قتل 45 شخصاً على الاقل في اعتداء بشاحنة مفخخة استهدف امس مركزاً لتدريب الشرطة في زليتن بغرب ليبيا، في احد الهجمات الاكثر دموية في البلاد الغارقة في الفوضى. وقال مصدر امني في زليتن ان انتحارياً فجر شاحنة صهريج مفخخة تستخدم لنقل المياه عند الساعة 8,30 بالتوقيت المحلي في مركز للشرطة حيث كان خفر السواحل يقومون بتدريب. واضاف المصدر ان «45 قتيلا» سقطوا اثر الهجوم، فيما نقل عدد من الجرحى الى مستشفيات في المنطقة التي تبعد حوالى 170 كلم شرق طرابلس. ولم تتبن اي جهة الاعتداء في زليتن على الفور. وافادت وكالة الانباء الليبية التابعة لسلطات طرابلس غير المعترف بها دوليا، عن مقتل 50 شخصاً واصابة 127 بجروح في الانفجار. وقال مدير مستشفى زليتن عبدالمطلب بن حليم لوكالة الانباء الليبية ان «الحصيلة الأولية للانفجار بلغت 50 قتيلاً و127 جريحاً». ونقلت الوكالة ان دعوة للتبرع بالدم اطلقت في المدينة. وتقع زليتن في المناطق الخاضعة لسيطرة البرلمان المنتهية ولايته ومقره طرابلس. وتحدثت وكالة انباء الحكومة المعترف بها في شرق البلاد عن سقوط 15 قتيلا في الانفجار نقلا عن مصدر طبي مطلع. وتشهد ليبيا منذ عام ونصف العام نزاعاً مسلحاً على الحكم بين سلطتين، حكومة وبرلمان يعترف بهما المجتمع الدولي في شرق البلاد، وحكومة وبرلمان موازيين يديران العاصمة طرابلس بمساندة تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى «فجر ليبيا» ولا يحظيان باعتراف المجتمع الدولي. وانتهز تنظيم داعش فرصة انتشار الفوضى في ليبيا بعد سقوط معمر القذافي في 2011 ليتمركز في البلاد. وقد تبنى اعتداءات دامية عدة كان آخرها في سبتمبر على قاعدة معيتيقة الجوية في طرابلس والذي اوقع ثلاثة قتلى. ويسيطر التنظيم منذ يونيو على جزء كبير من مدينة سرت، على بعد 450 كلم شرق طرابلس ويسعى الى توسيع نفوذه الى مناطق اخرى. ويقاتل التنظيم القوات التابعة للحكومة المعترف بها دوليا في شرق البلاد وكذلك التابعة للحكومة الموازية غير المعترف بها في طرابلس. وجرت مواجهات الاثنين والثلاثاء بين تنظيم داعش وحرس منشآت نفطية بالقرب من المرافىء الرئيسية في شمال البلاد. وتقع مرافىء السدرة وراس لانوف والبريقة في منطقة «الهلال النفطي» على الساحل وهي الاهم في البلاد وأساسية لتصدير النفط الليبي. واوقعت المواجهات عددا من القتلى فيما اشتعلت النيران في اربع خزانات نفط. ويضغط المجتمع الدولي على مختلف الأطراف الليبية للتفاهم وتشكيل حكومة وحدة وطنية. وأدان رئيس بعثة الاممالمتحدة الى ليبيا مارتن كوبلر على حسابه على تويتر الانفجار الناجم عن الهجوم الانتحاري. وقال «أدين باشد العبارات الهجوم الانتحاري الدموي في زليتن، وادعو كل الليبيين الى ان يتحدوا بشكل عاجل في المعركة ضد الارهاب». ووقع اتفاق سياسي برعاية الاممالمتحدة في 17 ديسمبر في المغرب بين اعضاء من البرلمانيين ينص على تشكيل حكومة وحدة وطنية، الا ان رئيسي البرلمانين التابعين للسلطتين الحاليتين يرفضان هذه الحكومة. والغربيون مقتنعون بوجوب التحرك بسرعة في ليبيا لمواجهة التهديد المتنامي لتنظيم داعش وهم يدفعون الليبيين في اتجاه تشكيل حكومة وحدة وطنية. ويقول مالكولم تشالمرز من مركز «ار يو اس ايه» للابحاث في لندن ان الغرب «يزداد قلقا» ازاء توسع تنظيم داعش، وبالتالي هناك احتمال بان يتدخل في ليبيا. لكن «السؤال هو: اي تدخل؟ ما ستكون طبيعته؟ ما هو حجمه؟ يتوقف ذلك على تطور التهديد المتمثل بالتنظيم في غضون شهر من الآن». ويبلغ عدد عناصر تنظيم داعش في ليبيا ثلاثة آلاف، بحسب باريس. ويخشى الغربيون ان يتمكن من السيطرة على هذه المناطق ومن اقتناء مزيد من الموارد النفطية وبالتالي زعزعة الاستقرار في افريقيا الجنوبية، واستخدام المنطقة لنقل المتطرفين الى اوروبا، عبر سلوك طريق المهاجرين في المتوسط.