لم يعد الشباب ذلك الفريق المهاب من قبل الخصوم داخل المستطيل الأخضر، حتى إن لم يخسر سوى مباراة واحدة في (دوري عبداللطيف جميل) مع المتصدر الهلال؛ لأن المباريات التي فاز بها كانت أمام فرق متواضعة انتصر فيها بصعوبة وبمستويات باهتة. اختفى بريقه هذا الموسم بشهادة أنصاره ومحبيه قبل الجميع، وساهم في ذلك أخطاء إدارته التي بدأت عملها قبل انطلاقة الموسم بتفريط في نجم الهجوم وهدافه نايف هزازي، الذي انتقل إلى النصر، وتواصلت الأخطاء الإدارية بعدم تعويضه بمهاجم "سوبر ستارز" محليا كان أم أجنبيا، إضافة إلى ذلك فإن الإبقاء على لاعب الوسط البرازيلي رافينها وهو الذي لم يصنع أي فارق طوال الموسم الماضي إلا في مباريات لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، يُصنف على أنه من الأخطاء الكبيرة التي ارتكبتها إدارة عبدالله القريني. الإدارة الشبابية وقعت ضحية السماسرة بسبب سوء اللاعبين الأجانب، فالمهاجم الأوروغوياني افونسو اثبت أنه "مقلب" ومن الظلم أن يلعب على حساب المهاجم الموهوب اسماعيل مغربي، ومواطنه لاعب المحور اريسمندي لم يصنع الفارق على الرغم من أنه لاعب دولي، فمستواه لا يختلف عن اللاعبين المحليين الموجودين في خانته، أما لاعب الوسط الكويتي سيف الحشان فإصابته تجددت، ولم يستفد منه الليث إطلاقاً. لم يخدم المدرب الأوروغوياني الفارو غوتريز نفسه قبل الشباب عندما أشار على الإدارة بجلب اريسمندي وافونسو، وربما يحدث ذلك في عالم كرة القدم والا يوفق المدرب في خياراته، لكن إصرار الفارو على اشراك ابن جلدته افونسو يثير علامات استفهام وتعجب لاسيما أنه كان يثبت من لقاء إلى آخر أنه لا يمتلك مواصفات المهاجم الذي بإمكانه أن يخدم الفريق، وزاد الفارو الطين بلة بتمسكه به، الفارو مدرب جيد وذكي لكنه يفتقد للأدوات التي تساعده على النجاح، ومسؤولية ذلك مشتركة بينه والإدارة لأنه هو من ورطها في افونسو وجلب اريسمندي صاحب الأداء المتواضع. ويحتاج الشبابيون إلى عمل مضاعف وكبير خلال فترة التسجيل الشتوية إذا ما أرادوا أن يعالجوا فريقهم "الهش" وينافسوا على البطولات المتبقية، لأن مستويات الفريق هذا الموسم وخصوصا في "دربي" الرياض مع الهلال اعطى مؤشرا بأن الأمور داخل البيت الشبابي ليست على ما يرام، فروح اللاعبين أيضاً كانت غائبة مع مستوياتهم، والتصحيح في شيخ الأندية يبدأ باستبدال الرباعي الأجنبي بأكمله، ومنح الفرصة لبعض المواهب الشابة، مع التمسك بلاعب الوسط عبدالملك الخيبري وحسم تجديد عقده حتى يتفرغ للفريق ويركز من أجل خدمته. المقربون من الشباب يدركون جيداً أن النادي يعاني أزمة مالية، انعكست على مستحقات اللاعبين المتأخرة، والشكاوى المسجلة ضده في لجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي لكرة القدم وغرفة فض النزاعات، إضافة إلى تأخر رواتب العاملين لأكثر من 12 شهرا، وعلى الرغم من ذلك كان بالإمكان أن تسير الإدارة النادي بشكل مثالي إذا ما أحسنت التصرف، لكن يبدو أنها تفتقد الحنكة الإدارية الموجودة لدى بعض الأندية الأقل منها امكانات مادية، كالتعاون على سبيل المثال الذي قدم درسا اداريا للأندية، فسكري القصيم ميزانيته لا يمكن أن تقارن بالشباب ومع ذلك اسعدنا بمستوياته ونتائجه الرائعة، لأنه باختصار يمتلك مجلس إدارة "ذكيا". ويُحسب على إدارة الشباب انفلات لاعبي الفريق في الاعلام وعدم انضباطهم من خلال عدم احترامهم عقودهم، فالحارس وليد عبدالله خرج عشية "دربي" الهلال اعلامياً وهدد بالانتقال إن لم يلعب أساسياً، وحسن معاذ يطلب الرحيل من النادي علانية، وهذا الانفلات يعكس حالة من عدم الاستقرار داخل البيت الشبابي، وبالطبع المسؤول الأول والأخير عنه الإدارة، ليس كذلك فحسب بل تصرف الإدارة بمنح اللاعبين مكافأة فوز على الرغم من الخسارة أمام الهلال مستوى ونتيجة فيه "تقزيم" لناد عريق مثل الشباب، إذ لا يمكن أن تكافئ إدارة ناد كبير فريقها بعد الخسارة وهي تطمح في المنافسة على لقب الدوري، فإن كانت الإدارة ترى أن مستوى الشباب كان مقنعا في تلك المباراة فهذه كارثة، وإن كانت ترى أنه غير مقنع فالكارثة أعظم. استمرار الأوضاع في الشباب على ما هي عليه تنذر بمستقبل غامض لليث، وقد تفقد الكرة السعودية أحد أركانها مثلما حدث مع النصر في الأعوام الماضية بابتعاده عن منصات التتويج لأكثر من عشرة أعوام، لذلك على رجال الشباب أن يتحركوا سريعاً لإنقاذ النادي، حتى يعود إلى سابق عهده شرساً داخل الملعب. الفارو خذل الشبابيين في ملف الأجانب