قبل مغادرته طوكيو عقد رئيس الوزراء العراقي السيد ابراهيم الجعفري مساء أمس الثلاثاء مؤتمراً صحفياً في النادي الصحفي الأجنبي (الياباني). أعرب الجعفري في كلمته التي استهلها عن تقدير العراق لليابان لما قدمته من مساعدات تضمنت شطب 80٪ من الديون، وارسال قواتها من أجل المساعدة على اعادة الإعمار، وأعمال إنسانية أخرى، حيث قال:«قدمنا لليابان لتقديم الشكر للموقف الياباني الداعم للعراق سواء كان على الصعيد السياسي مع تفاعل اليابان مع تشكيل الحكومة التي عقبت سقوط النظام المقبور أو في مجال الدعم الأمني ووجود القوات اليابانية في جزء من قوات متعددة الجنسيات في مدينة السماواة أيضاً لتقديم الشكر لما قدمته من قروض أو منح. كما شدد على تقوية العلاقات القائمة بين اليابان والعراق والذي من شأنه كما وصفه أن يعود على كلا البلدين بمزيد من المصالح وقال: «هناك فرص للاستثمار جيدة في العراق لليابان أو للدول الأخرى، وطالما أن اليابان وقفت الى جانبنا في هذه الظروف الحرجة فمن الطبيعي أن يكون لها فرص تستثمر الى جانب العراق». وأشار الى وجود محافظات كثيرة في العراق تتطلع الى حضور استثمارات على مستوى عال، حيث يمكن لليابان أن تأخذ طريقها في هذا المجال. وأكد كذلك على تطلع العراق نحو تقوية الروابط النفطية والتكنولوجيا مع اليابان قائلا: «العراق بلد غني وليس فقيرا، اليابان بحاجة الى الطاقة نحن نملك الطاقة، اليابان تملك التكنولوجيا، نحن بحاجة الى التكنولوجيا.». وفي رد على سؤال حول مشاركة السنة العرب في الحكومة الجديدة، أكد الجعفري أنه لا يمكن التصور بأن تتشكل الحكومة بدون مشاركة السنة العرب، حيث انهم كانوا مشتركين في الحكومة السابقة على مستوى نائب رئيس الجمهورية، نائب رئيس الوزراء و6 من الوزراء كانوا يعملون في الحكومة. وأضاف قائلاً: « ليس هناك مشكلة في مسألة التعامل مع الأخوة العرب السنة، بل على العكس عندما يشترك السنة العرب فهذا يعني أننا كسبنا شيئاً جديداً، فمشاركة جميع أطراف البيت العراقي في العملية السياسية هو الهدف الذي نصبو اليه». وعن مسألة علاقة العراق مع دول الجوار المستقبلية، شرح الجعفري بأن العراق له علاقاته الجيدة مع كافة الدول المجاورة فلا يمكن بناء علاقة بين العراق ودولة أخرى على أساس علاقة تلك الدولة بدولة أخرى، فالعراق هو قطب مستقل له علاقاته المتميزة مع كل دولة على حدة، مثل المملكة العربية السعودية، سوريا، تركيا، الأردن والكويت ويبني علاقاته مع دول الجوار على أساس المصالح المشتركة، فعلاقة العراق بأيران ليست معتمدة على علاقة ايران ببريطانية وأضاف موضحاً بالقول: «نحن نضع خطين احمرين الخط الأحمر الأول هو أن تصان الحدود والخط الأحمر الثاني هو أن لا يدخل أي شخص من أي دولة من دول الجوار ليعبث بأمن البلد وينطبق ذلك على أيران أو على أي دولة أخرى ... اننا لا نسمح لأي دولة أن تتدخل في شؤوننا الداخلية وأن تصدع بالسيادة». أما عن مسألة تمديد فترة القوات اليابانية الموجودة في العراق، قال الجعفري: «العراق مازال بحاجة لوجود القوات اليابانية على أرضه والتي تلقى التقدير والاحترام من قبل الشعب العراقي، اضافة للقوات الأخرى، وعندما يستقر الوضع في العراق فاننا سوف نطلب من كافة القوات المتواجدة على أرضه بالانسحاب من العراق والعودة الى بلادهم مع تقديرنا الشديد لهم وسوف نقوم بارسال رسالة حب تعبر عن تقديرنا وشكرنا العميق لهم ولبلادهم».