يمارس عدد من العمالة في سوق المواشي في حي السلي شرق الرياض، الذبح العشوائي المخالف للأنظمة داخل حظائر مهجورة كانت مخصصة لتربية المواشي وهي أماكن غير صحية مليئة بمخلفات الحيوانات والأتربة. ويمارس هؤلاء العمال مخالفاتهم بعيدا عن رقابة صحة البيئة في أمانة منطقة الرياض، في ظل غياب الرقابة وعدم وجود عقوبة رادعة، غير مبالين بالتعليمات والاشتراطات التي تفرضها أمانات المناطق التي تشدد على أهمية الالتزام بالأنظمة والذبح داخل المسالخ ونقاط الذبح المعتمدة، لكونها توفر أطباء ومختصين يفحصون الذبائح قبل تناول لحمها. وقد بدأت تنتشر ممارسة الذبح العشوائي بكثرة خلال هذه الأيام، حيث تعد الاحواش التي يمارس فيها الذبح بيئة خصبة للأمراض المعدية، إذ يقدر عدد الذبائح التي يتم ذبحها يوميا في الأحواش ما بين 30 و 35 ذبيحة مقابل خمسة ريالات يدفعها صاحب الذبيحة أو قد تقوم هذه العمالة المتخلفة بالذب مجاناً مقابل الحصول على الجلد. وقد أكد بعض باعة الأغنام في سوق المواشي شرق الرياض، أن الرقابة على الحظائر تكاد تكون معدومة، كما أنه ليس هناك عقاب رادع لهم من قبل الجهات المعنية، إذ أنه في حالة ضبط أحد منهم وتسليمه للشركة يتم إطلاق سراحه بعد دقائق معدودة دون أية جزاءات، مما وفر لهؤلاء جواً من الطمأنينة لممارسة مخالفاتهم، خاصة وأنهم يحصلون من وراء هذه الممارسات على دخل جيد باعتبارهم عمالة مخالفة لنظام الإقامة والعمل، كما أن من يشجعهم على هذا العمل هو وفرة العمل من المواطنين الذين يقبلون عليهم لطلبهم في ذبح الأغنام، مستفيدين من رخص أسعارهم لكن غير مبالين بالكارثة التي قد يسببها مثل هذا العمل.ولفت الباعة أنفسهم إلى عدم وجود رقابة مستمرة من قبل البلدية لوقف هذه الممارسات المخالفة داخل السوق ما شجع هؤلاء العمالة على الاستمرار في ممارسة عملهم، بل إن بعضهم أصبح لديه مواقع معروفة ومحددة يمارس فيها نشاطه أمام المارة، والدليل على ذلك أن يوجد في السوق أحواش مهجورة تم تخصيصها لهذا الغرض حيث تبدو آثار الذبح العشوائي من جلود ومخلفات وبقايا الذبائح، إضافة إلى الدماء التي تملأ المكان. هذا وتعد الحمى المالطية من أبرز الأمراض الناجمة من الذبح العشوائي والتي تحصل نتيجة توالد الذباب، والديدان، والحشرات، أو قد تكون الذبيحة نفسها مريضة، كما يوجد بعض الأمراض المشتركة التي تنتقل من الإنسان للحيوان والعكس وهي موجودة لدى عدد كبير من الوافدين المتخلفين الذين يبيعون في سوق المواشي، وأن ما يفعله هؤلاء العمالة المتخلفة من ذبح وغيره ينتج عنه تلوث للذبيحة ومن ثم نقل المرض للإنسان عندما يتناولها، فضلا عن التلوث البيئي.