وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتن برقية تضامن مع الشعب الفلسطيني إلى رئيس السلطة الوطنية محمود عباس نقل فيها تهنئته الصادقة بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني مركزا على أن هذا اليوم يجمل رمزا هاما هذا العام حيث بات تحقيق قيام دولة فلسطينية تعيش بسلام إلى جوار إسرائيل بات قريبا كما لم يكن في يوم من الأيام. وأضاف الرئيس الروسي أن المهم الآن هو عدم السماح للقوى المتطرفة نسف ما تم إنجازه بعد خروج القوات الإسرائيلية من قطاع غزة وقسم من الضفة الغربية نسف تطبيع الأوضاع ومتابعة المسار السلمي وفق خارطة الطريق . وأكد الرئيس الروسي العزم للمضي قدما بفعالية لتحقيق التسوية العادلة الشاملة في المنطقة مع أخذ الحقوق القانونية لجميع الشعوب في الشرق الأوسط بعين الاعتبار مشددا على أن روسيا أيدت دائما حق الشعب الفلسطيني الصديق وأكد الاستمرار في دعم الإدارة الوطنية الفلسطينية في تدعيم هيئات الدولة وحل الإشكالات الاجتماعية الاقتصادية وتمنى بوتن في ختام برقيته الصحة والسعادة لمحمود عباس والإزدهار والتقدم للشعب الفلسطيني. جاء ذلك بداية الاحتفال الكبير الذي أقيم برعاية الأممالمتحدة في موسكو بمناسبة يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني . وأوضح سيرغي فيرشينين رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الروسية الذي قرأ بنفسه برقية الرئيس بوتن أن يوم التاسع والعشرين من نوفمبر بات تقليدا دوليا سنويا لدعم الشعب الفلسطيني في سعيه لأن يكون سيدا على أرضه وأن يأخذ مكانه اللائق على المسرح الدولي معتبرا هذا اليوم مشهودا حيث يأتي بالفعل في وقت يقترب الشعب الفلسطيني من تحقيق أمنياته وان على الجميع ان يقوموا بكل ما يستطيعونه لتكريس السلام والسعادة فوق الأرض التي عانت طويلا وأن خروج إسرائيل من غزة وقسم من الضفة الغربية يمكن ان يغدو نقطة انطلاق هامة لتعميق الثقة وتطبيع الأوضاع وإحياء الحوار السياسي وأن الهدف النهائي في هذا المسار هو تأسيس دولة فلسطينية مستقلة قادرة على الحياة تعيش بسلام وأمن مع إسرائيل مذكرا بأن زيارة وزير الخارجية الروسية لافروف إلى المنطقة أظهرت أن الطرفين رغم وجود التباينات مستعدان للعمل الإيجابي وفتح صفحة جديدة في العلاقات بينهما وأن خروج القوات الإسرائيلية هو مجرد خطوة نحو تحقيق بنود خارطة الطريق التي أعدها الرباعي الدولي للتسوية في الشرق الأوسط وان هذه الوثيقة المعترف بها دوليا تعتبر الوثيقة الوحيدة للتسوية والمهم ألا تترك فجوات في مسار التسوية السلمية ومن المهم أن يستمر الحوار والتنسيق وبشكل خاص في المجالات الأمنية وتنفيذ الالتزامات المتفق عليها سابقا معترفا بوجود صعوبات جدية في هذا المسار إلا ان الخمول وعدم اتخاذ خطوات عملية يمكن أن تكون نتائجه أقسى خاصة أن الطريق ما زالت طويلة ومفتوحة على العديد من الاحتمالات بما في ذلك انفجار العنف مثمناً الخطوات التي تقوم بها الإدارة الوطنية الفلسطينية لتعميق الوحدة الوطنية والإصلاحات الديمقراطية وأن الانتخابات البرلمانية حدث كبير في الأراضي الفلسطينية ومركزا على أهمية إحداث انعطافات جدية في مجال تحسين حياة المواطنين وخاصة في غزة حتى لا يصابوا بخيبة أمل وأن المهم كذلك أن تتخلى إسرائيل عن سياستها الاستيطانية وتتيح حرية