لطالما ارتبطت رائحة الكعك والحلويات بالمناسبات السعيدة واللحظات المميزة التي تعلق في ذاكرتنا بالرغم من بساطة وعفوية خبز الكعك آنذاك، حين كانت المكونات غالبها من الدقيق والقمح والتمر، حيث استمرت تلك الوصفات والحلويات حتى وقتنا الحاضر وأصبحت جزءا من التراث السعودي مثل الكليجا والحنيني والعريكة. أما اليوم لم يعد الكعك مقصورا على جودة المذاق والمكونات بل تم تحويله إلى قطع فنية لتصبح مفعمة بالألوان والأشكال لتعكس طابع وروح المناسبة السعيدة عليها، ومع ثورة التكنولوجيا وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي أصبح من السهل الحصول على وصفات عالمية وطرق تزيين الكعك، وأصبحت أدوات ومعدات الخبز وتزيين الكعك متوفرة وفي متناول الجميع عكس السابق. فظهرت مجموعة من الفتيات السعوديات اللاتي برعن في صنع الحلويات والكعك، بطابع عصري وأفكار مبتكرة تواكب خطوط المخابز العالمية. ومن هنا بدأت الطالبة الجامعية غدير سعد المعيلي دخول مجال تزيين الكعك الذي تميزت فيه بإبداعها وخيالها اللامحدود في ابتكار التصاميم المختلفة حيث تتشكل عجينة السكر بين يديها لتصبح قطعا فنية رائعة تأسر الأنظار، والذي أثارت من خلاله إعجاب آلاف المهتمين بهذا الفن من مختلف البلدان والأعمار عبر مشاركتها فيديوهات تعليمية بسيطة لا تتعدى 15 ثانية في "انستقرام". وقالت غدير انها اكتشفت موهبتي عام 2012، ولم يكن هناك دورات تعنى بفن تصميم الكعك، ولهذا صقلت موهبتي عبر متابعة قنوات أجنبية لفنانين ومحترفين متخصصين في هذا المجال. نقطة انطلاقي كانت عندما بدأت بعرض أعمالي وتصاميمي في مواقع التواصل الاجتماعي؛ عندها تفجرت طاقاتي الإبداعية مع التحفيز والدعم المعنوي الذي أجده من الناس حتى أصبحت صفحتي مصدر الهام للكثيرين الذين افتتحوا مشروعات صغيرة بعد أن أسديت إليهم المشورة والنصيحة. وأضافت: توفير أدوات تزيين الكيك وندرة المتاجر كان من أكبر المعوقات في المملكة لخابز الكعك، حيث اضطررت في تلك الفترة لشرائها من مواقع الإنترنت، اما الآن فبحمد الله تحسن الوضع نسبيا وبدأت بعض المتاجر بالالتفات لهذا الفن وتوفير أدوات تزيين للكيك ذات جودة عالية. ومن جانبها تقول عهود السليمان - خبيرة تزيين كعك: بدأت في خبز الكعك قبل سبع سنوات كهواية في أوقات فراغي كنت أطهو للمناسبات الخاصة، ولكن بعد تخرجي من قسم المكتبات والمعلومات كانت فكرة الحصول على وظيفة شبه مستحيلة وقد طال انتظاري، عندها وظفت طاقتي في مشروعي وانطلقت في تعلم وصفات جديدة في إعداد الكب كيك حتى انتهجت طريقة بحيث لا يكون بشكل تقليدي بل تظهر كل قطعة فيه على شكل باقة من الأزهار والورود. واجهتني بعض الصعوبات في البداية من ناحية توفير ما احتاج اليه، خاصة بعض الصناديق التي تحتوي على قاعدة داخلية تحفظ الكعك من التلف عند توصيله للزبائن. بالإضافة الى صعوبة التعامل مع الأشخاص، بالإضافة الى النظرة القاصرة لعمل المرأة السعودية، حيث كان البعض منهم يتصيد الأخطاء ويترصد الهفوات. عرضت عليّ مجموعة من المتاجر التعاون معهم وتسويق منتجاتي، ولكن للأسف الشروط تكون مجحفة وغير عادلة ولذلك استبعدت الفكرة. ولحسن الحظ وجود وسائل التواصل مهدت لنا الطريق في تكوين قاعدة من الزبائن والمهتمين. وتضيف بثينة القحطاني - متخصصة حلويات: أعشق صناعة الحلويات بجميع أشكالها وأحب أن أضع لمستي الخاصة فيها، حيث قررت أن أتخصص بعمل البسبوسة حتى أبدع فيها وادمج نكهات جديدة واشكال مبتكرة، التي بالفعل نالت إعجاب الجميع. وهذا بدوره ما جعلني اقرر ان اوظف حبي لصنع الحلويات إلى مشروع تجاري يدعمني من الناحية المالية والمعنوية. كان لزوجي الدور الأكبر في دعمي حيث كان يوفر لي ما يلزمني من أدوات.