دعت الدكتورة مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية السابقة في خطابها الذي القته امام المؤاتمر العالمي للقيادة «القادة في دبي» والذي تم افتتاحه امس بدولة الامارات العربية المتحدة، إلى ضرورة تعزيز قيم التسامح والانفتاح بين الغرب والعالم العربي، معتبرة ان الفترة الماضية شهدت فجوة كبيرة بين امريكا والعالم العربي، ومرت بها خمس سنوات ضائعة بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وقدمت أولبرايت اعتذارها عن موت أطفال العراق واعترافها بأن اخطاء كثيرة وقعت في فرض الحصار على ذلك البلد، وان ما قالته بشأن الحصار والعقوبات واستخدام القوة ضد اطفال العراق كان «غباء». وكانت اولبرايت قد حددت ثلاثة افكار رئيسية لمحاولة حل المعضلات الكبيرة التي تواجه المنطقة سواء بما يخص محاربة الارهاب او الوضع في العراق وعملية السلام في الشرق الاوسط، مطالبة بضرورة تنفيذ استراتيجيات امريكية تلقى الدعم اقليميا من اجل الاصلاح والا فان مصيرها سيكون الفشل، وان الديمقراطية لن تكون بالقوة بل بالدبلوماسية، في اشارة منها لانتقاد السياسة الامريكية الحالية والحرب التي خاضتها ضد العراق، كما أكدت اولبرايت ان امريكا والعالم الاسلامي كليهما مستهدفان من قبل الجماعات الإرهابية مشيرة إلى حادث تفجير العرس في العاصمة الاردنية عمان في الأونة الاخيرة، ودعت أولبرايت إلى التطلع نحو المستقبل دون (الانحباس) للماضي لأن ذلك لا يزيد الا الاحقاد. وفي حوار اجرته «فيونيلا سوييتي» المحاورة ومقدمة البرامج في محطة (السي ان ان) قدمت اولبرايت نقدا صريحا لتجربتها في الخارجية الامريكية، واعتبرت ان الحصار ضد العراق كان يشوبه العديد من الاخطاء، أما بخصوص عملية السلام في الشرق الاوسط ورؤية اولبرايت لشخص الراحل ياسر عرفات، فقد ذكرت:«ان عرفات شخص وطني بالنسبة لشعبه، ولكنه عجز على ان يتصرف كرجل دولة، ولم يتحمل مسؤولية التوقيع على كامب ديفد، ومارس دور الضحية وقبع محاصرا في مقره برام الله، ولم يكن هناك الا القليل من دعمه وعلى رأسهم قادة المملكة». وأضافت أولبرايت «ان محمود عباس يقوم بجهد كبير وهو بحاجة للدعم من اجل تنفيذ تعهداته لانهاء العنف في المناطق الفلسطينية والمظاهر المسلحة هنا». واختتمت اولبرايت حديثها بضرورة تعزيز قيم التسامح ومحاربة الفقر والجهل في مناطق دول العالم الثالث وان هذا السبيل لمحاربة التطرف ونشر الديمقراطية. وتشارك أولبرايت في هذا المؤتمر إلى جانب عدد من قادة العالم ابرزهم الرئيس بيل كلنتون والذي تحدث عبر الفيديو للحضور، وكذلك سيشارك رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد، وعدد آخر من السياسيين البارزين، ويقدر عدد الحضور قرابة 1500 شخص طيلة يومي المؤتمر الذي اقيم امس ويختتم اليوم.