التنقل للأفراد والبضائع بين مختلف أوصال الأراضي الفلسطينية وتواصل هذه المناطق مع العالم الخارجي واعتبر فتح معبر رفح والسعي لفتح ميناء في غزة مؤشرات هامة إيجابية في إطار التسوية التي يجب متابعتها ومن هنا جاء اقتراح موسكو لعقد ندوة دولية على مستوى عال بمشاركة جميع الأطراف المعنية لتقييم الوضع الحالي وتحديد الخطوات القادمة لتنفيذ خارطة الطريق مذكرا بأهمية زيارة عباس إلى موسكو وبوتن إلى الأراضي الفلسطينية ومنوها بالمساعدات المتنوعة التي تقدمها روسيا للشعب الفلسطيني في مختلف المجالات متمنيا للشعب الفلسطيني الذي عانى الكثير النجاح في تحقيق اهدافه وتكريس السلام والوحدة الوطنية على أراضيه. ثم تحدث ممثل الأممالمتحدة الكسندر غورليك الذي قرأ النداء السنوي الذي وجهه الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان بهذه المناسبة وجاء فيه أن تسوية المسألة الفلسطينية ما زالت تنزلق من بين أيدينا فالشعب الفلسطيني ما زال يطمح لتأسيس دولته وإسرائيل ما زالت تطمح ان تشعر بالأمان وأن خروج إسرائيل من غزة أحيى الأمل في إنعاش الحوار السلمي لكن انفجار العنف مجددا بات ينسف إمكانية التنسيق من جديد بين الطرفين ويدفع للإحساس بخيبة الأمل ومع ذلك تنامت الآمال من جديد بعد فتح معبر رفح والنقاط الأخرى في الضفة الغربية حيث فتحت بذلك مجالات جديدة للتعاون وتحسين حياة الناس العاديين وخاصة الفلسطينيين الذين اصطدموا بمعيقات جدية بما في ذلك في المجال الاقتصادي والمشاكل الإنسانية المرتبطة بالأحداث في السنوات الأخيرة ومن هنا توجه الأمين العام للأمم المتحدة بنداء إلى القيادتين الفلسطينية والإسرائيلية للعمل معا وإلى منسق الرباعي الدولي فولفونسون والرباعي الدولي نفسه لتنفيذ جميع بنود خارطة الطريق بوقتها مناشدا الدول المانحة بالعمل على تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني وتحفيز الاقتصاد الفلسطيني مذكرا بالانتخابات القريبة في فلسطين وإسرائيل هذه الانتخابات التي تعني الكثير بالنسبة للمسار السلمي ولا يجوز أن تكون الحملة الانتخابية جسرا لتعطيل بناء الثقة المتبادلة وتنفيذ اتفاقات شرم الشيخ، زد على ذلك إن كان انسحاب إسرائيل مؤهلاً لأن يكون خطوة إحراز تقدم في مسائل أوسع مدى فالمهم أن يقوم الطرفان بتنفيذ التزاماتهما في خارطة الطريق التي وافقا عليها والتي حصلت على مباركة مجلس الأمن الدولي ومن المهم أن يشعر الفلسطينيون بأن مسار تأسيس الدولة الفلسطينية لن يضعف نتيجة بناء جدار الفصل والمستوطنات وألا يشعر الإسرائيليون بأن أمنهم سيكون عرضة للخطر نتيجة ضعف الإجراءات الأمنية وأكد كوفي عنان في رسالته السنوية بهذه المناسبة على نداء الرباعي الدولي للطرفين بضرورة تنفيذ بنود خارطة الطريق والتي تلحظ ضمان الأمن وتشكيل المؤسسات السلطوية الفلسطينية والبنى التحتية والمجتمع المدني والمجال الإنساني وأن التمسك بخطة خارطة الطريق يعتبر المسار الوحيد لتأمين دولة فلسطينية غير متقطعة الأوصال تعيش بسلام جنبا إلى جنب مع إسرائيل مركزا على قرارات مجلس الأمن 242، 338، 1397، 1515، ومبدأ الأرض مقابل السلام .ودعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى حشد الجهود الدولية لمساعدة الشعب الفلسطيني في الحصول على حقوقه ومساعيه للعيش في سلام في دولته المستقلة .