على أقوياء الأوبك دعم قرارهم التاريخي في 27 نوفمبر 2014، بعدم تخفيض انتاجهم من اجل المحافظة على حصصهم السوقية، بل عليهم التفكير في رفع سقف انتاجها من 30 الى 32 مليون برميل يوميا في اجتماعهم القادم في 4 ديسمبر من اجل منحهم مرونة إنتاجيه أكبر للاستمرار في تعظيم حصصهم السوقية وكذلك استيعاب الزيادة المتوقعة في انتاج ايران وعودة اندونيسيا الى المنظمة مرة ثانية. ان الاهم ان تكون رسالة الاوبك واضحة للمنتجين خارج الاوبك بأنه لا عودة الى ترجيح الانتاج، إلا بتعاون جميع المنتجين وتحملهم مسؤولية استقرار اسعار النفط وتعزيز الاستثمارات في تنمية الاحتياطات والطاقات الانتاجية. ان أقوياء الاوبك تدعمهم عوامل السوق التي تعطي المنتجين الكبار وأصحاب التكلفة الأقل، فرصه تنافسية تحقق لهم اهدافهم على المستويين الانتاجي والسعري. فبدلا من ان يخفض هؤلاء الاقوياء انتاجهم من موقف ضعيف، فإن عليهم الاستمرار في زيادة انتاجهم لكي يبقوا اقوياء وتستديم قوتهم من خلال تحريك اليد الخفية التي تعمل على تصحيح العرض والطلب وتحدد الاسعار السوقية لسلعة ناضبة يهددها ارتفاع التكاليف عبر الزمن وسرعة نمو بدائل الطاقة النظيفة والمتجددة. لم يعد من صالح الاوبك ان تبقي على سياسة الانعطاف على شكل حرف «u» للتأثير على اسعار النفط العالمية من خلال تخفيض انتاجها الذي مازال ينتظره هؤلاء المنتجون من خارج الاوبك حتى ينتجوا أكثر وعلى حسابهم في ظل تغير التقنيات التي ترفع من كفاءة انتاج الحقول ذات التكاليف المرتفعة التقليدية وغير التقليدية ليمكنها من منافسة انتاج الاوبك ووضعها في زاوية ضيقة لا تحسد عليها في الفترة القادمة. فما زال متوسط تكاليف انتاج اقوياء الاوبك في دول الخليج العربي الأقل عالميا ما بين 8-12 دولارا للبرميل، بينما اقل تكلفة انتاج للمنتجين خارج الاوبك توجد في الولايات الاميركية عند 36 دولارا للبرميل، كما جاء في تقرير ريستاد للطاقة (Rystad Energy). فهناك احتمالية كبيرة ان يتراجع سعر غرب تكساس الى ما دون 40 دولارا ليقترب من نقطه التسوية قريبا من متوسط تكلفة انتاج الولايات الاميركية بعد اجتماع الاوبك يوم الجمعة القادمة والذي سوف يسفر عنه عدم تخفيض انتاجها مع ارتفاع صرف الدولار مقابل العملات الاخرى وتدني معدل النمو في الصين، بالإضافة الى ارتفاع الفائض في المعروض في الاسواق العالمية الى 1.8 مليون برميل يوميا. فقد اوضحت ادارة معلومات الطاقة الاميركية أن مخزون النفط الاميركي ارتفع قليلا بمقدار مليون برميل الأسبوع الماضي، ليصل إلى 488.2 مليون برميل، والأعلى في العقود الثمانية الماضية، بينما انخفض إنتاجها من النفط من 9.6 ملايين برميل يوميا في ابريل الماضي الى 9.2 ملايين برميل يوميا حاليا أي بمقدار 400 الف برميل يوميا. ان استمرار انتاج الاوبك فوق 31.3 مليون برميل يوميا خلال الاشهر الماضية، يدعم رفع سقف انتاجها لتغطية أي نقص في حصصها السوقية المستهدفة ويوقف شعور الامل عند المنتجين خارج الاوبك بان الاوبك لن تخفض انتاجها، مما سوف ينتج عنه نقص في انتاجهم لصالح الاوبك وتزامنا مع الزيادة في الطلب المتوقعة عند 1.2 مليون برميل العام القادم. فان السيناريو لأسعار النفط في هذه الحالة سوف تستمر عند 50 الى 55 دولارا حتى نهاية عام 2016، وهذا تحت فرضية عدم تعاون منهم خارج الاوبك. لكن معادلة ارتفاع الاسعار تعتمد على حدة انخفاض المعروض من غير الاوبك بوتيرة متسارعة وقدرة الاوبك على التحكم في جانبي المعادلة بما يعظم العائد على استثماراتها النفطية في الاجلين القصير والطويل دون العودة الى سياسة المنتج المرجح.