قد يحمل وحيد قرن شمالي مشرف على الموت مصير هذا النوع من الحيوانات الى القبر، بينما ينتظر المحافظون على الحيوانات المهددة بالانقراض حدوث معجزة تمكنه من الإنجاب قبل نفوقه. ويبلغ "سودان" ،الذي يعد الحيوان الذكر الوحيد من نوعه الباقي على قيد الحياة في العالم ، من العمر 42 عاما ، وهو يقضي سنوات عمره الاخيرة تحت حراسة مسلحة مشددة لحمايته من لصوص الصيد. واصبحت قدرات سودان على انتاج نسل تتقلص يوميا نظرا لضعف قائمتيه الخلفيتين الى حد يعجزه عن المعاشرة بالاضافة الى تدني نوعية وعدد حيواناته المنوية. ونظرا لاخفاق برنامج للتناسل فان نفوق هذا الحيوان البالغ وزنه ثلاثة أطنان سيعني انقراض وحيد القرن الابيض الشمالى تماما من على وجه الارض. وكان سودان قد ولد في جنوب السودان وتم اصطياده في منطقة شامبا عندما كان عمره عاما واحدا قبل شحنه الى حديقة حيوان دفور كلارلوف في جمهورية التشيك. وفي ديسمبر 2009، تم نقل سودان الى محمية "أولبيجيتا" للمحافظة على الحيوان المهددة بالانقراض في كينيا مع انثيين وذكر واحد من نفس النوع في اطار برنامج "الفرصة الاخيرة للبقاء". والآن ، وبعد نفوق الذكر الاخر، فان مصير هذه النوع من الحيوانات قد يتوقف على حياة سودان. وكان المأمول ان يتمكن سودان مع الانثيين فاتو (15 عاما) وناجين (25 عاما) في محمية أولبيجيتا ، الا ان كل المحاولات أخفقت. ويخضع سودان لحراسة مشددة على مدار 24 ساعة في اليوم لحمايته من لصوص الصيد الذين قد يصطادونه للحصول على قرنه. ولعل الامل الوحيد في المحافظة على وحيد القرن الابيض الشمالي من الانقراض يتمثل في اللجوء الى تقنية التخصيب الصناعي. ويسعى الخبراء في المحمية الى استخدام اناث وحيد القرن الجنوبي كأمهات بالوكالة للحمل ببويضات وحيد القرن الشمالى المخصبة لانتاج عجول نقية من وحيد القرن الشمالي.