أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس أن الطيران الروسي قصف 40 "هدفاً ارهابياً" في سورية في الساعات ال24 الماضية أي بتراجع عدد الغارات مقارنة مع ضربات الايام الماضية. وقالت الوزارة إن قاذفات سوخوي-34 وطائرات الدعم سوخوي-24 ام وسوخوي-25 اس ام نفذت 41 طلعة جوية لضرب "40 هدفاً ارهابياً" في محافظات حلب (شمال) وادلب (شمال-غرب) واللاذقية (شمال-غرب) وحماه (وسط) ودير الزور (شرق). في هذه الأثناء حدد السفير الروسي في سورية أمس اللائحة الدقيقة للجهات التي يستهدفها قصف الطيران الحربي الروسي مؤكدا ان مقاتليها الذين يصورهم الغرب بانهم "ثوار" ليسوا الا "متطرفين" وارهابيين" مستثنيا الجيش السوري الحر. وذكر الكساندر كينشتشاك بانه مع تنظيم داعش وجبهة النصرة "كل شيء واضح: فهاتان المنظمتان تعتبران ارهابيتين بنظر الجميع وتندرجان على اللائحة السوداء لمجلس الامن الدولي". كما اعتبر أن المجموعات الاربع الاخرى التي تقاتل جيش الرئيس السوري بشار الاسد أو تنظيم داعش تحيط بها "تكهنات وتشويه ومحاولات لتصوير مجموعات قطاع الطرق هذه على أنها مجموعات ثوار، وأعضاء في الجناح المسلح للمعارضة السورية المعتدلة". وتابع كينشتشاك "مع بروز مجموعات راديكالية بصورة تدريجية خلال الحرب الاهلية في سورية، فان الجماعات التي زعمت انها من المعارضة المعتدلة اما تعرضت للهزيمة او ابتلعتها جماعات اسلامية تقدمت الى الواجهة". وأضاف أن "ما يسمى مجموعات معتدلة توفر باغلبيتها غطاء سياسيا لجرائم المتطرفين الدينيين". واتهم السفير على الاخص جماعة "جيش الاسلام"، وهي أهم القوى المعارضة في منطقة دمشق بقيادة زهران علوش، "بالمسؤولية عن اطلاق قذائف هاون أدت الى سقوط المئات من الضحايا المدنيين" في العاصمة السورية. وأضاف "هذا ليس سوى ارهاب بحت". كما شمل السفير ضمن تصنيف "الارهابيين" مقاتلي احرار الشام، احدى ابرز الجماعات المعارضة التي سعت في 2015 الى تقديم نفسها الى الغرب من ضمن المعتدلين. وتشارك هذه المجموعة الى جانب جبهة النصرة، في تحالف "جيش الفتح". من جهة ثانية كشف المستشار القانوني للجيش السوري الحر أسامة أبو زيد بأن الطيران الروسي أغار على بلدة حيان في ريف حلب الخالية من تنظيم "داعش" وأوقع سبعة شهداء من بين المدنيين وطفل آخر مفقود مضيفا بأن هذه الضربات أشغلت قوات الجيش السوري الحر واستفاد منها تنظيم "داعش" وفتحت له المجال للتقدم باتجاه مدرسة المشاة والمنطقة الحرة وعدد من القرى الأخرى، قبل أن يقوم تنظيم "داعش" بتسليم المنطقة الحرة وما حولها لقوات نظام الأسد. وأشار أبو زيد إلى أن المعارك اليوم كر وفر بين قوات الجيش السوري الحر وقوات نظام الأسد المدعومة بالطيران الروسي، موضحاً بأن قوات الجيش الحر أحبطت محاولة تقدم قوات النظام المدعومة بمليشيات حزب الله الإرهابي والميليشيات الطائفية في محيط قلعة "كفر دلبة" بريف اللاذقية، كما استعادت قوات الجيش الحر السيطرة على منطقة الصوامع التابعة لقرية المنصورة بريف حماة، وتم خلال العملية تدمير دبابة لجنود نظام الأسد واغتنام عربة "بي أم بي". وفي هذا الجانب أدان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية قصف طائرات حربية روسية مركزاً لتلقيح الأطفال في قرية "التماعنة" بريف إدلب، مما أدى إلى تدميره، حيث كان يقدم خدماته لقرابة 11 ألف طفل. وأفاد الائتلاف "لقد انتظر الاحتلال الروسي طويلاً حتى أفصح عن استراتيجيته المتوافقة مع سلوك نظام الأسد، والتي تشمل عمليات تدمير ممنهجة طالت كتائب الجيش السوري الحر، والمدنيين والتجمعات المأهولة، ولم توفر الآثار ودور العبادة، وطالت اليوم مراكز طبية تعنى بالأطفال.