ليس كل التفاعل أو التضاد بين الغذاء والدواء ضار، بل بعضها مطلوب ، فأحيانا يتم وصف الدواء أو المدعم الغذائي ليؤخذ مع غذاء معين ليزيد فعاليته فمثلاً الحديد مع فيتامين (ج) لزيادة امتصاص الحديد. وأحياناً يكون الغذاء متضاداً مع دواء ومفعلاً لدواء آخر، مثل الحليب ومنتجاته لا يناسب تناوله عند تناول أدوية التتراسيكلين أو مدعمات الحديد أو مضادات الفطريات بسبب احتوائه على الكالسيوم، ومن جهة أخرى يفضل تناوله مع أدوية أو هرمون الحمل (البروجستيرون) حيث يساعد في فعاليته لحدوث الحمل. هناك عوامل تؤثر على امتصاص الدواء مثل طريق وموقع إعطاء الدواء وطريقة نقله هل هو شراب أو حبوب أو ابر، وأيضاً موقع ومنطقة الامتصاص، وتركيز الدواء، الشكل الفيزيائي للدواء حيث يتم تصنيعه بطريقة تضمن وصوله لمكان التأثير أو الامتصاص فمثلاً إن كان يتأثر بحموضة المعدة فيتم تصنيعه داخل ملبسات أو مانسميه كبسولات لكي يتحمل حموضة المعدة ويتجازوها للأمعاء حيث تذوب تلك الكبسولات ويحدث التأثير، الظروف المؤثرة على ذوبانية الدواء، وبالتالي على قدرته على الوصول لمنطقة الدخول إلى مجرى الدم أو السوائل الأخرى، حركة الدورة الدموية في موقع الامتصاص وغيرها من العوامل. أنصح الجميع بإخبار الطبيب عن كل الأدوية التي تتناولها أو أخذها معك أو تصوير عبواتها بالذات إن صرفت من مستشفى آخر أو مركز صحي أو حتى تلك التي يشتريها البعض من الصيدلية، وأرجو عدم التهاون في هذا الموضوع أبداً، وأضرب مثالاً بدواء (الوارفرين) وهو مضاد للتخثر ولديه تداخلات كثيرة مع الأدوية والأغذية والتي قد تسبب تأثيرات خطيرة قد تصل على تخثر الدم وتكون الجلطات أو سيلانه وحدوث النزيف المستمر. كلمة موجهة للمرضعات، فعليهن الحرص من عدم وجود تداخل بين الغذاء والدواء لأن بعض الأغذية تزيد من إفراز الأدوية مع الحليب فيصل للرضيع كمية من الدواء لا تتناسب مع حجم جسمه مما يكون له تأثيرات سلبية على صحته. ان التأثيرات الجانبية السلبية المؤكدة والمحتملة تكتب على تعليمات استخدام الدواء الذي يجب قراءته وفهمه، وأقترح على المستشفيات التي تصرف الدواء بدون التعليمات التي نجدها داخل علبة الدواء أن يحرصوا على إفهام المرضى بأي تأثيرات جانبية أو تزويدهم بورقة التعليمات المرفقة مع الدواء. ولنتعرف عن نوعية التأثيرات قبل الدخول في تفاصيلها، فقد يكون التأثير بين الدواء ودواء آخر، أو بين دواء وغذاء، أو بين غذائين مختلفين. التأثيرات قد تكون في إبطال مفعول الدواء أو تقليل تأثيره فلا يحقق الهدف لعلاج المرض أو زيادة تأثيره فيؤدي إلى نتائج عكسية وبعض أعراض زيادة الدواء أو سميته . فإذا كان التأثير بسبب تفاعل مركبين سواء كانا دواء أو غذاء يسمى التأثير ديناميكية الدواء (Pharmacodynamic) . النوع الثاني من التأثيرات هي التأثيرات على الامتصاص أو التمثيل أو تغيير مكان التأثير أو التخلص من ذلك المركب أو التأثير عن الإنزيمات يسمى حركية الدواء (Pharmacokinetic) وهو الأكثر شيوعاً. مهم جداً تقليل تلك التفاعلات لتحقيق مجموعة من الأهداف أهمها تفادي التأثيرات العكسية للدواء والغذاء على حد سواء وأيضاً تحقيق التأثير المطلوب من الدواء لعلاج المرض وعدم الحاجة لجرعة زائدة تفادياً للتأثيرات السلبية للدواء، كذلك تفادي أي تطورات أو مضاعافات للمرض إن لم يتم علاجه في الوقت المحدد فتناول أي مادة غذائية أو دواء يضاد الدواء الأصلي من شأنه أن يطيل مدة المرض وقد ينشأ عنه مضاعفات أو مقاومة للجسم لذلك الدواء. تكلفة العلاج مهمة جداً ولأن أغلبنا يحصل على علاج مجاني فلا نعطي أهمية كافية للتكلفة مع أنها عامل مهم في العلاج لا يجب نسيانه. من هم المعرضون لخطر تضاد الغذاء والدواء؟ هم مرضى الأمراض المزمنة وكبار السن والحوامل أنفسهن وأيضاً الأجنة، الرضع، الذين يعانون من أمراض الحساسية بكل أنواعها، وكذل الأشخاص الذين لديهم سوء تغذية بالذات من يعانون من النحافة الشديدة أو نقص بعض العناصر الغذائية. هناك عوامل تؤثر على امتصاص الدواء