قال الرئيس السوداني عمر البشير في مؤتمر صحافي عقد مساء الجمعة في ختام فعاليات المؤتمر العام الثاني للحزب الحاكم، قال ان صعوبات عملية لا يمكن تجاوزها واجهت انفاذ اتفاقية السلام في بداياتها، واتهم جهات - لم يسمها - ووصفها بانهم اعداء تاريخيين للسلام والسودان، وهي جهات تعمل على افشال العملية برمتها، ورأى ان أحد أهم تحديات الفترة الانتقالية هي معركة تحديد مصير السودان كله. واعلن في ذات الوقت قيام مؤتمر جامع يضع أسساً لحل قضية دارفور، وقال البشير ان المشاركة في المؤتمر العام لحزبه كانت واسعة، وشهد المؤتمر ممارسة ثورية كاملة وخرج بكثير من الايجابيات في مجالات مختلفة. واكد البشير ان ابرز التحديات التي تواجه الفترة الانتقالية التي ستنتهي بالاستفتاء بعد ست سنوات هي تحديد مصير السودان في ان يكون دولة واحدة أو دولتين، وشدد على ضرورة ان تعمل القوى السياسية لازالة كل الشكوك والمرارات التي زرعت خلال فترة الحرب، وحث الجنوبيين في المؤتمر الوطني على ان يلعبوا دوراً مقدراً في بناء الثقة، ورأى ان وجود الحركة الشعبية في حكومة الوحدة الوطنية أحد عوامل الثقة، ونفى البشير وجود أية مشكلة تعوق أو توقف انفاذ عملية السلام، لكنه اشار إلى ان تنفيذ الاتفاقية واجهته صعوبات عملية لا يمكن تجاوزها مثل المشاورات التي صاحبت تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في ظل رفض القوى السياسية للنسب المطروحة للمشاركة في الحكومة، بجانب انتقال الحركة الشعبية من حركة مسلحة إلى حزب سياسي كانت هي أيضاً عصية. واكد البشير وجود تعاون كامل بين حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية بشأن انفاذ الاتفاق، وكشف عن تشكيل لجنة سياسية تضم (4) ممثلين من الطرفين لتوحيد الخطاب السياسي وتفادي التناحر الذي أفشل كل الحكومات الائتلافية في السابق، وقال ان مسودة قانون أعدتها قيادة القوات المسلحة لمجلس الدفاع المشترك وافقت عليها الحركة الشعبية، وحول التوتر في العلاقات السودانية التشادية اوضح ان السودان حاول كثيراً تجاوز خروقات الحكومة التشادية ودخول قواتها إلى داخل الاراضي السودانية، وقال ان وفداً من تشاد وصل الخرطوم للتباث حول هذا الأمر، مشيراً إلى ان الطرفين اتفقا على ضرورة احتواء التوتر، الذي قال انه ليس من مصلحة أي طرف. وبشأن حل أزمة دارفور قال البشير ان الحكومة وافقت على عقد مؤتمر جامع بعد ان قرر أهل دارفور ذلك، وهذا المؤتمر ستسلم نتائجه للوسطاء في ابوجا وسيعمل على وضع أسس لحل قضية الاقليم، واعلن البشير ان المؤتمر العام الثاني لحزب المؤتمر الوطني الحاكم دعا إلى مجانية حقيقية للتعليم والعلاج وتوفير المياه. من جهة اخرى وفي اطار جهود المصالحة بين فصيلي حركة تحرير السودان بدارفور نجحت تشاد بالترتيب مع الاتحاد الافريقي في جمع قائدي حركة تحرير السودان المتنازعين على زعامة الحركة (مناوب اركوي وعبدالواحد) بعد تنظيم لقاء بينهما عقد في العاصمة التشادية إلى جانب كبير مفاوضي حركة العدل والمساواة. وفي الخرطوم اكد الناطق الرسمي لبعثة الاتحاد الافريقي بالسودان نورالدين المازلي ان الوساطة التشادية تجد الدعم من قبل الاتحاد، واشار إلى مشاركة السفير بابا كنجي في الاجتماع الذي تم إلى جانب الرئيس التشادي، واكد المازني ان هذا الاجتماع امتداد لمجهودات الاتحاد الافريقي لرأب الصدع حتى تأتي الحركة متحدة ولا يكون هناك أي تضارب في وجهات النظر بمفاوضات ابوجا.