قالت مصادر أمنية ومسؤولون إن قوات الأمن العراقية داهمت مقر جماعة مسلحة تدعمها إيران في بغداد بعد الاشتباه باحتجاز رهائن أتراك في المنطقة. وكان مسلحون يرتدون الزي العسكري خطفوا 18 عاملا تركيا يوم الأربعاء من استاد رياضي كان العمال يشاركون في بنائه بشمال شرق بغداد. وقالت أنقرة إن الخطف استهدف الأتراك فيما يبدو، ولم ترد جماعة كتائب حزب الله التي داهمت القوات العراقية مقرها على طلبات التعليق. وتكافح بغداد لكبح جماح الجماعات الشيعية المسلحة التي حارب الكثير منها الاحتلال الأميركي وينظر إليها على أنها رادع مهم لتنظيم داعش الذي توعد بالزحف على العاصمة بعد أن سيطر على مناطق واسعة بشمال وغرب العراق صيف العام الماضي، وشهدت العاصمة العراقية في السنوات الأخيرة انتشار عصابات إجرامية جيدة التسليح تمارس القتل والخطف والابتزاز. كان دبلوماسيون قد أعلنوا أن تركيا قد تتعرض لعمليات انتقامية بعد أن تخلت عن ترددها طوال شهور في المشاركة في حملة القصف الجوي ضد تنظيم داعش في سورية وفتحت قواعدها أمام التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ويحارب مقاتلي التنظيم المتشدد. وقال سعد الحديثي المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن قوات الأمن تعرضت لإطلاق نار ليل الخميس حين حاولت مداهمة منزل في شارع فلسطين بحي المهندسين. وأضاف أن المعلومات أشارت إلى وجود عضو بالجماعة الضالعة في خطف الأتراك، ولم يؤكد الحديثي أو ينف إلقاء القبض على المشتبه به ولم يعلق على صلته المحتملة بكتائب حزب الله أو أي جماعة أخرى. ونفى متحدث باسم الحشد الشعبي وهو هيئة حكومية تشرف على الجماعات المسلحة التي تقاتل داعش ومن بينها كتائب حزب الله وجود أي صلة للجماعة بالأتراك المفقودين، وأضاف كريم النوري أن عملية تفتيش روتينية تحولت إلى مشاجرة أسفرت عن مقتل جندي وإصابة اثنين من الجماعة، وقال إن الاحتكاك بدأ بسبب اتهامات بأن كتائب حزب الله هي التي خطفت الأكراد وأشار إلى أنه ثبت عدم صحة هذه المزاعم بعد أن قامت قوات الأمن بالتفتيش. وذكر مصدر أمني أن الجيش فتش المقر ومباني محيطة في الحي لكن لم يتم العثور على أي أثر للمختطفين الأتراك حتى الآن، وقالت مصادر في مكتب رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو انه أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره العراقي وشكره على جهوده متعهدا بأن تركيا ستفعل كل ما يلزم لضمان الافراج عن الرهائن. كانت تركيا قد نجحت العام الماضي في التفاوض لإطلاق سراح 46 من مواطنيها احتجزهم تنظيم داعش في مدينة الموصل العراقية لكن بعد أن ظلوا مخطوفين لأكثر من ثلاثة أشهر.