الكتاب: فوت علينا بكرة «مسرح» الكاتب: محمد سلماوي الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، سلسلة الادب، 2005 ويقول عنه د. عبدالعزيز حمودة: لايسع المرء إلا أن يحتفي بكاتب كوميدي جاد يعرف الرسالة الحقيقية للكوميديا قولاً وعملاً ويعيد وقارها من ناحية وأسنانها الحادة القاطعة من ناحية اخرى، وهاتان صفتان تميزان «فوت علينا بكرة» و «اللي بعده» للكاتب محمد سلماوي. ولكن كيف يحقق محمد سلماوي ذلك في مسرحيتيه؟ قبل ان احاول الاجابة على هذا التساؤل أود أن اؤكد أن المسرحيتين تمثلان لمستين في لوحة واحدة، او تنويعه على «هم » واحد يشغل بال المؤلف وهو تعامل الانسان المصري مع واقع يصعب تقبله. ومحمد سلماوي- في رأيى- ينجح في تقريب علم العبث وتطويعه تماماً كشكل مسرحي او قالب درامي لتناول «ظروف انسانية» خاصة بنا وليست مجرد ترف فكري، كما هو العبث الغربي، فالموقفان من صميم الواقع المعاصر المحلي، وهو واقع يتفحصه المؤلف جيداً ويكتشف جوهره الذي يرى انه المنطق المقلوب وليس مجرد فقدان الاتزان كما هو في الكوميديا التقليدية. وتفرض تلك الرؤية على المؤلف استخدام القالب العبثي عن ايمان راسخ بأن هذا القالب هو الأقدر على التعبير عن الواقع الذي يريد تصويره وان «العبث» ليس غريباً عنا- لذلك يفعل محمد سلماوي في مسرحيته نفس ما يفعله العبثيون بعد ملاءمة ذلك النمط لمتطلبات «الواقع الإنساني المصري».