عقد رئيس الولاياتالمتحدة الأميركية باراك أوباما أمس مؤتمراً صحافياً في مدينة أنطاليا التركية حيث اُختتم أمس اجتماع قادة مجموعة العشرين. وأكد الرئيس الأميركي حرص دول المجموعة على مجابهة الإرهاب ومنعه من إيذاء الأبرياء والتأثير على حياة الناس. واعترف أوباما خلال المؤتمر الصحافي بأن أجهزة الاستخبارات في بلاده لم تكن تملك "معلومات دقيقة" حول العمليات الإرهابية التي وقعت في باريس. وأعلن الرئيس الأميركي أن بلاده ستباشر "تمرير معلومات أكثر، بسرعة أكبر، وبشكل دوري" لفرنسا حتى تستطيع تعزيز أمنها الداخلي في مواجهة داعش. واعتبر أوباما أن ما تحقق في محادثات فيينا حول الأزمة السورية "تقدم متواضع على جبهة دبلوماسية حساسة" في اشارة الى اتفاق الانتقال السياسي. واشار الى انه ما زال هناك خلافات بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول مستقبل بشار الاسد "الذي لا نعتقد نحن في الولاياتالمتحدة ان له دوراً في مستقبل سورية بسبب حكمه الوحشي" واضاف ان "ما يختلف هذه المرة، وما يعطينا جرعة امل، هو ان جميع اطراف النزاع السوري وافقت للمرة الاولى على عملية لانهاء هذه الحرب". ووسط ازمة الهجرة التي تعصف بأوروبا واماكن اخرى من العالم، حذر اوباما ان على الولاياتالمتحدة عدم اغلاق الباب امام اللاجئين خوفا من اعتداءات ارهابية. وقال ان "الذين يهربون من سورية هم اكثر المتضررين من الارهاب، هم الاكثر ضعفا، واغلاق الابواب في وجوههم يعتبر خيانة لقيمنا". واضاف انه "من الضروري جدا الا نغلق قلوبنا لضحايا عنف كهذا او ان نمزج بين ازمة اللاجئين وأزمة الارهاب". واعتبر أوباما أنه سيكون من "الخطأ" ارسال قوات برية إلى سورية لقتال تنظيم داعش، قائلاً ان ذلك سيؤدي إلى وقوع خسائر بشرية دون معالجة جذور المشكلة. وأوضح: "هذا ليس خصما عسكريا تقليديا. يمكننا استعادة السيطرة على أراض، وطالما أننا نترك قواتنا هناك، يمكننا أن نحتفظ بها، لكن ذلك لا يحل المشكلة الأساسية وهي إزالة الديناميكيات التي تنتج هذا النوع من الجماعات المتطرفة العنيفة". وأشار الرئيس الأميركي إلى أن الضربات الجوية بقيادة الولاياتالمتحدة ضد داعش تحرز الآن تقدما، لكنه حذر قائلا: "إذا أردنا أن يكون هذا التقدم مستداما، ينبغي أن تعمل دول أخرى على زيادة الموارد التي يتطلبها هذا القتال". قمة العشرين شهدت مداولات شديدة الأهمية في ظرف تاريخي صعب (رويترز)