أبقت السلطات البلجيكية حتى الامس على حالة التأهب القصوى في العاصمة بروكسل بعد اتهام شخص رابع يشتبه بتورطه في اعتداءات باريس . واعلن رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال مساء الاثنين ان التهديد الارهابي في بروكسل مقر الاتحاد الاوروبي يبقى "جديا ووشيكا" مما يتطلب ابقاء العاصمة في حالة انذار ارهابي قصوى لليوم الرابع على التوالي، مع اغلاق محطات المترو والمدارس وانتشار الجيش والشرطة في الشوارع. اما في بقية اراضي بلجيكا فتطبق حالة الانذار بالدرجة الثالثة التي تعتمد لمواجهة خطر "محتمل ومرجح"، كما قال ميشال في ختام اجتماع امني استمر ثلاث ساعات ونصف. وجاءت تصريحات ميشال بعيد اعلان النيابة العامة الفدرالية البلجيكية في بيان انه تم الاثنين توجيه التهمة الى شخص رابع يشتبه بمشاركته في اعتداءات باريس. وقالت انه "اتهم بالمشاركة في انشطة مجموعة ارهابية و(ارتكاب) اعتداء ارهابي" في باريس، مضيفة ان المتهم وضع في الحبس في انتظار محاكمته. واضافت النيابة العامة انه تم الافراج عن خمسة عشر شخصا اخرين كانوا اعتقلوا مساء الاحد في اماكن عدة في بروكسل وفي شارلروا (جنوب). وفي فرنسا، عثرت الشرطة الاثنين على "ما يشبه حزاما ناسفا" في مونروج بضاحية جنوبباريس. وقال مصدر في الشرطة انه تم العثور على الحزام "قبيل المساء في حاوية للنفايات". واوضح مصدر مطلع على التحقيق ان عمال تنظيف عثروا عليه وهو قيد التحليل "للتاكد مما اذا كان يحوي متفجرات". من جهة اخرى، قال المصدر نفسه ان دوائر الهاتف رصدت اتصالا لصلاح عبد السلام شقيق احد الانتحاريين والمشتبه به الاساسي الذي يجري البحث عنه حتى الان، عشية اعتداءات 13 نوفمبر قرب مونروج في بلدة شاتيون المجاورة. والفرنسي صلاح عبد السلام (26 عاما) الذي يقيم في بلجيكا قد يكون المنفذ الوحيد لاعتداءات باريس الذي لا يزال على قيد الحياة. وفي تقريرعن الوضع في بروكسل يقول : في نهاية فترة الغداء التي عادة ما تكتظ بالزبائن مع توافد موظفي الشركات المجاورة على متجره لبيع البضائع الجلدية في واحد من أكثر شوارع بروكسل ازدحاما قرر كارين اركليان اغلاق المتجر مبكرا الاثنين. وقال اركليان "هذا أمر كارثي وسيء للغاية حقا. دخل متجرنا سائحان أو ثلاثة فقط اليوم. معظم الأماكن مغلقة هنا بسبب المخاوف الأمنية والناس يعملون من منازلهم ولا يوجد مشترون." يقع متجر اركليان في منطقة شوسيه ديكسيل بوسط العاصمة البلجيكية التي تخضع لاجراءات أمنية مشددة واغلاق للمصالح العامة والمتاجر منذ يوم السبت بسبب ما تصفه السلطات بأنه تهديد "جدي ووشيك" بشن هجوم على غرار هجمات في باريس. وفي ظل إغلاق نظام قطارات الأنفاق والمدارس والجامعات ومراكز التسوق والمتاحف ودور السينما والعديد من المطاعم والمتاجر في المدينة التي يعيش فيها 1.2 مليون شخص يخشى أصحاب الأعمال التكاليف الاقتصادية لتشديد إجراءات الأمن. والأكثر تضررا على ما يبدو هي المتاجر والمزارات السياحية والفنادق والمطاعم والمتاحف وغيرها من الفعاليات الثقافية. وقال اوليفييه ويلوكس رئيس غرفة الأعمال والتجارة والصناعة البلجيكية التي تضم في عضويتها 30 ألف شركة "إنه أسوأ من التأثير الاقتصادي للهجمات على باريس نفسها. إنه تأثير نفسي والناس قلقون ويتوقعون حدوث شيء." وأضاف "في باريس يريدون إظهار أن حياتهم مستمرة بعد الهجمات وأنهم باقون. أما هنا فالعكس صحيح: لم يحدث شيء والناس يخشون حدوث شيء." وأشار إلى أن نسبة 40 في المئة من حجوزات الفنادق بوسط بروكسل في مطلع الاسبوع ألغيت في اللحظة الأخيرة. وذكر أن بعض السائحين خاصة من الولاياتالمتحدة يقومون بإلغاء زياراتهم المقررة حتى فبراير . ويأتي الإغلاق قبل بدء موسم السياحة الذي يبدأ عادة في ديسمبر وهي فترة حيوية لفنادق بروكسل وعددها نحو 150 فندقا. ومن المقرر افتتاح معرض الكريسماس في بروكسل الذي يجتذب نحو مليون شخص يوم 27 نوفمبر . وزار بروكسل 3.3 مليون سائح في 2013 مع تعافي السياحة بعد فترة ثبات في 2012 لأسباب من أهمها تعزيز ثقة المستهلكين والأعمال والتعافي الاقتصادي من الأزمة المالية. وذكر مكتب السياحة في بروكسل أن السياحة تعافت مجددا عام 2014. وقال فيليب ليدنت وهو خبير اقتصادي في شركة (آي.ان.جي) "نحن في مرحلة تعافي.. لو كان الأمر مجرد تأثير معنوي عارض فحسب فهي ليست مشكلة حقيقية. لكن إذا استمر الأمر فقد يكون هناك تأثير أكبر على ثقة المستهلكين ثم على استهلاك الأفراد." واتضحت المشكلة في شوسيه ديكسيل حيث فتح ما بين ثلث ونصف المتاجر في المنطقة أبوابها وقت الغداء الاثنين. وأغلقت شركات عالمية كبيرة أبوابها مثل اتش اند ام للملابس ومتجر (اف.ان.ايه.سي) الفرنسي للكتب والموسيقى. وأبقى مطعم مكدونالدز بابه مفتوحا فيما وقف أمامه ثلاثة جنود للحراسة كما لم تغلق متاجر خاصة أصغر أبوابها. جندي يقف إلى جانب عربة عسكرية في وسط بروكسل حيث حالة التحذير لازالت مرتفعة (ا ف ب)