كان طبيعياً أن يستحوذ رئيس لجنة الانضباط المُعيّن مؤخراً خالد البابطين على الأضواء طوال أيام الأسبوع المنصرم بفضل حضوره اللافت على منصة التواصل الاجتماعي "تويتر" وأثارته جدلاً واسعاً بتغريداته المتعلقة ببيع الأدلة، واتصال رئيس الاتحاد إبراهيم البلوي به، بجانب إعلانه حفظ القضية التي رفعها الأهلاويون ضد مدافع الاتحاد أحمد عسيري ومن ثم إيقاف الأخير بجانب مدافع الأهلي محمد أمان قبل مواجهة فريقيهما أول من أمس الخميس بساعتين. وبغض النظر عن أسلوبه وصياغته لتغريداته فقد كان تعامل البابطين مع الأحداث وحتى مع المغردين غير اعتيادي، إذ فتح باباً لجدل الجماهير وفضول الصحافيين، في ظل تناوله قضايا حساسة وهو القانوني الذي يحمل مسيرة عملية جيدة بحسب المعلومات التي صاحبت تعيينه، غير أن تفاعله مع الوقائع -حتى الآن- لا يشي بقدرته على التعاطي مع القضايا الصعبة التي ربما تطيح بأي مسؤول لا يجيد قراءة حالة الاحتقان المتزايدة في الشارع الرياضي. لم يكن رئيس أحد أكثر اللجان حساسية موفقاً وهو يكتب مغرداً ويهدد ويتوعد ويعلن عن قرارات من دون تقديم تفاصيل قانونية، وأسوأ من ذلك نفي إيقاف عسيري وأمان من قبل اتحاد الكرة ومن مسؤولي الفريقين حتى قبل بداية اللقاء بساعتين ومن ثم إعلان المتحدث باسم الاتحاد طلال آل الشيخ أن قرار الايقاف ربما يكون وصل للأمانة بعد نهاية فترة الدوام الرسمي، لتتسرب بعدها الأنباء عن تبرم رئيس اتحاد الكرة أحمد عيد من حضور البابطين "التويتري" وقراراته التي لم تثنِ اللاعبيْن عن المشاركة في المواجهة. كان حرياً برئيس اللجنة عزل لجنته عن "تويتر" وعن التأويلات التي لن تجلب له سوى الصداع والضغوطات التي تهدف للتأثير في القرارات الانضباطية، والاكتفاء بالبيانات الرسمية، في وقت سيكون فيه الموسم الكروي على مشارف مراحل الحسم التي لا تخلو عادة من المخالفات المثيرة لشهية اللجان القضائية. في منصب كهذا، لا يحتاج البابطين من مسؤولي اللجان القضائية لفهم وتطبيق اللوائح وحسب، بل إلى معرفة الظروف والأجواء والملابسات المتعلقة بكل قضية، وإلى قدرة فائقة في التواصل مع الشارع الرياضي وعدم ارتكاب أي خطأ ربما يتسبب بأزمة تطال منظومة اتحاد الكرة بأكملها، وهي المنظومة المتداعية أصلاً. ربما ينجح دكتور القانون - إن بقي في منصبه - في إدارة اللجنة التي تهرب من رئاستها كثيرون بسبب صعوبة العمل في اتحاد الكرة فضلاً عن اللجنة التي لم تنجح في إرضاء الرياضيين منذ استحداثها، لكن المؤكد أنه سيحتاج لمراجعة حساباته باكراً وتغيير طريقته في الوجود الإعلامي إذ سيضعه حضوره الكثيف في الإعلام التقليدي والجديد بين مطرقة تطبيق القانون وسندان الضغوطات. مؤكد أن بقاء رئيس لجنة الانضباط الذي بات على كف عفريت سيكون مرهوناً بصموده أمام التحديات التي ستواجهه في الأيام المقبلة، وبقدرته على إقناع الشارع بقرارات لجنته والتزامها باللوائح والأنظمة ووقوف اتحاد الكرة بصفه، وقبل هذا كله إعادة النظر بسياسته الإعلامية التي تتطلب المزيد من التنسيق مع لجان الاتحاد والابتعاد عن الاحتكاك المباشر بالجماهير.