أكد مستثمرون عقاريون في محافظة القطيف أن المحافظة في حاجة ماسة لمخططات متكاملة قائمة على أسس تنموية تخطيطية سليمة ووفق الآليات والمعايير التي يتم العمل عليها من الناحية التخطيطية المهنية للمدن، مشددين أن التنمية العقارية المستقبلية إنما تتعزز بوجود المخططات التي تنجز فيها البُنى التحتية التي تشجع على بيئة الجذب الاستثماري أو السكني في المحافظة. وأبان العقاريون بأن المحافظة بحاجة إلى توفير مخططات تساوي حجم التزايد السكاني الذي يتوقع أن يصل إلى 900 ألف نسمة خلال الأعوام القادمة، ما يعني أهمية توفير المزيد من المخططات السكنية القائمة على خطط تخطيطية مهنية ومراعية لاشتراطات البلديات، مشيرين إلى أهمية وجود نظرة تنموية غير تقليدية تفتقدها معظم المخططات القديمة، وشددوا بأن المطلوب أن تتضافر الجهود من أجل خلق مساحات تنموية داخل المدن، مثل المدن الصديقة للأطفال التي بها حدائق صديقة للأطفال ضمن مواصفات عالية، مشيدين باللقاءات التي تدرس مثل هذه القضايا التنموية مع جهات الاختصاص التي حضرت المحافظة والتقت بمحافظ القطيف خالد الصفيان وبمجموعة من العقاريين والمطورين في المحافظة. ورأى عقاريون أن محافظة القطيف بها غير مخطط تم إنجاز البُنى التحتية في شكل كامل ويجري وضعه في المزاد العلني، كمخطط دانة الرامس الواقع على الخليج العربي ناحية حس الناصرة التابع لمدينة القطيف، مؤكدين أن المخطط الحاوي على نحو 3000 قطعة أرض يسهم في تحقيق تنمية عقارية مهمة، نظرا لحجمه الكبير، إذ يمتد على طول الساحل لمسافة تبلغ نحو 4000 متر طولي، وموقعه الاستراتيجي وتواجد البنى التحتية من شبكات هاتف ومياه وكهرباء وإنارة. وذكروا ل"الرياض" أن كثرة المخططات في المحافظة تسهم لحد كبير في مساعدة الشبان المقبلين على تحسين وضعهم العائلي على الشراء وامتلاك مسكن بمساحة جيدة وسعر مناسب، كما تسهم المخططات المكتملة في المحافظة في صنع التنمية العمرانية في مختلف المناطق، مؤكدين أن المستثمرين أو الراغبين في الحصول على أراض اتجهوا إلى "دانة الرامس" على اعتبار أنه أحد أهم المخططات الاستراتيجية في المحافظة، إذ سارع الكثيرين من المستثمرين إلى الحصول على أسهم خاصة بالمخطط الذي أصبح استراتيجيا بعد وجود مشاريع خدمية استراتجية، كإنشاء جسرين يؤديان له، الأول جسر طريق أحد الذي يوصل من ناحية الكورنيش إلى حي الناصرة، وإلى دانة الرامس. وقال محمد آل نوح نائب الرئيس التنفيذي بمجلس إدارة شركة آل نوح العقارية: "إن التخطيط السليم في المجال الخاص بالتنمية العقارية يتطلب دراسة الموقع المراد تخطيطه وفق معايير تنموية محددة"، مشيرا إلى أن المجتمع أصبح يدرك أهمية التخطيط السليم القائم على اساس الرؤية التنموية، مؤكدا أن دانة الرامس مخطط يضيف الكثير من التنمية لمحافظة القطيف، إذ إن النظرة التي قام عليها تشمل البعد التنموي إلى أبعد الحدود الممكنة، فالطرق والإنارة والشبكات الخاصة بالبنية التحتية أنشئت بطريقة منسجمة مع الرؤية التنموية التي يسعى الجميع إلى جعلها تصب في صالح المواطن الذي سينعم في نهاية المطاف بخدمات البنية التحتية"، مشيرا إلى أن دخول نحو 3000 قطعة أرض إلى السوق العقارية يعني من الناحية التنموية العمرانية الكثير، مؤكدا أن ذلك سيوفر المزيد من الفرص إلى الجيل الشاب المقبل على شراء أو بناء منزل لعائلته، كما سيسهم في عملية التمدد العمراني المصاحبة للتنمية، وهذا أمر بالغ الأهمية على الصعيد التنموي. وذكر آل نوح بأن وجود مخططات كبيرة في محافظة القطيف يخدم الجانب التنموي في مجال التمدد العمراني، وقال: "إن هذه النقطة تعد أحد أهم النقاط التي يسعى إليها المجتمع الذي ينمو تعداده السكاني، فعدد سكان محافظة القطيف قبل نحو عقد من الزمن ليس نفس العدد اليوم"، مشيرا إلى أن المحافظة شهدت في الماضي طفرات عمرانية كبيرة أدت لحصول تمدد عمراني تنموي، كحي الناصرة التابع لمدينة القطيف الذي يعد الأقرب لمخطط دانة الرامس، وهذا التمدد أسهم في خروج أسر من قراهم المكتظة إلى مناطق أكبر وأحياء ارقى تتوفر فيها خدمات البنى التحتية الأساسية في ذلك الوقت. وأضاف "على المطورين العقاريين أن يراعوا مسألة التنمية أثناء تخطيط المخططات، إذ أن ذلك يسهم في خلق واقع ميداني تنموي جديد يحقق نقلة المجتمع من فترة زمنية إلى أخرى أكثر حداثة وانسجاما مع تقدم المجتمع"، ضاربا المثل بطريقة العمران وتطورها التاريخي في محافظة القطيف، وقال: "سابقا كان في جزيرة تاروت حيا قديما جدا، وفي وقته كان الأمثل والأكثر تقدما، وحين خرجت الأحياء بتخطيطها الحديث أصبحت تلك الأحياء القديمة من الماضي، ويعود السبب لتوفر عناصر تنموية مهمة، منها التخطيط، أسلوب البناء، الطرق، المواصفات الخاصة بشبكات المياه، الكهرباء، الهاتف". وجود أراضٍ جاهزة يسهم بتعجيل التنمية العقارية الطرق أهم ركيزة للتنمية العقارية