تحدث المعلم عيسى عميش عن جانباً من مأساة حريق مستشفى جازان العام الذي وقع فجر اليوم، تحدث ودموعه تسبق كلماته، وقلبه يعتصر ألم على فقد أخته في هذا الحريق والتي كانت مع أمها المسنة، والمنومة بقسم العناية المركزة، يقول في البداية" اتصلت بي أختي، وقمت فزعاً من نومي وتصيح بصوت عالي وبكاء هيستيري، "ألحق علينا، سنموت بسبب حريق ودخان من كل مكان، وجميع من في المستشفى هربوا وتركونا، ولايوجد باب مفتوح حتى نهرب منه، والمكان مظلم بالدخان، وأمي في حالة إغماء ولا اقدر على حملها، ثم رميت الجوال واتجهت لسيارتي ولحقت بي زوجتي ولازالت تتواصل مع أختي، ولكن دون أن تفهم شئ منها في وسط هذه الظروف المؤلمة. ويضيف المعلم، وصلت للمستشفى وكان الوضع أكثر مأساوية مما تصورت، حاولت الدخول للدور الأرضي، وإذا بالدخان يغطي المكان، وكأنه موت يتجول ويبحث عن المزيد من الضحايا، وهذا اتعبنا بسبب معاناتي من حساسية مزمنة بصدري، وأيضا أنا مريض بالضغط، فساعدني متطوعون على الخروج، ولم يكن يوجد أحد من الرجال الدفاع. ويضيف عميش " الحمدالله في وسط هذه الظروف الموجعة حضر أخي، وكان أكثر قدرة مني على الوصول، وطلب إعطائه كماماً أو شيء لمساعدته على الصعود ولكن لم يتوفر شيء، فغطى وجه بشال واستطاع الصعود للدور الثاني، وكان همه الأول الأم، ودخل إلى غرفتها 208 بالدور الثاني، وبالفعل وجدها في وضع صعب، ولفها ببطانية حمراء كنت قد شريتها لها قبل يومين ثم توجه بها بمفرده للخروج، ووجد في طريقها قرابة 4 جثث، وغالبا أختي كانت أحداهن، ولكن مع ذلك الموقف الصعب والدخان الكثيف لم يستطيع تميز المتوفين. وعقب نزوله أخذها الإسعاف إلى مستشفى العميس الأهلي، وبعد بحث إلى وقت آذان الفجر، كانت أختي قد نقلت إلى مستشفى الحياة الأهلي، وغالباً أنها توفيت قبل الانتقال إلى المستشفى، ولكن الوالدة في وضع مستقر رغم أنها حالياً في العناية المركز أيضاً. وطالب عميش بضرورة محاسبة كل من قصر ومتسبب في هذه المأساة، التي تأثر منها العشرات، فمن كان يبحث عن الشفاء في هذا المستشفى واجه الموت، نحن نؤمن بالموت وقضاء الله وقدره، ولكن المؤكد أن هناك أسباب ، يجب أن تتم عليها المحاسبة الشديدة، فكل من تساهل بحياة الناس مجرم مستحق للعقاب، ولن نعفي وزارة الصحة والدفاع المدني من هذه المأساة المؤلمة لكل من سمح بها فكيف من عاش لحظاتها الحرجة، وفقد فيها فلدة كبده والغالين على أنفسنا.