قتل 23 مقاتلا على الاقل في اشتباكات مستمرة في شمال سورية بين فصائل ابرزها جبهة النصرة وأخرى كردية وعربية تابعة ل»قوات سورية الديمقراطية»، وفق ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان أمس. وأفاد المرصد بمقتل 15 عنصرا على الاقل من جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سورية) وحلفائها الاحد في اشتباكات مستمرة منذ ايام عدة في ريف اعزاز في شمال محافظة حلب. واحصى المرصد كذلك مقتل ثمانية من مقاتلي «قوات سورية الديمقراطية» وهي عبارة عن تحالف يجمع فصائل كردية وعربية اعلنت توحيد جهودها العسكرية الشهر الماضي، وعلى رأسها وحدات حماية الشعب الكردية. واوضح الناشط والصحافي الكردي ارين شيخموس لوكالة فرانس برس ان الاشتباكات بدأت الخميس في محيط بلدة اعزاز اثر هجوم لجبهة النصرة وحلفائها، بينهم حركة احرار الشام، على «نقاط لجيش الثوار»، احدى الفصائل العربية المتحالفة مع الاكراد ضمن «قوات سورية الديمقراطية». واندلعت بعد ذلك اشتباكات بين الطرفين، إلا أن «استهداف جبهة النصرة وحلفائها لقرى في محيط عفرين، استدعى تدخل وحدات الحماية الكردية وباقي فصائل قوات سورية الديمقراطية»، وفق شيخموس. وردا على ذلك، استهدفت الفصائل «الاسلامية» حي الشيخ مقصود ذات الغالبية الكردية في مدينة حلب. الى ذلك، افاد المرصد السوري بان جبهة النصرة اعدمت الاحد بقطع الرأس شخصين بتهمة «التعامل مع جيش الثوار». وطالما كانت العلاقة بين الاكراد والفصائل المقاتلة، خصوصا المتطرفة منها، متوترة. ولم يقاتل الاكراد قوات النظام السوري طوال سنوات النزاع بل تصاعد نفوذهم بعدما ظلوا لعقود مهمشين مقابل تقلص سلطة النظام الذي انسحبت قواته تدريجيا من المناطق ذات الغالبية الكردية مع اتساع رقعة النزاع في العام 2012. وأعلن الاكراد في العام 2013 اقامة ادارة ذاتية في مناطقهم. وظهرت وحدات حماية الشعب الكردية الى العلن وحملت السلاح للدفاع عن مناطق الاكراد في مواجهة الفصائل المقاتلة وتنظيم داعش. وشكل تصاعد نفوذ الوحدات، التي تعد الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي، مصدر قلق رئيسيا لتركيا التي تعتبر هذا الحزب فرعا لحزب العمال الكردستاني وتخشى اقامة حكم ذاتي على حدودها. واثبتت وحدات حماية الشعب انها القوة الاكثر فاعلية في التصدي لتنظيم داعش في سورية، واعلنت في اكتوبر عن تحالف «قوات سورية الديمقراطية» الذي ضم فصائل متنوعة كردية وعربية ومسيحية لمواجهة التنظيم المتطرف.