بطولات عديدة سطرها جنودنا البواسل في حربهم لتحرير اليمن من الظلم والاحتلال، كانت تصلنا بعض منها على استحياء عبر مقاطع لا يتجاوز زمنها دقائق محدودة، انتصارات عديدة على الجبهة، إخلاص وتفان وجهود كبير لا تقدر بثمن. التفاتة رائعة للزميل رجا المطيري للتعامل مع هذه البطولات بحرفية عالمية من خلال السينما، نحن والكثيرون نعرف أن الزميل رجا بالمنظور الاجتماعي السعودي "الظاهري" مثل الذي يعيش بالخيال، السؤال البديهي كيف نجسد هذه البطولات سينمائياً والسينما كفكرة من المحظورات في بلدنا، من سيشاهد بطولات الجنود السعوديين وتضحياتهم؟. ولكن ممكن أن يكون الخيال واقعاً لو تم تنفيذ الفكرة، ما يحدث بالجبهة لا تستطيع كاميرا مراسل الأخبار مهما كانت احترافية أن تجسدها، لن تكون الحرفية لدى الجنود عبر كاميرات مهما بلغت أن تعطي الواقع الحقيقي لتلك التضحيات، فكرة أعمال سينمائية واقعية عن جنودنا تستحق التنفيذ والدعم مهما كابر البعض وهمش البعض عن جهل دور السينما بهذا الخصوص، ورغم ذلك نقول نعم الآن نريد سينما حتى ولو مؤقتة للوفاء لأبطالنا. التفكير المغلق عن السينما في السعودية مثير للاستغراب رغم مرور سنوات طويلة، مللنا لدرجة الملل أن نتحدث عن هذا الأمر ولو بإشارة بسيطة، ولكن فكرة رجا بالفعل مهمة ومثيرة وفيها قيمة إبداعية، فنحن وأجيالنا نستحق أن نفتخر بصدق بإخواننا وأصدقائنا من جنودنا الاشاوس، فالأميركان استطاعوا بذكاء أن يحولوا هزيمتهم في فيتنام لبطولات خارقة على مستوى السينما، الجندي الأميركي الخارق سلفستر ستالوني وغيره من نجوم هوليود لازالت بطولاتهم في ذاكرتنا على مدى السنوات الماضية، علاقات الجنود الأميركان الإنسانية وبطولاتهم رغم أنها كانت مجرد تمثيل إلا أنها باقية في ذاكرتنا. المخرج السعودي العالمي عبدالله المحيسن ورغم مهامه الكبيرة حالياً وانشغاله المتعدد إلا أنه أكثر شخص من الممكن بخبرته السينمائية أن يتبنى مثل هذه الأفكار، وهو المخرج المفكر والذي سبق أن قدم أعمالاً سينمائية سعودية نُوقشت وأُحتفي بها عالمياً مثل فيلم "ظلال الصمت" والذي تنبأ من خلاله بأحداث الربيع العربي وانعكاساتها على خريطة العالم العربي قبل سنوات، بالإضافة لأعمال عالمية عديدة له، فسيناريو سينمائي برؤية عالمية لبطولات جنودنا بالجبهة أمر بالفعل يستحق الالتفاتة والمبادرة فيه، وأتمنى تفعيلها بضم صوتي أيضاً للمؤيد لها الزميل د. عبدالله الكعيد. أعطوا الفرصة للعمل الإبداعي الخلاق، لا تجعلوا لمبادرات وموضوعات تقليدية تسيطر على تفكيرنا، الوطن يحتاج الاحتفاء بأبطاله، لا تغرقونا بمسابقات لأفلام سعودية عن موضوعات أقل من عادية تحكي بعضها عن قصص وكفاح لا تتعدى أصحابها. السينما المصرية أعطت أبطالها الجنود والمدافعين عن وطنهم الكثير والكثير، ألا يستحق من ضحى من أجلنا أن نجسد لهم أفلاماً سينمائية نحتفل فيها على مر الأجيال مع كل انتصار جسدوه لحماية الوطن، ألا تستحق "عاصفة الحزم" التي أطلقها الملك سلمان أن تكون بذاكرتنا البطولية ونحتفل بها بما يليق بها، أتمنى..