حينما كنت على مقاعد الدراسة إبان المرحلتين المتوسطة والثانوية، كانت هناك لحظات اعتبرها (قمة الكوميديا) بالنسبة لي وبالكاد أحبس فيها ضحكاتي عن الظهور، حينما يضرب طالب زميلاً له ويصل الأمر إلى المشرف أو وكيل المدرسة كان الوكيل يحضر إلى الفصل ويسأل الطالب المتهم (لماذا ضربت زميلك)، كانت غالبية الإجابات مضحكة والتبريرات جداً واهية، على شاكلة(ضربته لأنه سبني، هاجمته لأنه سحب الكتاب مني)، وأعذار أخرى ارتجالية ليست هي السبب الحقيقي بكل تأكيد، بل إن أحدهم كان (قوي عين) حين قال للوكيل تبريراً عن الحادثة (ضربته لأنه قاهرني) ! هذه التبريرات الطريفة بدأت تظهر على السطح مرة أخرى، ليس في فصول المدراس هذه المرة ولكن على صفحات الجرائد وشاشات التلفاز، أظنكم عرفتم من أقصد. . نعم هو حمد الصنيع مدير الكرة بنادي الإتحاد، هل قرأتم آخر (تقليعاته) يوم أمس الأول .. لقد برر ضرب أسامة المولد للمصور التلفزيوني بأن الأخير اتجه للاعبين وقال « خليني أصوركم يا (. . . .) »، وكأن الحادثة لم تنقل أمام المشاهدين الذين يعرفون بأنه لم يكن يوجد أي حوار بين المصور واللاعب، بل إن الصنيع قال (نكتة أخرى أقوى) حين ذكر بأن لاعبي الاحتياط تعرضوا إلى رمي بالحجارة وحين احتج لدى الحكم الرابع رد عليه (خليكم تتعوروا أحسن)، المدير ذاته في نهاية الموسم الماضي برر حركة أبو شقير الشهيرة (تهمة الحكم بالرشوة) بأن اللاعب اتجه للحكم لإخباره بأن الفريق صرف عليه الكثير لتجهيزه في اللقاء ! حسناً. . أتدرون ماذا كانت ردة فعل اللاعب حينما عاد، في حوار صحفي نشر يوم أمس الأول. . أكد اللاعب بأنه فعلاً أخطأ وهو نادم أشد الندم على فعلته وقال مانصه (لا أبرر، ولا أدافع عن نفسي، أنا أخطأت وما صدر مني لا يمس بأخلاق الرياضيين، وإن شاء الله يكون درساً وعظة للمستقبل) - انظر الاقتصادية عدد الجمعة الماضية - تأمل الفرق بين المدير واللاعب. حينما تكون شخصية المدير بهذا الشكل فهو سيكون محبوباً لدى اللاعبين، فمن لهم بشخص مسؤول يبرر أخطاءهم الشنيعة ولا يطالب بمعاقبة المخطئين والمقصرين كما هو حال الصنيع الآن، كنت أترقب تصريحه الفضائي من خلال أوربت أو من خلال الصحف علي أجد فيه انتقاداً للمولد ولزملائه الآخرين والذين حاولوا التهجم على المصور إلا أن ذلك لم يحدث، تبريرات غير مقبولة وليست منطقية على الإطلاق . أقارن حال الصنيع بحال فهد المصيبيح مدير المنتخب، في كأس الخليج السابقة التي أقيمت في قطر أظهرت إحدى اللقطات فهد المصيبيح يضحك رغم خسارة منتخبنا في المباراة من الكويت 2/1 ظهرت انتقادات كبيرة لابتسامة المصيبيح. . أتدرون ماحدث. . . لقد قام المدير بالخصم من مرتبه (بنفسه) نظير تلك الابتسامة (السيئة التوقيت)، رغم استطاعته بإيجاد تبرير (أو تصريفه) لذلك الحدث الذي كانت فيه الابتسامة عفوية نظير موقف حدث أمامه، أنا هنا لا أريد من الصنيع أن يقوم بعمل المصيبيح لأنه مازال بعيداً عن الوصول إلى ذلك ولكن على الأقل كان بإمكانه تبريره اخطاء لاعبي فريقه بطريقة أكثر دبلوماسية، لا أن يردد مبررات واهية وغير مقبولة على الإطلاق، ماالضير في أن يقول (اللاعب فعلاً أخطأ وسنحاسبه طبقاً للائحة النادي الداخلية)، أو أن يقول (سنرفع تقريراً لما حدث لرئيس النادي المخول بمعاقبة اللاعبين)، لكن أن (يتفنن) في تبرير أخطاء اللاعب فهذا أمرٌ غير مقبول. دعوه يرحل أعجبني رد الأمير محمد بن فيصل رئيس نادي الهلال حين أكد عدم ممانعته باحتراف الصويلح في النمسا، وأتمنى أن (يفعل) التصريح من جانب المسؤولين في نادي الهلال وينهونه مبكراً قبل أن تتعثر لأسباب غير منطقية دائماً مانراها تظهر على السطح حين وصول مثل هذه العروض. العرض في صالح الكرة السعودية أولاً قبل أن يكون في صالح اللاعب، يجب أن يقوم أحد ب (تعليق الجرس) وإيذان عصر جديد باحتراف لاعب السعودي في الخارج، وكل الأمور تصب في صالح الصفقة فاللاعب مازال صغير السن وسينتقل في بطولة مستواها متوسط مما يمكنه من البروز ولفت الأنظار في وقت وجيز، يكفيه بان سيلعب في مدينة تصنف بأنها من أجمل بقاع الأرض وهذا بحد ذاته كافياً لتألق أي مبدع في أي مجال. [email protected]