نظم اهالي قريتي عابود وبلعين بمشاركة عشرات المتضامنين الاجانب والاسرائيليين ورجال دين مسلمين ومسيحيين، تظاهرتين منفصليتين احتجاجا على اقامة الجدار التوسعي على حساب اراضيهم، في حين واصلت قوات الاحتلال حملاتها العدوانية في غير مكان من الضفة الغربية. ففي قرية عابود التي شرعت قوات الاحتلال مؤخرا بتجريف واقتلاع اشجار الزيتون من اراضيها بغرض اقامة مقطع جديد من الجدار العنصري، خرج نحو خمسمائة متظاهر من ابناء القرية والمتضامنين الاجانب والاسرائيليين الى الموقع المهدد يتقدمهم قاضي القضاة الشيخ تيسير التميمي والاب عطا الله حنا الناطق باسم الكنيسة الارثوذكسية، وعضو المجلس التشريعي قدورة فارس. وذكر الياس عازر رئيس المجلس المحلي ل «الرياض» ان قوات الاحتلال اعتدت على الفور على المسيرة التي انطلقت عند العاشرة صباحا باتجاه اراضي القرية الغربية، ووقعت مواجهات رشق خلالها المتظاهرون بالحجارة جنود الاحتلال الذين اطلقوا الرصاص المعدني وقنابل الصوت والغاز واصابوا عددا من المتظاهرين بحالات اختناق. واشار عازر ان العمل بدأ في تجريف اراضي القرية منذ يوم الثلاثاء الماضي، حيث سلم احد ضباط الاحتلال في وقت سابق اخطارات بمصادرة 5333 دونما من اراضي القرية الغربية، بغرض اقامة الجدار الذي سيكون بعرض 60 مترا. ومن المقرر ان يحيط المقطع الجديد بمستعمرات «بيت اريه» و«عوفريم»، المقامتين على اراضي عابود واللبن الغربي، حيث سيمر الجدار على مقربة من كنيسة القديسة بربارا وهي من اقدم الكنائس الاثرية في فلسطين. وفي قرية بلعين، نظمت اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار تظاهرة احتجاجية ضد الجدار من وحي ذكرى اعلان الاستقلال، بعنوان «الجدار يقتل استقلال دولتنا الفلسطينية». وذكر عبدالله ابو رحمة منسق لجنة مقاومة الجدار في اتصال مع «الرياض» ان العشرات خرجوا حاملين الاعلام الفلسطينية وبالونات بألوان العلم، فيما حمل المشاركون مجسما للجدار اول المسيرة وفي اخرها، حيث يمثل المشاركون الدولة الفلسطينية المستقلة داخل الجدار الذي يخنقها. وكعادتها اعتدت قوات الاحتلال على التظاهرة، بالهراوات وقنابل الغاز والصوت والاعيرة المعدنية ما ادى الى اصابة العديد منهم برضوض وحالات اختناق، فيما اعتقلت قوات الاحتلال متضامنا اسرائيليا على الاقل. الى ذلك واصلت قوات الاحتلال حملات الدهم والاعتقال في غير مكان من الضفة الغربية، حيث اعتقلت خلال الساعات الاخيرة ستة مواطنين بينهم فتى فيما اصابت فتى اخر بجراح بالغة في قرية سلواد غرب رام الله. ففي بلدة سلواد شرق رام الله اصيب فتى في الخامسة عشرة من العمر بجروح بالغة بعد اطلاق قوات الاحتلال النار عليه مساء أمس الأول الخميس فيما اعتقل طفل آخر خلال اقتحام قوات الاحتلال للبلدة. فقد اقتحمت قوات الاحتلال القرية قبل صلاة المغرب فتصدى لها الشبان والفتية بالحجارة، فأطلقت العيارات النارية وقنابل الغاز باتجاههم، ما أدى إلى إصابة الفتى نبيل عمر عبد الحميد حامد، الذي نقلته الى احد المشافي الاسرائيلية داخل الخط الاخضر. كما اعتقلت الفتى محمد عدنان حماد. وفي حادث آخر، اعتقلت قوات الاحتلال، فجر امس الجمعة الشابين الشقيقين طارق وفراس أحمد خليفة في منطقة أم الشرايط، بعد دهم منزلهما والعبث بمحتوياته، علما ان فراس يعاني من وضع صحي سيئ ، حيث يعاني من اصابة سابقة في معدته. واقتحمت قوات الاحتلال فجر امس الجمعة بلدة علار شمال طولكرم، وشنت حملة دهم وتفتيش طالت العديد من المنازل، اعتقلت خلالها ثلاثة شبّان، وهم: مؤيد معروف طقاطقة ومحمد لطفي مجادبة، ومحمد عبد مجادبة وجميعهم منتمون الى حركة فتح. من جهة اخرى، اعترفت سلطات الاحتلال بتعرض احدى دورياتها لهجوم بعبوة ناسفة القاها مقاومون فلسطينيون منتصف الليلة في قرية دير استيا جنوب نابلس. وزعمت انه لم تقع اضرار او اصابات في صفوف افرادها. واثر ذلك شنت حملة تمشيط وتفتيش واسعة دون ان يبلغ عن اعتقالات في صفوف المواطنين.