لا تكتفي العين من النظر إلى جمال الخبر ومعالمها الحضارية التي تجسد تحفة معمارية ساحرة تجمع بين الفن العمراني المتجسد بمبانيها الحديثة وكورنيشها الساحر بالإضافة إلى مسطحاتها الخضراء وأسواقها التي تنبض بالحياة وشوارعها التي لا تخلو من المارة، ولطالما تميزت عن غيرها بتخطيطها المتقن ونهضتها العمرانية حتى باتت تضيئ اشراقا لكل زائريها وتحمل الود للمقيمين عليها.. ولعلنا في الأسطر القادمة نتعرف على قليل من خفايا هذه المدينة الحالمة ذات الاشراقة الباسمة. الموقع تقع محافظة الخبر على ضفاف ساحل الخليج العربي شرق المملكة وهي إحدى أجمل المدن السعودية، والتي توصف بلؤلؤة الخليج، وتعتبر مركزا تجاريا وسياحيا واقتصاديا بارزا على مستوى الخليج، فهي مدينة تجارية وسياحية على الطراز الحديث، وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى خُبرة وجمعها خُبور أو خباري وهو المكان الذي تتجمع فيه مياه الأمطار والسيول. وتبلغ مساحة محافظة الخبر 571 كم2، وتضم كل من مدينة الظهران ومنطقة العزيزية، وتحتوي محافظة الخبر حاليا على نحو 45 حيا سكنيا يقعون داخل نطاق المحافظة. وتتميز محافظة الخبر بموقع رائع على شاطئ الخليج العربي وبالقرب من مملكة البحرين ولاتبعد كثيرا عن باقيدول الخليج العربي وكذلك بالنسبة لوسط السعودية، وتعد مركزا اقتصاديا عالميا حيث تضم العديد من الشركات والوكالات العالمية التي اتخذت من محافظة الخبر مقرأ لها، إضافة إلى المنشآت النفطية العملاقة في الظهرانوالخبر. المناخ يعتبر مناخ محافظة الخبر شديد الحرارة خلال فصل الصيف مع ارتفاع الرطوبة حيث تصل درجة الحرارة إلى 50 درجة، بينما يكون المناخ بارد خلال فصل الشتاء وتصل درجة الحرارة أحيانا إلى 3 درجات وتشهد الخبر خلالها تساقط للأمطار بشكل متوسط، ويفضل لمن يرغب بزيارة الخبر أن تكون زيارته محصورة مابين شهر أكتوبر حتى شهر مايو حيث تكون الأجواء خلال تلك الأشهر الثمانية من أجمل الأجواء التي تعيشها الخبر وتعتبر مناسبة للسياحة والتجول في الأماكن العامة بكل أريحية وتتراوح درجات الحرارة فيها مابين 10 إلى 30 درجة مئوية كحد أقصى. لمحة تاريخية كانت بداية الخبر الحقيقية في العام 1935م عندما بدأت شركة البترول التنقيب عن النفط في الظهران وتصدير النفط المكتشف عبر فرضة الخبر، وقبل هذا التاريخ لم تكن الخبر سوى صنادق وعشش صغيرة متناثرة هنا وهناك، ولكن بعد تصدير النفط الذي ساهم في نموها لمركزها الكبير، شهدت بعد ذلك مرحلة آخرى من النمو، حيث أنشئ أول رصيف بحري بمدينة الخبر عام 1353 ه، - 1933 م لاستقبال السفن التي تنقل المواد والمؤن من البحرين إلى الخبروالظهران، وبالقرب من الرصيف البحري (الميناء) أنشأت شركة الزيت آنذاك عددا من الخزانات التي تستقبل الزيت قبل شحنه إلى البحرين، ثم أنشئ الخط البحري للأنابيب في نفس العام، وفي عام 1359 ه _ 1939 م أنشئت أول إمارة في مدينة الخبر وسميت بإمارة مقاطعة الظهران، وفي عام 1360ه - 1940م أنشئ أول فريق كرة قدم في مدينة الخبر، وكان يطلق عليه اسم فريق الهلال، وكان يمارس أنشطته في حي الخبر الشمالية في الساحة التي تقع بين شارع الأمير ناصر وشارع الأمير منصور، وفي العام ذاته أنشئت أول محكمة في مدينة الخبر عام 1360ه وكان أول قاض فيها هو الشيخ صالح العنقري، وفي عام 1361 – 1941م تم انشاء بلدية الخبر حينما أمر الملك عبدالعزيز-رحمه الله- بإنشاء