مر على تاريخ المملكة شخصيات لرواد وقياديين خدموا الوطن بكل تفان وإخلاص، ووضعوا بصماتهم في حياتنا اليومية، وتاريخ الوطن انجازاته. إحياء ذكرى رواد الوطن من سياسيين وعلماء ومثقفين تحمل في طياتها وفاء الوطن والقيادة لأبنائه وتخليداً لذكراهم وإنجازاتهم لتبقى في ذاكرة الأجيال المتعاقبة وتحمل رسالة عرفان ووفاء وتقدير لما قدموه للوطن من أعمال، وكأن القيادة تقول لأبنائها من الجيل السابق والحالي والمستقبلي لن ننسى أعمالكم وخدماتكم للوطن. لا يمكن ذكر أي قطاع أو جهة حكومية إلا ويتبادر إلى الذهن شخص أو أشخاص قدموا كثيرا ولسنوات طويلة للوطن، وأصبحوا رموزا وفخراً لهذا الوطن. وعلى سبيل المثال، لا يمكن ذكر السياسة والدبلوماسية السعودية إلا ويكون عميد الدبلوماسية العالمية الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - في المقدمة حيث خلد اسمه من ذهب في الدبلوماسية والسياسة السعودية والعالمية وكان على مر أربعة عقود عاصر فيها خمسة ملوك كان فيها خير سفير ومدافع عن الوطن بكل شجاعة وإخلاص وتفان في كل المحافل الدولية، حيث لم يكن فيها مجرد وزير خارجية لدولة ولكن كان وطناً في مواطن ورمزاً للدبلوماسية والسياسة الخارجية السعودية. ولا أنسى خطاب الوفاء من ملك الوفاء إلى الراحل سعود الفيصل عندما طلب إعفاءه من منصبه حيث كان ذلك الخطاب يمثل رسالة لجميع المواطنين وليس إلى سعود الفيصل فقط من ملك الوفاء أن القيادة لن تنسى خدمات أبنائها لهذا الوطن. من الوفاء للأمير الراحل سعود الفيصل إطلاق اسمة على أحد صروح العلم وهي كلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة الملك سعود لتصبح كلية سعود الفيصل للحقوق والعلوم السياسية. والمثال الآخر هو فارس الإدارة والأديب والدبلوماسي والوزير غازي القصيبي رحمه الله، الذي شغل عدة مناصب حكومية كانت له بصمات واضحة فيها من جامعة الملك سعود أستاذاً فعميداً لكلية العلوم الإدارية إلى المؤسسة العامة للسكة الحديدية إلى الصناعة والكهرباء إلى وزارة الصحة ثم سفيراً في البحرين وبريطانيا ثم المياه والكهرباء حتى وزارة العمل. ولتخليد ذكرى غازي القصيبي أقترح تسمية الكلية التي عمل بها وشهدت بداية رحلته في العمل الحكومي وهي كلية إدارة الأعمال بجامعة الملك سعود لتصبح كلية غازي القصيبي لإدارة الأعمال. واتمنى أن تكون هذه المبادرة بداية لإطلاق أسماء الرواد على كليات الجامعات حول المملكة.