اكد الجيش الأميركي الجمعة انه دفع أموالا لنشر مقالات في صحف عراقية مستعينا بطرف ثالث لتخفيف المخاطر على الناشرين. لكن القوة المتعددة الجنسيات بقيادة الولاياتالمتحدة في العراق شددت على ان هذا الاجراء «وسيلة اساسية للقادة (العسكريين) للتأكد من ان الشعب العراقي يحصل على معلومات آنية وحقيقية وذات صدقية». وقالت في بيان «في اطار عملياتنا قدمنا مقالات للنشر الى صحف عراقية وفي بعض الحالات تم القبول بها ونشرها كاعلان مدفوع». واوضح البيان «تمت الاستعانة بطرف ثالث لتقليل المخاطر على العراقيين«، مشددا على ان هذه الاجراءات تمت دراستها للتأكد من انها مطابقة للقانون والقواعد. وافاد الجيش انه سيحقق في اي مخالفات قد تكون وقعت. واثار الكشف عن هذه القضية انتقادات كبيرة في الولاياتالمتحدة واعتبرت ضربة للمصداقية الأميركية واستقلالية الاعلام العراقي. وقال السناتور جون وارنر بعدما اطلعه مسؤولون في وزارة الدفاع على القضية ان البنتاغون لا يزال يجمع معلومات حول حجم هذا البرنامج السري وحول ما اذا كان الجيش قد دفع الى صحافيين عراقيين ليكتبوا مقالات تشيد بالأميركيين. واكد مسؤولون كبار في وزارة الدفاع الاستعانة بالشركة الخاصة «لينكولن غروب» لتدفع الى هيئات اعلامية عراقية مقابل نشر مقالات يكتبها عسكريون على شكل اعلانات مدفوعة. وقال وارنر للصحافيين «في بعض الاحيان اغفل ذكر انه تم الدفع مقابل نشر المقالات. ويتم التحقيق في ذلك». واوضح ان مجموعة تعمل مباشرة بامرة اللفتنانت جنرال جون فاينز، ثاني اكبر مسؤول عسكري اميركي في العراق، هي التي اعدت المقالات. وقد راجعها ضابط كبير وحصلت على موافقة المستشارين القانونيين العسكريين قبل تسليمها الى مجموعة «لينكولن غروب» على ما اوضح المصدر ذاته. وقال وارنر «سمح للينكولن غروب بدفع اموال في مقابل نشر هذه المقالات في صحف عراقية بطريقة مماثلة لتلك التي تقوم بها شركات اعلان او علاقات عامة لنشر اعلانات». وذكرت صحيفة «لوس انجليس تايمز» هذا الاسبوع ان موظفين في لينكولن غروب في العراق قدموا انفسهم احيانا على انهم صحافيون مستقلون او مسؤولون في شركات اعلانات عند تسليمهم المقالات الى صحف عراقية من دون ذكر علاقتهم بالقوات الأميركية. وقالت ان عددا كبيرا من عشرات المقالات التي كتبها جنود في «شعبة المعلومات» ونشرت في الصحف العراقية قدمت على انها مقالات عير منحازة لصحافيين مستقلين. كما ذكرت صحف مجموعة «نايت ريدر» هذا الاسبوع ان القوات الأميركية دفعت ايضا لصحافيين عراقيين لكتابة مقالات ايجابية في حقهم وقد دفعت مبلغا قد يصل الى مئتي دولار شهريا لاعضاء في نادي الصحافة في بغداد. وقال وارنر «لا يمكننا التحقق من مسألة دفع الاموال الى الصحافيين«، مشيرا الى انه «قلق جدا» من هذه المعلومات. لكن السناتور النافذ امتنع عن مزيد من التعليق قبل ان يوفر المسؤولون العسكريون كامل المعلومات حول هذه القضية التي تقوم القيادة العسكرية في بغداد باعدادها. وقال وارنر ان قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال جورج كايسي يحاول محاربة «التضليل الاعلامي» في وسائل الاعلام العراقية «بطريقة صادقة». واضاف «اعتبر انه يجب ان نبذل قصارى جهدنا لمحاربة التضليل الاعلامي. ولن اقول المزيد حول كيف سنقوم بذلك قبل الحصول على كل الوقائع من الجيش الأميركي». وقال وارنر ان القضية مصنفة سرية ولا يمكن الادلاء بالكثير من التصريحات حول هذه المسألة. ولزمت مجموعة (لينكولن غروب) الصمت حول ما اذا كانت دفعت اموالا الى منظمات اعلامية عراقية لنشر مقالات من دون ان تقول انها صادرة عن الجيش الأميركي. وقال الناطق باسم البنتاغون بريان ويتمان ان وزير الدفاع دونالد رامسفلد «مهتم بالمسألة».