البلدية وأسندت رئاستها للسيد لطفي ناجي الحداد، كما شهد العام نفسه افتتاح أول مدرسة في الخبر كان مديرها المرحوم عبدالله الخوبي، وكان اسمها المدرسة الأولي ومن ثم سميت حاليا مدرسة معاذ بن جبل وتقع في حي الخبر الشمالية، وتم في العام ذاته إنشاء ميناء آخر في مدينة الخبر في العزيزية في المكان الذي تقع فيه حاليا محطة تحليه المياه الحالية في الخبر، وفي العام 1367ه شهدت الخبر افتتاح أول بنك كان فرع بنك الآندوتشن والسويس، وفي عام 1370ه أنشئت أول مكتبة في مدينة الخبر وكان لها الفضل في نشر الوعي وهي المكتبة الأدبية لصاحبها الأستاذ عمر أحمد بايزيد، وكانت تقع في شارع الأمير بالخبر الشمالية، وفي عام 1372ه أمر الأمير سعود بن جلوي بتشكيل هيئة للمشاريع برئاسة سموه، وكان أول عمل قامت به هذه الهيئة هو انشاء مبنى المدرسة الابتدائية الأولى في مدينة الخبر (معاذ بن جبل) وهدم وإعادة وبناء مسجد الشيخ عبدالله بن عيسى ال خليفة (جامع السوق) وبناء جامع الثقبة، وبناء مبنى بلدية الخبر، وإنشاء السائد البحري الذي قام عليه الكورنيش حاليا، وسفلتة أربعة شوارع في مدينة الخبر، هي شارع الملك خالد، وشارع الملك فيصل، وشارع الملك سعود، وشارع الأمير محمد بن عبدالعزيز، كما تم لاحقا انشاء شارع آخر وهو شارع الملك عبدالعزيز من شارع الظهران حتى شارع 28 (طريق الأمير فيصل بن فهد حاليا) ومن ثم تم إنشاء مستوصف الخبر السابق، ومبنى لمحكمة الخبر السابق، وفي نفس العام 1372ه صدر أمر سامي بتكوين شركة لإنتاج الكهرباء في مدينة الخبر، وفي عام 1375 ه أنشئ أول مستشفى أهلي في الخبر وهو مستشفى الدوسري، كما شهد العام ذاته صدور أول مجلة أدبية شهرية صدرت في مدينة الخبر هي مجلة الإشعاع وأصدرها الأستاذ سعد البواردي، وصدر العدد الأول في 1/1/1375ه. بداية التعليم افتتحت شركة ارامكو أول مدرسة لها في الخبر في عام 1940م في منزل مستأجر من أحد سكان الخبر، كما افتتحت مدرسة لتعليم القراءة والكتابة للبنات، أما فيما يخص التعليم الحكومي كما أسلفنا أعلاه بأن أول مدرسة تم انشاؤها كان في عام 1941م، وكان اسمها المدرسة الابتدائية الأولي ومن ثم سميت حاليا مدرسة معاذ بن جبل وتقع في حي الخبر الشمالية، ثم أنشئت المدرسة النموذجية الابتدائية والمتوسطة، كما تم افتتاح أول مدرسة مسائية خاصة لتعليم الكبار في الخمسينات الميلادية. السكان يبلغ عدد سكان محافظة الخبر حاليا مايقارب 600 ألف نسمة يقطنون مدينتي الخبروالظهران، فيما يشكل الأجانب أكثر من 30% من سكانها نظرا لما تمتلكه من منشآت اقتصادية ونفطية وتجارية وشركات عالمية اتخذت من محافظة الخبر مقرا لها وهو الأمر الذي جعلها مقصدا للوافدين للعمل في الخبر، وبالنسبة للمواطنين السعوديين يعمل غالبيتهم في شركة أرامكو السعودية والقطاع الخاص، إضافة إلى الأعمال التجارية النشاط الاقتصادي يعتمد غالبية سكان الخبر على التجارة والعمل التجاري وكذلك العمل في المنشآت النفطية كشركة ارامكو السعودية، والقطاع الخاص نظرا للحجم الكبير للشركات التي اتخذت من محافظة الخبر مقرا لها وهو ماجعلها تصبح مركزا للمال والأعمال على مستوى المنطقة الشرقية، ومكان جذب للأجانب للعمل فيها، وهناك عدد من المواطنين يعمل في القطاع الحكومي مثل التعليم والصحة والبلدية وغيرها من المرافق الحكومية العامة. الإضاءة الجمالية تزين الخبر لمحة تاريخية الأبراج في الخبر بيئة جاذبة