رغم نفي رئاسة الجمهورية اللبنانية مساء أمس السبت واقعة مصافحة الرئيس اللبناني العماد اميل لحود لوزير خارجية (اسرائيل) سيلفان شالوم في تونس خلال مشاركتهما في قمة مجتمع المعلومات الاخيرة الا ان ان الصحف اللبنانية الصادرة امس الاحد دفعت بهذا النبأ الى مقدمة اهتماماتها. ومبعث اهتمام وسائل الاعلام اللبنانية بهذا المستجد الموقف الثابت للرئيس لحود الذي يضع (اسرائيل) في طليعة المحظورات اللبنانية خصوصا بسبب استمرار احتلالها لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا واحتجازها اسرى ومعتقلين لبنانيين ورفض تسليم لبنان خرائط الالغام المزروعة في جنوب لبنان ومواصلة انتهاكاتها ذات الطابع العدواني والاستفزازي للسيادة اللبنانية وعرقلتها اي مسعى جدي لاحلال السلام واقامة دولة فلسطينية مستقلة وعودة اللاجئين الى ديارهم. وألمحت صحيفة النهار الى ارباك تسبب به الاعلام الاسرائيلي للرئيس اللبناني معتبرة انه في الوقت الذي يحاول فيه لحود الابتعاد عن دائرة الضوء في ملف التحقيق الدولي في جريمة اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري فانه فوجىء باعلان اسرائيل عن مصافحة جرت بينه وبين وزير الخارجية الاسرائيلية على هامش قمة تونس قبل ايام. وكانت رئاسة الجمهورية اللبنانية قد سارعت الى نفي مصافحة لحود لشالوم ووصفتها بانها مزاعم من نسج الخيال رغم ان وزارة الخارجية الاسرائيلية بعد ان فجرت هذا الموقف حاولت اصطناع البراءة في تقليلها من اهمية هذه المصافحة. فقد اوضح المتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية مارك ريجيف ان المصافحة حدثت في منزل الرئيس التونسي في حفل رسمي عندما كان الرئيس اللبناني يصافح الجميع في المكان وصافح شالوم لكنه لم يتم تبادل اي كلمات على اي قدر من الاهمية. ومع ان المتحدث الاسرائيلي قد أعلن انه غير متأكد ما اذا كان الرئيس اللبناني قد تعرف الى شالوم فان محطة العربية أوردت الرسالة التي بثها مراسل الشؤون العربية للقناة العبرية الاولى عوديد جرانوت مساء أمس حول محادثة ودية جرت بين زوجة وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم وزوجة الرئيس اميل لحود في قمة تونس لافتا الى مصافحة جرت باليد بين الرئيس اميل لحود ووزير الخارجية شالوم. في شأن آخر اكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ان اللبنانيين جميعا يتفقون على ضرورة اجلاء الحقيقة في عملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري، رافضا الربط بين رغبة اللبنانيين في معرفة الحقيقة والحصار على سورية، وقال بري في تصريح للصحافيين عقب لقائه برئيس مجلس الامة الكويتي جاسم الخرافي خلال زيارة يقوم بها للكويت «ان اللبنانيين بحاجة لكشف الحقيقة لأن دون كشفها فإن الوحدة اللبنانية مهددة بشكل كبير، كما ان الشعب اللبناني مصر على معرفة الحقائق ليس فقط لأن رجلا كبيرا وكبيرا جدا مثل الحريري قد تم اغتياله وإنما أن هذا الأمر علامة جمع بين اللبنانيين لا علامة تفرقة او طرح انما كلنا يعلم أن سورية كانت موضع استهداف قبل عملية اغتيال رفيق الحريري، وكذلك كانت موضع استهداف قبل صدور القرار رقم (1559)». مشيرا الى قرارات الكونغرس الامريكي حول الحصار على سورية، واضاف «كأن الحقيقة او المطالبة بكشفها هي ضد سورية او ما يحصل من تباين حول مكان الاستجوابات في حال ان هناك تهما تطال بعض السوريين، وكأن لبنان خلف هذا الأمر، الحقيقة هذا الكلام في غير محله ومحاولة ايجاد ربط نزاع بين كشف الحقيقة في اغتيال الرئيس الحريري وبين الحصار على سورية ليس في مصلحة البلدين». وشدد بري على ضرورة ان يقدم كل من ثبتت إدانته سواء كان لبنانيا أو غير لبناني الى التحقيق، مقللا من اهمية ما يطرح حول موضوع المكان الذي يجب أن يتم التحقيق فيه، ولافتا في الوقت ذاته ان بلاده ليست من يقترح أو يحدد اماكن او الدول التي يجب أن تجرى فيها التحقيقات فهذا الأمر مناط بلجنة التحقيق الدولية.