعاون فيها جميع النظم الصحية؛ ولا بد من التأكيد على ضرورة رفع مستوى الوعي بأخطار هذا المرض ليكون مطابقًا لتوجهاتنا الوقائية، بما فيها رسم السياسات الصحية المناسبة وسنّ القوانين المتعلقة بالصحة العامة، والوصول إلى أفضل التدابير الاحترازية للوقاية منه. ونتطلع من الجمهور إلى زيارة موقع البرنامج الالكتروني www-ndpcp-moh.com والذي يوجد فيه تعريف عن البرنامج الوطني لمكافحة داء السكري الرسالة، الرؤية، الاهداف، الفعاليات، والانشطة التي يقوم بها البرنامج، بالإضافة الى المواد التوعوية والتثقيفية وبعض الدراسات العلمية عن المعرفة والسلوك لمرضى السكري، والتي يمكن المشاركة فيها عن طريق ملء استبيان الكشف المبكر عن عوامل الخطورة لداء السكري. ويمكن من خلال الموقع تسجيل المتطوعين، والذي يمكن المتطوع من تسجيل بياناته وبالتالي الانضمام الى البرنامج كمتطوع له حق المشاركة في الانشطة والفعاليات التي يقوم بها البرنامج كمتطوع، كما يمكن متابعة حساب تويتر @ndpcpmoh وهاشتاق #انامهتمبداءالسكري ومن خلاله يمكن قراءة التغريدات التي يقوم بها البرنامج في مختلف النواحي التي تهم المرضى والمهتمين بداء السكري. نقص التوعية حول أسباب وطرق علاج السكري يفاقم انتشاره البرامج المخصصة لصغار السن تثقفهم وتحميهم من الداء عند الكبر