إن الفحص بالموجات الفوق الصوتية للحوامل من الأشياء الروتينية التي تجرى للحوامل عادة مرتين إلى 3 مرات في الحمل، وذلك لتحديد عمر الحمل وموقع المشيمة بالنسبة لعنق الرحم واكتشاف العيوب الخلقية وهي شائعة الاستعمال منذ أكثر من ثلاثين عاماً. وفي آخر دراسة سويدية وجد بعض العلماء أن هناك أدلة تدل على أن الموجات الفوق الصوتية قد تسبب تغييراً في دماغ الجنين، مما يؤدي عندما يكون الجنين ذكراً فإنه يتحول من أيمن إلى أعسر، حيث يعتقد البعض أن هذا يدل على حدوث ضرر من نوع ما في الدماغ. وهذا الجدل القائم عن تأثير الفحص بالموجات الصوتية على الأجنة أثناء الحمل موجود منذ بداية استخدام الفحص بالموجات الصوتية. وقد تناولت هذه الدراسة 7000 رجل كانت أمهاتهم قد خضعن للفحص بالموجات فوق الصوتية في السبعينيات من القرن الماضي وقورن هؤلاء مع 172000 رجل لم تخضع أمهاتهم لنفس الفحص. وكانت نتائج هذه الدراسة أن الفحص بالموجات فوق الصوتية يؤدي إلى حدوث ثلاثة أطفال عسر (يستخدمون اليد اليسرى بدلاً من اليمنى بصورة رئيسية) في كل مئة طفل. لكن هذه النسبة ازدادت بين الذين ولدوا بعد 1975م عندما قرر الأطباء اخضاع الحوامل إلى فحص ثان أثناء فترة الحمل، فقد وجدت الدراسة أن نسبة العسر بين الذكور الذين ولدوا بعد عام 1975م ارتفعت إلى 32٪ . وتشير الدراسة إلى أن هناك بعض الاحتمال بأن الموجات فوق الصوتية قد أثرت على الدماغ وعلى الرغم من أن هذا الخطر كان صغيراً فإنه أثار قلق الأطباء والأمهات والمجتمع ككل. وإذا ما برز دليل على علاقة الموجات فوق الصوتية بتحول الجنين إلى أعسر فهذا يعني أن 2٪ من الأجنة الذين يتعرضون إلى الموجات فوق الصوتية قبل الولادة سيتأثرون بهذه الحالة. غير أن هذه الدراسة لم تجد أي ضرر آخر يمكن أن يلحق بالأجنة من خلال التعرض للموجات فوق الصوتية. وبرر العلماء تأثر الأجنة الذكور دون الإناث بأن دماغ الذكر على وجه الخصوص هو أكثر عرضة للضرر لأنه يواصل النمو مراحل متأخرة من الحمل، وعلى الرغم من هذه الدراسة وجميع الدراسات الأخرى لم توجد حتى الآن أدلة قوية تدل على حدوث ضرر فعلي ملموس على الأجنة من جراء الفحص بالموجات فوق الصوتية. وحتى بعد نشر هذه الدراسة لا تزال التوصيات في المؤتمرات الطبية واللجان توصي باستخدام الفحص بالموجات الصوتية لجميع الحوامل بشكل مستمر لأنها أنقذت الكثير من الأطفال من أمراض كانت ستودي بحياتهم وأنقذت الكثير من الأجنة من الوفاة داخل الرحم وعلى النساء أن لا يتجنبن الفحص بالموجات الصوتية أثناء الحمل، وهذه المخاطر التي تحدث عنها الأطباء هي مجرد احتمال كما أنها أخطار بسيطة فكون الجنين أعسر أم أيمن لا يعني الكثير ولا يؤثر في حياته، كما أنه يعتمد على عوامل وراثية من الصعب عدم الأخذ بها. وقد سبقت هذه الدراسة دراسة أخرى عن تأثير الفحص بالموجات فوق الصوتية على السمع لدى الأجنة ولكن أيضاً كان هذا مجرد احتمال لم يتم إثباته، وفي الوقت الحالي نوصي جميع السيدات الحوامل بعدم رفض الفحص بالموجات فوق الصوتية في أي مرحلة من مراحل الحمل لمجرد قراءة مثل هذه الدراسات الافتراضية، فالفائدة الناتجة عن الفحص تفوق بكثير خطر أن يصبح الجنين أعسراً، وفي المقابل يجب عدم اللجوء إلى استخدام هذا الفحص إلا عند الحاجة إليه عندما ينصح الأطباء بالإجراء وعدم الاساءة بفرط استخدامها لمجرد مشاهدة الجنين في كل زيارة والتفرج عليه وعلى حركاته فهي تجرى لأغراض معينة وليس لمجرد التسلية والاستمتاع.