لا أدري ماذا كنّا نبحث عنه ونحن صغار حين نأتي بقطعة مغناطيس نستخرجها من مولّد اسطواني صغير لتوليد النور يأتي مع الدراجات الهوائية في ذاك الوقت فنقوم بغمسها بالتراب ونحرث بها (أي قطعة المغناطيس) شوارع الحارة (لا وجود للأسفلت حينها) فيلتقط المغناطيس كل ما يواجهه من قطع معدنيّة ومسامير وبرادة حديد ايضا لا أدري مصدرها فنجمع قطع الحديد الصغيره ونضعها فوق ورقة ونمرر المغناطيس من تحتها فنستمتع بدهشة من رؤية برادة الحديد وهي تتجمّع بأشكال عجيبة وتتحرك كلما حرّكنا المغناطيس يميناً أو شمالاً، يسميها البعض ب(شوشة ابليس)..! هذا أمر أما الأمر الآخر فهو اقتناء (الزئبق)ولا أذكر من أين كُنّا نشتريه فنضعه في زجاجات صغيره لنتمعّن برؤية تشكيلاته وهي تتحرك لامعة كثيفة فنقوم احياناً بوضع قطرات منه (إن صحّت التسمية) على راحة اليد واللعب بها بأصابع اليد الأخرى حتى يتجزأ الزئبق إلى مايشبه كريات صغيره تتدحرج بسرعة ليصعب الامساك بها، لم نكن نعرف خطورة الزئبق على صحّة الانسان ولا تأثير أشعة المغناطيس فلا تسألوني كيف نجونا من الأمراض التي يسببها مثل هذا اللهو الخطير..!السؤال الآن:- هل حب التملك والظهور وجمع الأتباع لدى (البعض) فيما بعد كان سببه تلك النزعة النفسيّة الطفليّة لجمع برادة الحديد حول المغناطيس ..؟؟ وهل لسلوك التملّص من الوعود بوادر لدى الصغير حينما يُعجب بالزئبق؟؟ أكيد لدى علماء النفس إجابات شافية حول ذلك سيّما وقد اختلفت تماماً اهتمامات الصغار في وقتنا الحالي فشكل وأساليب ألعابهم قد تُفسّر ظاهرة العنف ومباشرة إطلاق النار وكأنهم في لعبة تحدّ لل(بلاي استيشن)..!! قابليّة التعلّم .. علّق «عبدالعزيز القاسم» على موضوع (لاتنشغل بغير الطريق) بقوله «ولكن الأمر عندنا ليس الانشغال فقط عن القيادة، الأمر اكبر من ذلك فيه ناس تموت وتصاب بعاهات وعجز و...الخ، انا أجزم أنه لو عمل اختبار عشوائي بالسعودية عن أصول القيادة ومعرفة انظمة المرور فلن تجد إلا نسبة ضئيلة جدا من الذين يعرفون ويقدرون القيادة السليمة والوقائية فمع الأسف الناس هنا لايتوفر لهم توعية كافية، فالقيادة هنا كأنك تدخل في سباق (.......) !.. القيادة لها اصول اذا لم تتبعها فكانك تسير في طريق مظلم وفي حفر كثيرة ربما تنجو ولكن بنسبة قليلة، فهل من المعقول في السعودية الآن لا يوجد أحد يعرف لمن له الحق في الدوار؟ انا لم أعرف هذا الشيء إلاّ من خلال جارتنا البحرين، فما هو سر عدم قابليتنا للتعلم و تجده عند جيراننا ؟»أ.ه . أقول ليست القضيّة فيما أعتقد تقف عند قصور التوعية ولا قابليّة التعلّم من عدمه ولكنها أشمل من ذلك بكثير إذ أن لمفهوم دور الانسان في هذا الحياة وقابليته للانضباط والخضوع للأنظمة أثراً كبيراً في تحضّر الأمم ورقيّها فإذا أردت أن تعرف تقدّم أُمّة فانظر إلى تقيّد الناس (كُلّ الناس) بأنظمتها وقوانينها ثم انظر إلى كيفيّة تعامل الضابط النظامي مع منتهكي تلك الانظمة والعدل في ضبطهم وتوقيع العقوبات عليهم .. وهنا في بلادنا مالنا إلاّ القول (الله يخلف علينا) ياعبدالعزيز القاسم.