لا ينكسر الهلال في نهائي الكأس وإن خسر في الدوري، ولا يبالي بالترشيحات إن استحضر كبرياءه، لذا هو لا يغادر المنصة مهزوماً إن لاح وميض كأس من ذهب. بين الهلال والمجد قصة عشق أبدية، تتوارثها الأجيال، ويوثق التاريخ فصولها بكثير من الفخر والعزة والبطولات التي سطرها أبطال عشقوه فتسابقوا على نقش اسمه في سجل جميع البطولات بمداد من الذهب، حتى وصلت إلى 57 بطولة كلها تشهد أن أقدام الهلاليين لا تغادر المنصة أبداً، هو ثابت وغيره طارئون، كم نازله من منافس على مدى تاريخ هذه البطولة تحديداً، فكم حققوا جميعاً، وكم حقق وحده؟ أرقام تثبت أن أقدام الهلاليين اعتادت صعود سلالم المجد في مختلف الملاعب، عاماً بعد عام، وجيلاً بعد جيل، ولم تزل عن موضعها في موسم إلا لترتقي أكثر في الذي يليه، فيتوسع الفارق الرقمي في عدد بطولاته، ويتوجع ملاحقوه وتكتوي قلوب حساده. هذا الهلال لا يشبهه في علوه إلا هلال السماء، ومن يريد أن يمتع النظر بجماله فلابد أن يرفع رأسه وحتماً سيراه في وقته مكتملاً يسر الناظرين. كأس ولي العهد بطولة غالية لا يقلل من قيمتها إلا من حرمه الهلال من ملامسة كأسها الثمين، وإضافة رقم جديد يرفع من رصيده في عدد البطولات، فصعود المنصة بطلاً يعني كثيراً نفسياً ومعنوياً لأي لاعب ومشجع، فما بالك وهي تحمل اسم الرجل الثاني في مملكتنا الغالية، وهو ما يضيف لها بعداً آخر، وأهمية قصوى. هذه البطولة تحب الهلال فهو فارسها الأول ب 13 كأساً ذهبياً، تزدان بها خزائنه، وترتفع بها هامات جماهيره، لذا قيل إن هذه البطولة "بطولة الهلال المحببة"، والصحيح أن كأسها هو من باح بالحب للهلال، في مرات كثيرة وكان وفياً لهم، وبقي عصياً على منافسيهم حتى، والمباريات تمتد لأوقات إضافية، وركلات حظ ترجيحية فبادلوه الوفاء والحب، وعانقوه شوقاً، وأغدقوا عليه القبل شكراً. الهلال احتاج إلى الفوز ليواصل المضي قدماً في الدوري وآسيا، باطمئنان ومن دون ضغوط جماهيره التي أرقها تذبذب المستوى والنتائج، فكانت حاجته إلى الكأس ليضيف رقماً يصعب تجاوزه، وفعل الاثنين معاً متحدياً ظروف النقص غياب التون الميدا القسري، ورودريغو ديغاو المرضي، لكنه كبرياء الهلال إن حضر فليس على الهلال خطر. فليهنأكم يا عشاق الهلال الكأس، فأنتم جمهور منهوم لا يشبع، وقدركم أنكم تعشقون هلالاً في البطولات، كريم ويغدق.