أدت جموع المصلين صلاة الاستسقاء بالمسجد النبوي الشريف وأمَّ المصلين الشيخ عبدالباري بن عواض الثبيتي الذي حث المصلين على الاستغفار والافتقار إلى العزيز الغفار وذكر فضيلته بأن الله قريب مجيب يستجيب لعباده إذا دعوه, وقد غيّروا أحولهم, وزينوا بواطنهم, وطهروا قلوبهم. وقال : إنه لا تعرف النعم إلا بفقدها حين يبتلى العباد بالقحط واحتباس المطر وانقطاع الغيث فيتيقظ الغافلون قال تعالى :" وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَىٰ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا" ، فيظهر العباد افتقارهم وحاجتهم إلى ربهم فيلجؤون إلى من يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته ويلجؤون إلى من ينزل المطر بقدر معلوم عندها ينشر الله رحمته وينزل الغيث فتحيا الأرض وينبت الزرع ويعم الخير ، قال تعالى :" وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ ۚ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ". وأشار الشيخ الثبيتي إلى أن إغاثة القلوب بالإيمان مفتاح القطر من السماء, وسبب رفع البلاء, ووعد الله لا يخلف, حيث قال سبحانه : " ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا لهم بركات من السماء والأرض" فالتوبة الصادقة تغفر الذنوب مهما عظمت, فكل ذنب يسعه عفو الله, وباب التوبة مفتوح مهما تعاظمت الذنوب, وتكاثرت المعاصي واستحكمت الغفلات, فلا قنوط من رحمة الله, فالله سبحانه, يبسط يده في الليل ليتوب مسيء النهار, ويبسط سده في النهار ليتوب مسيء الليل, فقال عزوجلّ " فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا".