الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.. وبعد:فإن من الثوابت أن النعم تدوم بالشكر، والشكر يكون باللسان والجنان والجوارح، فشكر اللسان الاعتراف بالآلاء، وتعدادها، ونسبتها إلى المتفضل بها حقيقة، من له علينا المنة والفضل، وما بنا من نعمة فمنه سبحانه، وشكر الجنان اعتقاد أن كل نعمة ومنة وفضل فالله سبحانه هو المنعم بذلك، ومهما فعلنا وتأملنا فلن نوفي هذه النعم حقها، وشكر الجوارح استعمالها في طاعة الله، وانضباط المشاعر والجوارح لئلا تكون مدعاة للأشر والبطر، ألا وإن نعم الله علينا في بلد العقيدة والأمن والإيمان، والرسالة الخاتمة والإنسانية مهوى الأفئدة ومأرز الإيمان كبيرة بهذه الثوابت والأصول ثم بالولاية التي ترى واجبها ومسؤوليتها حمايتها، وإقامة الحياة عليها، وتوجيه كل الجهود لخدمتها، وتطويرها، ولهذا صدقوا الله فصدقهم الله ووضع لهم القبول، وجعل لهم من المكانة والاعتبار ما يحمل دلالات مهمة من هذه الحيثية، ولهذا لا يستغرب أن تتوالى الاعترافات المتنوعة الداخلية والإقليمية والدولية بهذا الثقل الذي له أثره في الواقع الدولي مهما تعقدت الوقائع والأحداث، وتوالت الفتن والمتغيرات وهذا جزء من وعد الله وحفظه، ومن هنا فإن اختيار خادم الحرمين الشريفين، المليك المفدى، سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – أمده الله بعونه، وأدام عليه نعمه – ضمن قائمة الأشخاص الأكثر نفوذاً في العالم، والأول عربيا لهذا العام 2015م هو من هذا القبيل، ويعد اعترافا عالميا بهذه الشخصية العربية العالمية، حيث أعلنت مجلة تايم الأميركية قائمة أسماء "مئة شخصية الأكثر تأثيرا في العالم" لسنة 2015، وتضمنت القائمة أسماء زعماء سياسيين ورؤساء منظمات مجتمع مدني ورجال دين، وعادة تستند إلى معايير محددة في اختيار الأسماء، بناء على إنجازاتها، والقيمة المضافة لإسهاماتها، كما تصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود قائمة أقوى الشخصيات في العالم العربي، حيث اختارته مجلة "فوربس" الأميركية ضمن أوائل الشخصيات الأكثر نفوذاً في العالم لعام 2015.، كما جاء في المركز ال14 عالمياً في القائمة التي نشرتها المجلة، الأربعاء 4 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، وشملت رؤساء وملوكاً ورجال أعمال وشخصيات شهيرة في عدد من دول العالم، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي. وكون نتائج الاستطلاع جاءت بتصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله الشخصيات المؤثرة عربياً، وفي طليعة القادة العالميين، فذلك أمر لا يستغرب، وهو جدير بذلك بل بما هو أبلغ، فهذا التقدير تاج فخار، ووسام شرف لكل مواطن بل كل عربي ومسلم، لأن ذلك ناتج عن منهج ممتد، وسياسة ثابتة تعد ضمانة للرؤية المؤسسية في نهج الدولة، ورصد منجزات مليكنا المفدى، وإمامنا المسدد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان –أيده الله - خلال المدة القصيرة التي تولى فيها إدارة دفة الحكم في البلاد، تضعه بامتياز في هذه المكانة، ولا يمكن قراءتها بمعزل عن تأريخ ممتد، وإسهامات نوعية، بل أساسية شارك فيها مع والده العظيم، وإخوانه المباركين رحم الله من قضى منهم، وبارك الله فيمن بقي وفي الأحفاد وحفظ الله الجميع، وهذا التقدير العالمي في ظل الظروف الحرجة والمنحنى الخطر تؤكد تصدره من وجه في رؤيته وسياسته وقراراته ومنجزاته، ومكانة هذا الوطن الغالي من وجه آخر، فهي اعتراف مؤكد بمكانة عالمية لا يمكن تجاوزها لهذه البلاد وقيادتها ومنهجها الذي جسده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وعزز به مكانة المملكة إقليميا وعربيا وعالمياً تجلى في قراراته الحكيمة، ورؤاه السديدة، وتصرفاته الموفقة التي لها آثار ممتدة بإذن الله، ومن أهمها استقرار منظومة الحكم بتصعيد الشباب في القيادة، ومواقفه الحاسمة والحازمة لحماية الوطن والمنطقة، عندما قادت المملكة حملة النصرة وموقف العزة والنخوة عاصفة الحزم لإعادة الاستقرار في اليمن وقطع الطريق على من يروم خلخلة الوحدة والأمن والاستقرار بعدما عبثت بها المطامع التي تستهدف أمن المملكة عبر اليمن، حقا إن القرار التأريخي الذي اتخذه خادم الحرمين الشريفين -أيده الله -كان تاريخيا حاسما نابعا من المبادئ والقيم الإسلامية والإنسانية، وحقاً مشروعاً أثبتته القوانين والمواثيق والأعراف الدولية والعالمية، لأن ما تعرض له اليمن السني الشقيق لم يكن نزاعاً داخلياً ولا تحارباً بين فئات وطنية يمنية، وإنما كان اجتياحاً واحتلالاً صفوياً مجوسياً، تحت غطاء حوثي خبيث استبطن النفاق، وهذا الاحتلال الصفوي لم يهدد أمن اليمن الشقيق واستقراره والشرعية فيه فحسب، وإنما هدد جميع دول الجوار، بل وحمل في طياته تهديداً وخطراً كبيراً على العروبة والإسلام، وهذا القرار من أعظم منجزاته وعكس قدرة المملكة وأثرها في تكوين وحدة بل إجماع عربي إسلامي على هذا القرار، وكان هذا من المحكات الرئيسة التي تثبت القوة الدولية والتأثير العميق في المنظومة العالمية. إن مجيء إمامنا ومليكنا خادم الحرمين الشريفين في قائمة الشخصيات الأكثر تأثيراً عالميا والأولى عربيا والتي تتمتع بمقدرة عالية على ممارسة القيادة أمر لا يستغرب، وهو اعتراف عالمي بهذه الشخصية القيادية التي بهرت العالم بفضل الله وتوفيقه لما يحظى به حفظه الله من السمات الشخصية التي حباه الله بها، والعلاقات الاجتماعية والإنسانية، والقيادة الإدارية المتميزة، والتي برزت في شبابه، وعززها بثقافته الواسعة، فهو القارئ النابه للتاريخ، العارف جيداً بنسيج المجتمع السعودي، ومكوناته ومقدراته يضع كل هذه المهارات والقدرات لمزيد من الرفعة للمملكة، يزين ذلك كله فطنة وحكمة وحنكة وسياسة في معالجة الكثير من الأزمات على المستوى العالمي، ولم يكن هذا التميز في هذه الحقبة القريبة بل هي خبرة تراكمية حقق فيها مكاسب عظيمة يوم أن كان حاكما لعاصمة العز، ورياض العطاء والنماء، وإسهاماته الاقتصادية والاجتماعية ومبادراته في إغاثة الشعوب المنكوبة ومساعدتها، وروح الحزم التي يتسم بها، ونظرته باحترام إلى الآخرين، وفهمه الثاقب للواقع وتعقيداته، كل ذلك وغيره يفسر هذا التقدير العالمي، ويظهر واقعية هذا التصويت الذي أفرز هذه النتائج، وإنها لمناسبة تاريخية وتقدير له أثره على قلب كل مواطن، بل كل مسلم، لأنها تعد شهادة لها وزنها بما تمثل به ولاة أمر هذا الوطن العزيز وما قامت عليه هذه الدولة المباركة، من ثوابت تأسست على نصرة الكتاب والسنة، والقيام على أصل الأصول، وأساس الأمن، وأوجب الواجبات:توحيد الله جل وعلا بصورته الصافية النقية كما نزلت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، حامية هذا الأصل مما يشوبه ويكدره، محققة لجوانبه، ومع تمسكها بهذه الثوابت العظيمة التي هي أساس العز والتمكين، وسبب كل خير عميم إلا أن ذلك لا يمنعها من التعامل مع متغيرات العصر، وتفاعلات الواقع، آخذة بكل سبب يؤدي إلى حماية الوطن من المؤثرات، والفتن والتحولات، والحوادث والمتغيرات، والنهوض والارتقاء، وبلوغ الريادة والعالمية، هذا المنهج الرشيد، والمسلك السديد هو ما قامت عليه بلادنا الغالية واستمرت منذ تأسيسها لا سيما في هذا الدور الذي أقامه وشيد بناءه ووحد أجزاءه الملك المؤسس الباني المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود – طيب الله ثراه وجعل الجنة مأواه، واستمر عليه أبناؤه البررة، متفاعلين مع قضايا العصر وتجدد الحوادث، وتعقيدات الواقع. أ.د.سليمان بن عبدالله بن حمود أباالخيل إنني أقول وأنا أستشعر حلاوة الفرحة وغمرة السعادة بما حظي به مليكنا المفدى من تقدير عالمي له أبعاده ومسبباته لا على الصعيد الخارجي فحسب بل حتى على الشأن الداخلي الذي صار به عهد ملك الوفاء والحزم عهد خير وبركة على هذا الوطن الآمن ومواطنيه،، وكيف لا تكون هذه المشاعر الفياضة تجاه مليكنا -بارك الله حياته ومسعاه- وهو من أهم أركان هذه العائلة وأبرز المؤثرين فيها، الرجل الشهم، والطود الأشم، والعلم الفذ، والشخصية المميزة، المباركة المؤثرة، خادم الحرمين الشريفين الملك الهمام سلمان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -حفظه الله، وأبقاه ذخرًا وفخرًا-، إنه ملك المبادئ والوفاء، والمعاني التي يتسابق إليها الفضلاء، ويتبارى فيها النبلاء، منحه الله من المواهب، وميزه بالفضائل، تلقى تلك المكرمات وورث تلك الخصال والخلال من مدرسة الملك المؤسس الإمام الصالح عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- لينهل من تلك التجربة الناضجة، والشخصية الفريدة التي أجرى الله على يديها أعظم التحولات التاريخية في هذا الوطن الإسلامي المبارك، ليورث هذه الميزات والخلال أبناءه البررة، وقادتنا الأوفياء وأمراءنا الأماجد، ولذا لا غرو أن يمنحهم الله القبول في الأرض، لا بيننا كمواطنين شعروا بهذه النعم وعاشوها حقائق متجسدة في أرض الواقع، وإنما على مستوى العالم، وملك الحزم والشهامة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ممن نال النصيب الأوفى، والقدح المعلى في خلال عظيمة أهّلته ليتصدر قائمة العظماء، ويعد أبرز المؤثرين في الواقع الدولي رغم قصر الفترة الممتدة بإذن الله، فمن يقرأ تأريخ هذه الشخصية المباركة، ويشرف بلقائه ويستمع إلى درره وتوجيهاته، وينظر إلى مساهماته ومشاركاته يقف على مدرسة في العلم والسياسة والإدارة، وأعمال الخير والعطاء، والبذل في أوجه البر والإحسان، يميز إمامنا الشهم خبرته الواسعة، واطلاعه على التأريخ عمومًا، وعلى تأريخ هذه البلاد والأسرة خصوصًا، وهو مجال يجد الاهتمام بل والمحبة والتعلق به، ويكفي في ذلك أنه رئيس مجلس دارة الملك عبدالعزيز، وهذه فرصة مكّنته من الرصد والقراءة واستيعاب التأريخ، وقد سمعنا منه في مجالس متعددة قراءة عجيبة واعية للتأريخ، يوقفنا فيها على عمقه، ونهمه في القراءة، وإدراكه لأبعاد عظيمة، وما رسالته إلى رئيس قناة المستقلة وضيفه وفيها بيان لحقائق تاريخية، وتأكيد الأصل الذي قامت عليه هذه الدولة، إلا أنموذج على ذلك، كما أننا في مجال الأعمال الإغاثية والإنسانية والتطوعية يقف الراصد لأعمال ملك الوفاء والحزم ما يجزم معه أن حب الخير والمساهمة والبذل والعطاء جبلة وسجية، وطبع أصيل لا يتخلى عنه، لاسيما في أوقات الأزمات والكوارث والنوازل، أما الحديث عن المسؤوليات التي أوكلت إليه والمنجزات التي تحققت على يديه في هذه البلاد العزيزة، منذ أن كان أميرا لأهم مناطق المملكة ومقر عاصمة الدولة رياض العز والخير والعطاء والنماء، التي عاش فيها ملحمة البناء منذ أن أوكل إليه إمارتها نيابة عن أخيه صاحب السمو الملكي الأمير/ نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية -حفظه الله-، وكان ذلك في 11/7/1373ه، ثم توليه لها في 25/8/1374ه، في إمارة متواصلة تخللها سنتان رغب فيها البعد عن همومها، وبهذا يكون سموه -أيده الله- قد امتدت عطاءاته لوطننا الحبيب مدة تربو على خمسة وخمسين عامًا، أمضى زهرة شبابه في خدمة درة عواصم العالم الرياض الغالية، عشقها وعشقته، وهام فيها حبًا، فأودعها تجارب متعددة، وقصصًا من النجاحات متوالية، حتى غدت في مصاف العواصم المتقدمة، والمدن الراقية التي تمثل أنموذجًا يحتذى، واكتمل العقد بمبايعته وليا للعهد ووزيرا للدفاع بعد وفاة الأمير المبارك نايف الأمن والخير-رحمه الله وأسكنه فسيح جناته -، في الثامن والعشرين من رجب عام 1433ه ثم توج ذلك بمبايعته -أيده الله -ملكا على البلاد خلفا لأخيه الملك عبدالله -رحمه الله -سجل حافل من المنجزات التي تجعله مؤثرا في الواقع المحلي والمنظومة الدولية، ويرصد القارئ لتأريخ مليكنا وحبيبنا ما يفسر هذا الاتفاق على قوة التأثير للمملكة في هذا الوقت، وهو ما نحتسبه حفظا لدين الله وثوابت هذه الدولة، وعزا لوطننا وهاهو يكتب تأريخا جديدا لوطننا بقراراته الحازمة واختياراته المسددة، ومواقفه العظيمة التي توالت مؤكدة سلامة المنهج، وقوة السياسة الداخلية والخارجية، ومن هنا فإن اختيار هذه المجلة لمليكنا ليكون من العظماء المؤثرين في العالم هو اختيار حتمي ومكانة كبرى لمملكة العطاء والحزم ولا غرو فالوطن بلد اقتصادي، يملك من المقدرات والثروات والخبرات، ويقدم من الإسهامات الفاعلة المؤثرة بحنكة وحكمة ورؤية متميزة، تجمع ولا تفرق وتبني ولا تهدم، وتفي ولا تغدر، وتحفظ الحقوق، وتخدم الخصوصيات والسيادة الداخلية للدول، وتنصر المظلوم وتعين الضعيف، وتغيث الملهوف. إن هذا الاختيار والترشيح له دلالاته الكثيرة، وأثره العميق على قلب كل مواطن، بل كل مسلم، بل كل شخص محب للعدل والإنصاف والسلم والسلام؛ والحديث عن هذا التقدير يستدعي في الذهن أبعادًا كثيرة استحق بها مليكنا هذه الإشادة العالمية، يجمع تلك الحيثيات ما يمكن أن يوصف به -أيده الله أنه "حكيم مصلح"، وما أعظمه من وصفٍ وَصَفَ الله به أنبياءه ورسله والصالحين من عباده، بل إن رسل الله خاطبوا أممهم بأن غاية ما أمروا به الإصلاح، فهذا شعيب عليه السلام يقول لقومه: "إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ" هود: 88، والله تعالى يقول لنبيه وخليله محمد: "وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا" الأعراف: 56، والحكمة هبة الله (ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا)وقد رصدت الحيثيات تطورات نوعية في فترة قيادة المليك الممتدة -بإذن الله- ترتبط بالشأن الداخلي والخارجي، فقد أصدر منذ توليه منظومة من القرارات طمأنت المواطنين، وعززت مؤسسة الحكم، وعكست القوة التي يتسم بها والحكمة، كما أعلن وكرر المسيرة الثابتة للوطن على الثوابت، ومحاربة الإرهاب المذموم الذي لا يمضي وقت إلا ويطل علينا بوجهه القبيح، ولكن الله قيض رجالا يقاومونه بقوة الحجة، وبالرؤية الأمنية لتتشح المملكة العربية السعودية بالرؤية الوسطية التي هي زبدة الصلاح والإصلاح، ولذا فإن هذا الاختيار العالمي يبرز أبعادًا مهمة في المسيرة التطويرية التي يقودها ملك الحزم، أولها: تلك الثوابت التي لم يمنع الأخذ بها بالرؤية الوسطية المتزنة من الحضور العالمي، والتأثير على صانعي القرار، ليثبت بها للعالم أجمع أن الإسلام دين بناء وتقدم، وحضارة وتطور، وأن التمسك بأحكامه وقيمه وتعاليمه سبب لكل خير، كما تمثل إسهامات مليكنا ومبادراته ومواقفه دفاعًا واضحًا عن هذه الشريعة السمحة والدين الخاتم، ورسالة للعالم أن الظلم والبغي لا يدوم، وثانيها: النية الصالحة، والصدق والإخلاص الذي نحسب أن من أعظم أسباب التمكين لمليكنا والقبول الذي وضعه الله له، لأنه صدق الله في دينه، وصدق الله في شعبه، وصدق الله في مسؤوليته، فتوالت عليه التزكيات والإرشادات والشهادات، لأن البشر مفطورون على الخير،، وثالثها: تلك المنجزات النوعية التي توالت في عهده المبارك رغم انه لم يمر زمن طويل، إلا أنها رصيد حافل، وسجل مبارك مليء بالتحولات النوعية لمملكة العطاء والحزم والإنسانية لا على المستوى الداخلي فحسب، وإنما على المستوى العالمي، وليست مواقف ارتجالية، أو ردود أفعال وقتية، بل هي أعمال مؤسسية، تستلهم خططًا استراتيجية توالت وتنامت وأينعت بواكير ثمارها لتستمر -بإذن الله-ونحمد الله على فضله وكرمه، ونسأله أن يحفظ علينا هذه النعم من الزوال، وأما المواطن فهو بالنسبة لمليكنا خصوصًا ولولاة أمرنا عمومًا الاستثمار الأمثل، والركيزة الأساس لكل نهضة وتقدم فكل خطط التنمية، وكل مقدرات الدولة ومكتسبات الوطن تسخر لهذا المواطن، إن هذه السياسة الداخلية هي ما يميز ولاة أمرنا -أيدهم الله- فلئن فاخرت أمم بالديمقراطية فإن رصيد ولاة أمرنا من ذلك ما يمثل الصورة المثالية، والمنهج الإسلامي يصل المواطن إلى أعلى مسؤول في الدولة من خلال سياسة الأبواب المفتوحة، ولذا فإنه لا يستغرب ذلك الرصيد الشعبي من المحبة والولاء واللحمة لمليكنا -أيده الله- ولتهنه الخيرية التي أخبر بها المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال: "خيار أئمتكم الذين تحبوهم ويحبونكم وتصلون ويصلون لكم". لذا فإنني أوجز مشاعري بأن أقول: هنيئًا لنا بخادم الحرمين، وإمام المسلمين، لقد مكن لهذه البلاد، وقادها باقتدار إلى مواطن العز والسؤدد، وها نحن نشعر وبكل فخر واعتزاز أن بلادنا الحبيبة، ووطن الإسلام المبارك يفرض نفسه في كل المحافل الدولية وقائدنا ومليكنا بمبادراته وحكمته وحنكته يجمع الأمم المتنافرة، لتعتمد ما ينصر المظلوم، ويقيم العدل، ويزيل الظلم، ويؤسس لعلاقات مبنية على الوفاء والقيم المشتركة، والتسامح والتشاور، فتختزل هذه المبادرات والمواقف التحديات والعقبات، وتجسد الطموحات والآمال واقعًا حيًا، ولست هنا بصدد رصد الإنجازات الملكية لخادم الحرمين الشريفين أو حشد المقام بأرقام وإحصاءات مع أهمية كل ذلك، لكني أردت أن تكون هذه الأسطر تعبيراً صادقاً عن مشاعري التي لا أملك إخفاءها وإخال أن كل مواطن يحملها تجاه ولي أمرنا، وباني نهضتنا، وحامي وحدتنا خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وأعزه ونصره. فالحمد لله الذي وفق خادم الحرمين الشريفين إلى مثل هذه المساهمات المؤثرة، ونسأل الله سبحانه أن يمكن لإمامنا وولي أمرنا، وأن يسدد قوله وفعله، ويجعله من أنصار دينه وأعوانه، كما نسأله سبحانه أن، يحفظه بحفظه، ويكلأه برعايته، ويمده بعونه، ويديم عليه نعمه إنه سميع مجيب، والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.