واشنطن، كانبيرا، باريس، برلين، بروكسيل - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - فيما تشهد بلجيكاوفرنسا عمليات بحث واسعة للعثور على صلاح عبد السلام البلجيكي الذي يشتبه في مشاركته باعتداءات باريس في 13 الشهر التي حصدت 130 قتيلاً وتبناها تنظيم «داعش»، حذرت الولاياتالمتحدة التي رفعت مستوى الإنذار على أراضيها منذ الاعتداءات، مواطنيها من السفر في أنحاء العالم بسبب «التهديدات الإرهابية المتصاعدة». وتحدثت وزارة الخارجية الأميركية في هذا التحذير النادر عن «معلومات توحي بأن داعش وتنظيم القاعدة وجماعة بوكو حرام ومجموعات إرهابية أخرى تواصل التخطيط لهجمات إرهابية في مناطق عدة قد تنفذ باستخدام أسلحة تقليدية أو غير تقليدية وتستهدف مصالح عامة أو خاصة، لذا يجب أن يتوخى المواطنون الأميركيون الحذر في الأماكن العامة أو عند استخدامهم وسائل نقل، ونوصيهم بتجنب الحشود والأماكن المزدحمة، والتزام الحذر في موسم العطل خصوصاً». وأكدت الوزارة في التحذير الذي ينتهي في 24 شباط (فبراير)، أن «السلطات تعتقد باحتمال حصول اعتداءات إرهابية طالما يعود أعضاء أجانب في التنظيم من سورية والعراق». إلى ذلك، طالب رئيس الوزراء الأسترالي مالكولم تورنبول، بتبادل أكبر للمعلومات الاستخباراتية بين دول جنوب شرقي آسيا، مثل أندونيسيا وماليزيا وسنغافورة التي يزورها السياح الأستراليون كثيراً، لمنع اعتداءات مماثلة لتلك في باريس، ووجه باختبار مسؤولي إنفاذ القانون قدراتهم على التعامل مع هجوم يستهدف إيقاع عدد كبير من القتلى. وقال في خطابه عن الأمن القومي أمام البرلمان: «نرى خطراً حقيقياً في أن تستلهم جماعات إرهابية في المنطقة الهجمات التي رأيناها في أنقرة وبيروت وباماكو وباريس، ونحن متنبهون لأن مئات آلاف الأستراليين يزورون جنوب شرقي آسيا سنوياً»، علماً أن أستراليا تشن ضربات جوية ضد «داعش» في إطار التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة، ما دفع إلى تهديدات بالثأر. «فرنسا من أجل الحياة» ومع تأكيد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند تصميم بلاده على «أن تكون على رأس أوسع ائتلاف من أجل الحياة» سواء لمكافحة الإرهاب بعد اعتداءات باريس أو لمكافحة الاحتباس الحراري في مناسبة انعقاد المؤتمر الدولي للمناخ قرب باريس الإثنين، دهمت شرطة مكافحة الإرهاب ترافقها مروحيات قرية أريجا الصغيرة بجبال البرانس (جنوب غرب) بحثاً عن الإمام السلفي أوليفييه كوريل الذي يشتبه في أنه مرشد محمد مراح الذي قتل 7 أشخاص بالرصاص في تولوز عام 2012، وفابيان كلين الذي نقل في تسجيل صوتي تبني «داعش» اعتداءات باريس. وكان كوريل الفرنسي من أصل سوري والذي يُعرف باسم «الأمير الأبيض» اعتقل بعد عملية مراح ثم أفرج عنه. تزامن ذلك مع مثول جواد بن داود أمام قاضٍ لمكافحة الإرهاب، بتهمة توفير مسكن في ضاحية سان دوني بباريس للبلجيكي المغربي الأصل عبد الحميد أباعود، العقل المدبر المزعوم للاعتداءات وقريبته حسنة آيت بولحسن وشخص ثالث مجهول قتلتهم الشرطة بعد الاعتداءات. وليل الإثنين، عثرت السلطات على حزام ناسف في صندوق للنفايات في بلدة مونروج جنوب باريس التي تقع قرب مكان رُصِد فيه هاتف استخدمه صلاح عبد