انتشرت وبشكل ملحوظ ومزعج حظائر وأحواش الأغنام ومسالخها العشوائية في شرق مدينة الرياض وبالقرب من بعض الأحياء السكنية، وفي كثير من المواقع الاخرى على اطراف ووسط المدن والاحياء مع قرب موسم شراء الاضاحي. وأوضح عدد من سكان هذه الأحياء الذين يعانون من هذه الحظائر والأحواش أنها أصبحت ظاهرة تتنامى أعدادها يوما بعد يوم مع اقتراب موسم شراء الاضاحي. وأشاروا إلى أن انتشار مثل هذه الحظائر والمسالخ يتنافى مع أدنى شروط صحة البيئة التي تكافح ما يضر بالبيئة وما يؤثر على صحة الانسان وحياته، اذ ان الأضرار الناجمة عن وجود مثل هذه الأحواش والحظائر لا تخفى على احد منها الروائح الكريهة والمزعجة خاصة وقت هطول الأمطار خصوصا لأصحاب المساكن القريبة من هذه الأحواش إضافة إلى تلوث الهواء نتيجة هبوب الرياح وإثارة الأتربة والفضلات من داخل هذه الأحواش كما أن هذه الأحواش تعتبر من البيئات الصالحة لتعايش وتكاثر الحشرات والقوارض الناقلة للأمراض وكذلك الأغنام والماشية التي تعيش في هذه الأحواش لأنّها ليست جميعها سليمة فهي أيضاً حاملة وناقلة للكثير من الأمراض كما أن هذه الأحواش تمثل ظاهرة غير حضارية وتسيء للمظهر العام للمدينة ولنظافتها والمكان المناسب لمثل هذه الأحواش يكون بعيدا عن حدود النطاق العمراني وعن التجمعات السكانية. سوق سوداء ومع اقتراب موسم الأضاحي تكون هذه الأسواق بمثابة سوق سوداء تعرض فيها المواشي بأسعار تفوق أسعار غيرها من أسواق الماشية بفارق يقارب ال(300) ريال، ناهيك عن تواجد أماكن مصممة بألواح خشبية تفتقر لأدنى مستويات النظافة والاشتراطات الصحية، ويقوم على كثير منها عمالة وافدة مخالفة للنظام، وعلى الرغم من تواجد مسالخ البلدية المتنقلة الا انها بنظر البعض لا تغطي الاحتياج فيما تصر هذه العمالة على مخالفة النظام وتقوم بذبح وسلخ المواشي للزبائن بشكل خفي. سلوكيات سلبية تدق ناقوس الخطر صحياً وبيئياً قبل موسم شراء الأضاحي مسالخ مخالفة وبيّن محمد علي - بائع في أحد الأحواش - أنّ أسعار الذبائح حالياً ارتفعت مع تزايد الطلب عليها قبيل عيد الأضحى المبارك، موضحا أنّها تتراوح (950) للسواكني و(1280) للنعيمي، والحري ب(1000)، في حين وصلت أسعار الطليان لحدود(1600) ريال في بعض الأحواش، مبيّناً أنّه توجد لدى بعض الأحواش مسالخ غير مرخصة تسلخ فيها الذبائح بحدود (30) ريالاً، مشيراً إلى أنّ الجولات التفتيشية قلت عن السابق، ورغم ذلك، إلاّ أنّ المخالفين يحرصون دائماً على إخفاء آثار سلخ المواشي ومحو أثرها، كي لا تطبق بحقهم المخالفة، والتخلص منها في حاويات النفايات. ضعف الرقابة وذكر ناصر العنزي – أحد السكان المجاورين للمسالخ العشوائية - أنّ هناك تسيباً واضحاً في هذه الأحواش والمسالخ المخالفة للأنظمة، بسبب انعدام الرقابة عليها من قبل البلدية، الأمر الذي فاقم من هذه المشكلة، مشيراً إلى أنّ أهالي الأحياء المجاورة اشتكوا عدة مرات من هذه الأحواش والمسالخ المخالفة، والتي لا تتوفر بها أدنى الاشتراطات الصحية والبيئية دون جدوى، مؤكّداً أنّ أعداد العمالة في هذه المسالخ يتضاعف بشكل ملحوظ؛ مما يشكل خطراً صحياً على أهالي الأحياء، ويضر بالبيئة العامة للمدينة. تدارك الوضع وطالب محمد البقمي الجهات المسؤولة عن هذه المسالخ والأحواش العشوائية بتدارك الوضع قبل حلول موسم الأضاحي، والذي تحدث فيه ثورة من التلوث في هذا المكان، وتتوسع فيه المسالخ إلى الشوارع، وترمى فيه جلود المواشي، وتتراكم فيه بشكل مقزز، ويكون عرضة لانتقال الأمراض الوبائية بين الناس. فيروسات معدية وشدد مسفر القحطاني – أحد السكان المتضررين من الأحواش العشوائية - على ضرورة التعامل مع من يرمون مخلفات هذه الأحواش بحزم وقوة؛ لأنّها تتسبب كثيراً في انتقال الأمراض وتلوث البيئة، مؤكّداً بأنّه أصيب أكثر من واحد في هذا الحي بفيروسات معدية، مرجحاً سبب انتقال هذه الفيروسات إلى هذا التلوث الحاصل بسبب الأحواش المخالفة للصحة والبيئة معاً. روائح طبيعية ويحاول بعض العاملين في هذه الأحواش والمسالخ العشوائية التقليل من شأن التلوث الحاصل في هذه الأحياء من ناحية الروائح التي تسبب مشاكل في التنفس، اذ يقول بعض من التقيناهم هناك أنّ مشاكل التنفس لا يعاني منها إلاّ الذين يدخلون لأول مرة إلى هذا الموقع، وأنها مجرد روائح طبيعية، لا تسبب أي مشكلات صحية، بالرغم من وجود ما يناقض تبريراتهم، فهناك أهالي أصيبوا بأمراض الصدر والربو والحساسية جراء تعرضهم لهذه الروائح بصورة مستمرة. ووفقا لبعض الأبحاث العلمية فإن الروائح التي تنبعث من أمعاء المواشي هي مزيج لأجزاء متحللة، وهي روائح مضرة كما تشير الأبحاث بأن عمل اختبارات على هذه الروائح يرصد مستويات مرتفعة جدا من التلوث، فبقايا هذه الحيوانات تسبب روائح كريهة بفعل البكتيريا. التوعية وطالب الكثير بضرورة تكثيف التوعية لأصحاب هذه الأحواش العشوائية بأن الآثار الصحية تكون أكبر في الأماكن المغلقة، فالعمال في هذه الأماكن هم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي بحسب هذه الأبحاث، اضافة الى مخاطر الجلود. إزالة الأحواش وكانت أمانة الرياض قد أزالت الكثير من الأحواش والأسواق غير النظامية شرق العاصمة الرياض العام المنصرم حيث تم تصحيح عدد من التجاوزات العشوائية التي تشهدها بعض الأحياء، الا ان سكان بعض الاحياء ما زالوا يشكون انبعاث روائح هذه المواشي كل صباح، بل إنّ بعضاً من بقايا المواشي ملقاة على الشارع، وتسبب تلوثاً للبيئة وقد تنقل بعض الأمراض المعدية. الأحواش المؤقتة تزعج سكان الأحياء البعض يعرض بيع الأضحية وذبحها في مسالخ غير نظامية سوق المواشي يحتاج إلى آليات تحفظ للبائع والمشتري حقوقهما