تأتي سلامة أفراد المجتمع من أي مهددات كأولى الأوليات والضروريات في أي مجتمع ومكان، سيّما عندما يهدد هذا المجتمع تهور بعض أبنائه المراهقين، وممارساتهم المتعددة لبعض السلوكيات التي يقومون بها من باب الاستعراض، والبحث عن الشهرة، أو زيادة متابعين عبر حسابات وسائل التواصل الاجتماعي، غير مكترثين بما ينجم عنها من سفك للأرواح بلا ذنب. وقد شاهدنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورًا متنوعة لمثل هذه الممارسات، كقيام مجموعة من الشباب المراهقين بممارسة التفحيط، والتلاعب باستخدام الأسلحة النارية، حيث يقومون بحركات استعراضية في قيادة المركبات، والرقص أمام عابري الطريق، ومن ثم القيام بتوثيقها ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي "تويتر، فيس بوك، سناب شات"، وغيرها. صور أخرى لشباب يقومون بإطلاق النار في حفلات الزيجات غير مكترثين بكثافة الحضور في هذه الزيجات، ضاربين بتعليمات وزارة الداخلية التي تمنع هذه الممارسات وتسن عقوبات رادعة ضدها، عرض الحائط، مما نتج عن ذلك وقوع حوادث أليمة راح ضحيتها عدد من أرواح الأبرياء. ويقول الباحث في قضايا علم النفس الاجتماعي "بندر صلاح الميلبي": إنّ من أهم المسببات الداعية إلى مثل هذه السلوكات الخاطئة، ما يتوفر للمراهق من نماذج سيئة في البيئة المحيطة به، يتخذها كنموذج يقتدي به، ويتوقف قيامه بالسلوك على ما يخبره من ثواب وعقاب، فإن وجد ثَوَابا كان ذلك مدعاة للإتيان بالسلوك، وإن وجد عقاباً أحجم وكف عنه، مشيرًا إلى أن مثل هذه الممارسات لا يقوم بها عادة إلا المراهقين من باب البحث عن تحقيق وإثبات الذات بطرق غير صحيحة، وأشار إلى أن استخدام السلام الناري في الأعراس والزيجات يأتي كعادة مجتمعية بدأت بالتفاخر والتنافس بين أبناء البادية، ولكنها غالباً ما تنتهي بالمآسي، مشيرًا إلى أن هذه العادة باتت تشكِّل قلقاً وخطراً كبيرين على حضور هذه الزيجات، فضلًا عن أنها مخالفة صريحة لنظام وزارة الداخلية؛ أيضًا ما فيها من تبذير وإهدار للمال في غير وجهه الشرعي، والأهم من ذلك ما قد يترتب عليها من خطر؛ لأن إطلاق النار باستعمال السلاح ربما يؤدي إلى الإضرار بالآخرين. والحال ينسحب تمامًا على بعض الممارسات الأخرى كالاستعراض بقيادة السيارات والتهور في القيام بالحركات الاستعراضية في سبيل لفت انتباه الأخرين، مطالبًا بتكاتف جميع أجهزة الدولة من تربية وتعليم ودعاة وخطباء مساجد ووسائل إعلام لمواجهة مثل هذه الظواهر. تهور الشباب في التفحيط يهدد سلامتهم والآخرين