السلام. وظن محققون فرنسيون في البداية أن عبد السلام تواجد في سيارة من نوع «سيات ليون» سوداء اللون استخدمت في إطلاق النار على مطاعم ومقاهٍ في الضاحيتين 10 و11 بباريس. لكن الهاتف الخليوي لعبد السلام رُصد بعد الهجمات في الضاحية 18 بشمال باريس قرب سيارة من نوع «رينو كليو» تُركت في الشارع بعدما استأجرها عبد السلام. وقال مصدر أمني إن «عدم حصول تفجيرات أو إطلاق نار في الضاحية 18 دفع المحققين إلى التساؤل عن احتمال فشل هجوم أو إحباطه. لكنه استدرك أنه «من المبكر جداً تأكيد علاقة عبد السلام بهذا الجسم». وشنت الشرطة الألمانية عملية أمنية بعد تلقيها معلومات عن وجود صلاح عبد السلام في منطقة ميندن وليوبيكه بولاية نورد راين فستفاليا (شمال غرب)، ولكنها لم تعثر حتى الآن على أي مؤشر يؤكد هذا الاشتباه. تعاون استخباراتي مغربي ولليوم الرابع على التوالي، أبقت السلطات البلجيكية حال التأهب القصوى في العاصمة بروكسيل، بالتزامن مع اتهام مشبوه رابع بالتورط في اعتداءات باريس. وأعلن رئيس الوزراء شارل ميشال، أن التهديد الإرهابي في بروكسل حيث مقر الاتحاد الأوروبي «يبقى جدياً ووشيكاً، ما يتطلب إبقاء العاصمة في حالة إنذار إرهابي قصوى مع إغلاق محطات المترو والمدارس وانتشار الجيش والشرطة في الشوارع. أما في بقية أراضي بلجيكا فتطبق حال الإنذار من الدرجة الثالثة التي تطبق لمواجهة خطر محتمل ومرجح». وأفادت مصادر رسمية في الرباط، بأن عاهل بلجيكا الملك فيليب تمنى على العاهل المغربي الملك محمد السادس مساهمة استخبارات بلاده في التنسيق والتعاون مع الاستخبارات البلجيكية، على غرار ما حدث في فرنسا تمهيداً لتأكيد ضلوع متورطين قادمين من بلجيكا في الهجمات الأخيرة وتحديد وجود أباعود في سان دوني. إلى ذلك، أجرى وزير الداخلية المغربي ونظيره البلجيكي مباحثات عرضت الإجراءات العملية لبلورة التنسيق والتعاون وتبادل الخبرات والمعلومات في شأن التصدي للتنظيمات الإرهابية. وكشفت مصادر مطلعة عن أن الاستخبارات المغربية وفرت معلومات أحبطت هجمات محتملة على منشآت حيوية في بلدان أوروبية خصوصاً فرنساوإيطالياوبلجيكا، بينها مخططات لمهاجمة ثكنات واغتيال شخصيات أوروبية نافذة. على صعيد آخر، أفادت المصادر بأن سلطات مراقبة جوازات السفر في المطارات والمعابر المغربية، نجحت خلال أقل من 4 أشهر في توقيف أكثر من 120 مسافراً أجنبياً ومغربياً يحملون جوازات سفر مزورة. هجوم في البوسنة في إيطاليا، أبعد أربعة مغاربة إسلاميين متشددين كانت في حوزتهم تسجيلات فيديو تدعو إلى «محاربة أعداء الإسلام»، علماً أنها طردت هذه السنة حوالى 60 إسلامياً متشدداً بينهم 4 أئمة. ومنذ الإثنين ينتشر حوالى ألفي شرطي في روما في إطار إجراءات أمنية مرتبطة باليوبيل الذي أعلنه البابا فرنسيس بدءاً من 8 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، ويفترض أن يجذب ملايين الحجاج إلى العاصمة. وفي البوسنة، ألقيت عبوة على سطح مركز أمني في زافيدوفيتشي (وسط) اقتصرت أضرارها على الماديات، فيما لم تستبعد الشرطة إمكان عمل إرهابي. جاء ذلك بعد أسبوع على حادث إطلاق نار في سراييفو قتل فيه رجل يرتبط بأوساط إسلامية بسلاح رشاش عسكريين بوسنيين اثنين، ثم انتحر.