عرضت جريدة «الرياض» على مدار خمسة أيام وبشكل متعمق مشكلة فتيات وقعن في براثن الخطيئة، العمل من الناحية الصحفية يمثل جرأة محمودة ومطلوبة بات إعلامنا من خلالها يحتوي المشاكل الاجتماعية بشكل يعطي دلالة على أن واقعنا الاجتماعي لم يعد جزءاً من المسكوت عليه بحجة الرضى عنه.. أو الخوف من اظهاره. لمعايشتي الوضع الاجتماعي بحكم تخصصي الدراسي اجد ان هناك سبباً رئيسياً في وقوع تلك الفتيات في براثن الخطيئة دون رغبة أو تخطيط أو حاجة مالية لذلك كما هو في مجتمعات أخرى.. الأكيد ان الأسباب تختلف من حالة لأخرى ومن موقف لآخر.. ولكن الأكيد ايضاً ان هناك فتيات كان يمكن مساعدتهن قبل السقوط الأخلاقي بكل سهولة.. بداية كثير من الفتيات يتساهلن في استخدام الهاتف لاشباع عواطفهن مع شاب وآخر.. ثم قد يصل لحد كتابة خطاب أو صورة ومع التطور التكنولوجي امتدت العلاقات عبر رسائل الجوال والانترنت لتحتضن تلك العواطف المتأججة داخل الصدور لشباب لم يجد الاحتضان الكافي في منزله وبين أهله واسرته.. ثم يتم استخدام تلك الأدلة الواهية للضغط على الفتاة للخروج مع الشاب بحجة الحب والشوق مع سيل عارم من كلمات الحب الكاذبة.. تتوالى الطلبات ويستغل الشاب ضعف بعض الفتيات، أو رغبتهن العاطفية بسماع كلمات الحب، ثم يصل لحد الابتزاز والتهديد إن لم تخرج معه..؟؟ خوف بعض الفتيات من أبيها أو اخيها لرؤية صورتها مع شاب يجعلها تخرج بحجة انها سوف تستلم صورتها وأوراقها لتكتشف انها سلمت الأهم والأخطر برضا والوعود بالزواج أو بالضغط النفسي المتواصل مع التهديد الدائم..؟؟ بداية اتصال تلك الفتاة من أساسه خطأ وحماقة واعطاؤها صورتها لرجل غريب ايضاً قمة الغباء.. ولكن...؟؟ لن نبرر خطأ الفتيات ولكن ماذا لو وجدت احتواء مبكراً في اسرتها أليس أفضل، ايضاً ماذا لو وجدت قدرة على فتح حوار مع والدتها للاعتراف بخطئها والبحث عن علاجه بدعم من الجميع الأب والأم وليس الاستمرار في الخطأ والبحث عن حلول تجعل من الخطأ خطيئة..؟؟ ألم يكن من الأولى ان تتغلب ثقتها بأهلها خوفها منهم؟ الاشكال ان بعضنا يستخدم القوة في علاج كافة أموره مع ابنائه معتقداً ان ذلك أسلوب تربوي مناسب في كل الأحوال مع ان الواقع احياناً يتطلب الافاضة في المحبة لاحتواء انكسار الابن أو الابنة. الحاجة للعاطفة تجعل من الفتاة فريسة سهلة لبعض الذئاب، واؤكد عدم التبرير لهن ولكن لعل الأهل تقترب من بناتهن أكثر وأكثر خاصة في فترة المراهقة حيث الحاجة للعاطفة تزداد مع عدم ادراك لمخاطر بعض السلوكيات خاصة وان واقع الفتاة مليء بالمتناقضات حيث تجد محطة فضائية تزين لها التواصل بين الجنسين بل وتجعله ضرورة إنسانية على كافة المستويات فيما تجد داخل اسرتها أباً لا يمكن ان يقبل ابنته وان عاد من سفر طويل مكتفياً بانحناءة خفيفة لبناته ليقبلن رأسه فقط.