افتتح أمس في اسلام اباد المؤتمر الدولي للمانحين الذي يهدف إلى تمويل عمليات الاغاثة واعادة الاعمار في شمال باكستان بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة في الثامن من تشرين الأول - اكتوبر والذي نجح في تقديم تعهدات تصل إلى 5,4 مليارات دولار. وفي بداية المؤتمر، دعا الرئيس الباكستاني برويز مشرف الهند إلى العمل مع باكستان لتسوية مشكلة كشمير نهائيا معتبرا ان خطوة كهذه يمكن ان تكون «هبة» نيودلهي إلى ضحايا الزلزال الذي ضرب البلاد في تشرين الاول - اكتوبر الماضي. وقال الجنرال مشرف «اعتقد جدياً وبشكل واقعي ان التحدي الذي يشكله الزلزال يمكن ان يشكل الفرصة الوحيدة التي لم تسنح للهند وباكستان من قبل، لتحسين العلاقات بينهما». وأضاف «سنحل مشكلة معا وبشكل نهائي». من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان العالم إلى «تقديم رد لا سابق له على كارثة لا سابق لها». وقال ان «زلزال الثامن من تشرين الأول - اكتوبر كارثة لا سابق لها وعلينا ان نواجهها بتحرك لا سابق له»، مؤكدا ضرورة ان «نتأكد من ان الكارثة لن تودي بحياة عدد من الناس اكبر من عدد الذين ماتوا حتى الآن». وكان الزلزال الذي ضرب المنطقة في الثامن من تشرين الأول - اكتوبر وبلغت قوته 7,6 درجات على مقياس ريختر، اودى بحياة 73 الف شخص وأدى إلى تشريد اكثر ثلاثة ملايين آخرين. وقدرت الاممالمتحدة احتياجات عمليات الاغاثة واعادة الاعمار في المنطقة بحوالى 5,2 مليارات دولار. وقال عنان ان «الكلمات والارقام لا تكفي لتصوير معاناة عدد لا يحصى من الاسر». وأضاف ان «هناك احتياجات بشرية وانسانية ملحة يجب ان نواصل الاهتمام بها. المنطقة صعبة والشتاء الذي لا يرحم في الهيمالايا اقترب». وأوضح انان ان «حجم الكارثة ما زال يتكشف لكن الأكيد هو انه علينا الاستعداد للعمل معا على الأمد الطويل وشعب وحكومة باكستان سيحتاجان إلى دعم متواصل من الأسرة الدولية». وكان رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز تحدث عن آثار الزلزال موضحا ان «مدنا وقرى جرفت ودمرت مئات المدارس والمستشفيات والمكاتب والطرق والجسور وقتل اكثر من 73 الف شخص وجرح اكثر من 120 ألفا وأصبح اكثر من ثلاثة ملايين شخص دون مأوى». وأوضح ان «هذه الاحصاءات الحزينة لا تزال تتفاقم ولا يزال الوصول متعذرا إلى عدد كبير من المناطق الجبلية والمعزولة». وأضاف «نخوض سباقا طويلا ضد الزمن (...) ونحتاج إلى مساعدتكم لاعادة الاعمار». ويشارك ممثلون عن خمسين دولة وعشر هيئات مالية ووكالات دولية للاغاثة وحوالي ست مؤسسات متعددة الجنسيات من القطاع الخاص. وفي ختام المؤتمر أعلن شوكت عزيز ان مجموع التعهدات بلغت 5,4 مليارات دولار. وسيذهب 1,7 مليار منها إلى عمليات الاغاثة، بينما سيخصص الباقي لعمليات إعادة الإعمار.