في إطار فعاليات المنتدى الأول للقيادات العربية الشابة، نظمت قناة العربية الإخبارية حلقة نقاشية تناولت جوانب مختلفة من الواقع العربي وتأثيراتها المباشرة وغير المباشرة على مستقبل المنطقة خاصة على صعيد التنمية الاقتصادية، حيث ركزت الحلقة النقاشية على دور الشباب في تفعيل جهود التنمية وأبرزت أهم الخطوات اللازم اتباعها للاستثمار في الثروة البشرية وإعداد أجيال من القيادات الشابة الصالحة. تحدث خلال الندوة كل من صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن خالد الفيصل، رئيس مجلس إدارة صحيفة الوطن السعودية، ومحمد القرقاوي، رئيس منظمة القيادات العربية الشابة، الرئيس التنفيذي لمجموعة دبي القابضة، وفادي غندور، رئيس شركة أرامكس انترناشونال - الأردن، والسيدة مها الغنيم نائب الرئيس والعضو المنتدب لبيت الاستثمار العالمي «جلوبال» - الكويت. وقد تناولت الندوة مجموعة من المحاور المختلفة مثل الأحوال الاقتصادية الحالية في الوطن العربي وعلاقتها بالأوضاع السياسية، وتأثيرات تلك الأوضاع على جيل الشباب، والفرص والتحديات التي تواجه ذلك الجيل، ودور التعليم والإعلام في بناء شخصية الإنسان العربي وانعكاسات ذلك على مستويات الأداء الاقتصادي في الدول العربية. وحول الأوضاع السياسية وتأثيراتها على الحراك الاقتصادي في الدول العربية، قال الأمير بندر إن المنطقة العربية تشهد حاليا رياح تغيير ملموسة على الصعيد السياسي، وقال إن التغيير هذا سوف يكون له تأثيراته الإيجابية على تحسين مستوى الأداء الاقتصادي، في حين دفع فادي غندور بضرورة العزوف عن اتخاذ القضايا السياسية العالقة في المنطقة مثل القضية الفلسطينية والوضع في العراق زريعة لغض الطرف عن الإصلاحات الاقتصادية المطلوبة في المنطقة وقال إن مشكلات البطالة والتعليم تعتبر على نفس القدر من الأهمية بما لها من تأثير مباشر على حياة المواطن العربي. وفي خصوص قضية الإرهاب والخطر الذي قد يمثله كمصيدة خطيرة للشباب، قال عصام الجناحي إن أخطر الظواهر الاقتصادية التي تعاني منها المنطقة هي ظاهرة البطالة وقال إن دول المنطقة مطالبة بتوفير 100 مليون فرصة عمل بحلول العام 2020 مشددا على ضرورة عمل الحكومات على توفير تلك الفرص لإنقاذ الشباب العربي من الوقوع في براثن الإرهاب، في حين أشار إلى المبادرات المختلفة التي تم طرحها من خلال المنتدى والتي تساهم في خلق فرص عمل جديدة. من جهة أخرى ، تناول رئيس منظمة القيادات العربية الشابة استراتيجية المنظمة الرامية إلى خلق جيل جديد من القيادات الصالحة التي تتسم بالقدرة على إحداث التغيير الإيجابي لمواجهة متطلبات التنمية التي تقضي بتحقيق معدل نمو يجاوز 6,5٪ خلال المرحلة المقبلة للوصول إلى الرخاء الاقتصادي المنشود، وقال إن الحكومات العربية تحمل على عاتقها مسؤولية كبيرة في ناحية إيجاد بيئة العمل الصالحة التي تكفل المناخ الملائم لنمو المبادرات الاقتصادية المختلفة. وأضاف أن منظمة القيادات العربية الشابة نجحت خلال عام ونصف العام - هو عمر المنظمة - في إطلاق مبادرات تصل قيمتها إلى 250 مليون دولار، في حين أكد نية المنظمة إطلاق عشرة صناديق استثمارية خلال السنوات العشر المقبلة. يشار الى أن الندوة التي نظمتها قناة العربية في ختام أعمال المنتدى الأول للقيادات العربية الشابة قد استهلت نقاشاتها بعرض نتائج دراسة قام بها مركز زوغبي الدولي حيث قام باستطلاع رأي شمل نحو 1500 من الشباب العرب في مجموعة من دول المنطقة للتعرف على أبرز اهتماماتهم والاقتراب من أسلوب تفكيرهم، حيث أبرزت الدراسة أن الشباب العربي أصبح أكثر تفاؤلا في العام 2005 مقارنة بالعام 2002 في الوقت الذي أظهرت في الدراسة أيضا انحصار دائرة اهتمامات الشباب في الدوائر الشخصية وتراجع مستوى اهتمامهم بالسياسة المحلية في بلادهم.